رحب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بما يسمى مبادرة جنيف للسلام في الشرق الاوسط معتبرا أنها متوافقة مع خطة السلام التي تدعمها الاممالمتحدة لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وتنص المبادرة التي اعدها اسرائيليون من التيار اليساري وفلسطينيون بعضهم في السلطة على تقاسم السيادة على مناطق القدس المتنازع عليها وتعيد للفلسطينيين 97.5 في المئة من اراضي الضفة الغربية. ومقابل ذلك تجمد القيادة الفلسطينية المطالبة بحق العودة الى الأراضي المحتلة عام 1948 التي يطالب بها اللاجئون الفلسطينيون الذين يقدر عددهم في أنحاء العالم بأربعة ملايين. وتشير مصادر اعلامية الى أن مبادرة جنيف التي لم تنشر حتى الآن تشير الى تنازل عن حق العودة وليس تجميدا. واعلن المتحدث باسم عنان انه رغم ان مثل هذه المبادرات الخاصة لا تشكل بديلا عن المفاوضات الرسمية الدبلوماسية بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية الا انها تستحق الاشادة والتشجيع كمحاولات شجاعة لكسر الجمود على الجانبين وايجاد الدعم الشعبي اللازم لعملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف: ان الامين العام يعتبر اتفاق جنيف متوافقا ومتناسقا مع خارطة الطريق التي صاغتها اللجنة الرباعية. واشار الى انه من الاهمية البالغة ان يبدأ الطرفان الآن بتطبيق احكام خارطة الطريق دون تاخير. وتعارض اسرائيل مبادرة جنيف غير الرسمية وقالت انها لن تتبع سوى خارطة الطريق التي تدعو الى قيام دولة فلسطينية بحلول 2005 ومنح ضمانات امنية لاسرائيل. الا ان الفلسطينيين قالوا ان خارطة الطريق انهارت بسبب قيام اسرائيل ببناء جدار فاصل يقضم مساحات من اراضي الضفة الغربية. في هذه الأثناء، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السويسرية أن الاحتفال المقرر لاطلاق مبادرة جنيف، أرجئ الى ما بعد العشرين من نوفمبر وهو الموعد الذي كان قد حدد سابقا. وقال المتحدث السندرو ديلبريتي أمس: لن يحصل الاحتفال في العشرين من نوفمبر الذي كان موعدا من المواعيد المحددة حتى الآن، لا نعلم متى سيتم اطلاق المبادرة. يمكننا ان نقول فقط ان ذلك سيحصل بعد العشرين من نوفمبر. وقال ديلبريتي ان الشخصيات الاسرائيلية والفلسطينية التي تقف وراء المبادرة في صدد تحديد موعد جديد، الا انها تسعى اولا الى تأمين التمويل المطلوب لايصال مشروعها السلمي الى كل المنازل الفلسطينية والاسرائيلية. ورفض الناطق الرد على سؤال عما اذا كانت سويسرا التي ساهمت حتى الآن لوجستيا في الاعداد للقاءات شخصيات مبادرة جنيف، ستساهم في هذا التمويل. ويهدف الاحتفال الذي يجري الاعداد له في جنيف الى الحصول على التزام علني لدعم خطة السلام غير الرسمية التي يعتبر وزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين ووزير الاعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه من ابرز عرابيها. كما سيشارك في الاحتفال الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر.