عبرت السلطة الفلسطينية عن «تقديرها» موقف الوزير الإسرائيلي يوسي بيلين ووضوحه في شأن تحميل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «مسؤولية تعثر العملية السلمية ووصولها إلى طريق مسدود»، فيما وصفت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» اللقاء الذي عقده بيلين مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بأنه «منصة للهبوط السياسي بالموقف الوطني الفلسطيني». وكانت نُشرت رسالة مفتوحة كتبها بيلين لعباس جاء فيها: «لا تقبل طلب الرئيس باراك أوباما (عدم التهديد بحل السلطة في الرسالة المقرر ان يوجهها الى نتانياهو) فهو يريد فقط عدم إزعاجه قبل يوم الانتخابات. ولا تدع نتانياهو يتخفى وراء ورقة التين للسلطة الفلسطينية، وافرض عليه مرة أخرى مسؤولية مصير أربعة ملايين فلسطيني. ومن أجل شعبك ومن أجل السلام لا يمكن أن تدع هذه المهزلة تستمر». وأضاف أن «خصوم أوسلو حولوا الاتفاق الموقت، الذي كان من المفترض ألا يدوم أكثر من ست سنوات ويخدم فقط كممر لحل نهائي، إلى ساحة يستطيعون فيها مواصلة بناء المستوطنات. لقد اكتمل تحطيم المتطرفين لاتفاق أوسلو، ولا يمكن لأحد ببساطة الاستمرار في اتفاق موقت لأكثر من 20 سنة». وكان بيلين، وهو أحد مهندسي اتفاق أوسلو و«وثيقة جنيف»، اعتبر في حديث ل «صوت فلسطين» أول من أمس أن «حل السلطة أمر لا مفر منه باعتباره الطريق الوحيد الكفيل بإحداث هزة في الوضع والضغط على كل الأطراف للالتفات للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي». ورأى أن حل السلطة «ليس هو ما سيقود إلى عودة المنطقة إلى دوامة العنف، وإنما استمرار الوضع الراهن القابل للانفجار والفوضى، لذلك يجب ألا يستمر». ورداً على سؤال هل حل السلطة سيدعم توجه الفلسطينيين نحو خيار الدولة الواحدة، قال بيلين: «لا أعتقد أن حل الدولة الواحدة ممكن، والسيناريو الموجود، خصوصاً عندما تكون الحكومة في إسرائيل يمينية غير مستعدة للسلام، هو الانسحاب الأحادي الجانب كما فعل آرئيل شارون في غزة عام 2005». وأضاف: «لا أعتقد أن حكومة إسرائيلية وطنية تقبل أن تضع اسرائيل في حال تجعل اليهود خلال سنوات أقلية تسيطر وتحكم غالبية فلسطين، وهذا ما سيحدث اذا تحقق حل الدولة الواحدة». ورداً على سؤال يتصل بالضغط الأميركي على إسرائيل، قال بيلين: «لا اعتقد أن الجانب الأميركي هو الطرف الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل، فالضغط المحلي وحل السلطة هو خطوة غاية في الأهمية، ولا علاقة لذلك بالأميركيين. أما لماذا لا يحرك الأميركيون ساكناً، فأنا حقيقة لا أعلم، ربما بسبب انشغالهم في الانتخابات، لكن السؤال المطروح: لماذا لم يفعل الرئيس باراك أوباما أي شيء على مدار السنوات الثلاث الماضية رغم أنني أفضل أوباما على مرشحي الحزب الجمهوري المتطرفين، لكنني أشعر بالإحباط بسبب سياسته تجاه الصراع خلال السنوات القليلة الماضية». السلطة تشيد ببيلين ورداً على تصريحات بيلين، قال مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد لوكالة «معا» الإخبارية إن السلطة «تُقدر موقف بيلين ووضوحه في شأن تحميل نتانياهو مسؤولية تعثر العملية السلمية»، معتبراً أن «بيلين أوضح أن نتانياهو يريد كسب الوقت، وسياسته ستحول دون قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة»، و«ستشكل مستقبلاً خطراً على إسرائيل». وأعرب عن أمله في أن يلعب بيلين والشخصيات المعتدلة في إسرائيل «دوراً ناشطاً في الولاياتالمتحدة الآن في مرحلة الانتخابات الرئاسية والكونغرس». كما عبر عن أمله في «ألا تكتفي» اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها المقرر عقده الأسبوع المقبل بإصدار «بياناتها المعهودة» ودعوتها الطرفين إلى «العودة إلى المفاوضات السياسية والإدانة». «الشعبية» تحذر ووصفت «الشعبية» في بيان لقاء بيلين - عبد ربه في إطار «ما يسمى وثيقة جنيف والدولة ذات الحدود الموقتة»، ب «مثابة منصة للهبوط السياسي بالموقف الوطني الفلسطيني وبالون اختبار جديد لجر الطرف الفلسطيني نحو المزيد من المفاوضات واللهاث وراء الحلول الثنائية وفق المرجعية الأميركية في ظل انفلات الاستيطان وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني». وحذرت «الشعبية» من أن «هذه اللقاءات تهدف إلى المزيد من ترسيخ الانقسام وتفتيت الساحة الوطنية ويجري توظيفها للتغطية على فشل خيار المفاوضات وتخلي الرباعية الدولية عن واجباتها في إلزام دولة الاحتلال بتنفيذ مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإحجامها عن وضع الاحتلال موضع المساءلة والعقاب طالما يضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والإنساني، وعن دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في توفير الحماية الدولية الموقتة وتمكينه من نيل سيادته واستقلاله الوطني وتقرير مصيره بنفسه أسوة ببقية شعوب الأرض». ودعت القوى السياسية والاجتماعية إلى «التحرك العاجل فضلاً عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لوقف هذه اللقاءات الضارة بشعبنا وقضيته».