ليس بالضرورة ان تكون الأشياء على مسمياتها, وليس بالضرورة ان يكون نجيبا من كان اسمه نجيبا, وليس بالضرورة أن يكون كل من حمل اسم أديب مؤدبا, وقد تجد من اسمه حسن, وليس فيه من الحسن شيء, او قد يأتيك من اسمه صادق, وهو في الواقع اكذب الكاذبين, ولا اعرف لماذا في بعض الأحيان تكون الأسماء على عكس معانيها ومدلولاتها, وبعضها الآخر سخيفا, لا يدل معناه على شيء, وهناك اسماء مشهورة عبر التاريخ لها معان غريبة, بعيدة كل البعد عن المسمى, فمثلا (بورتو ريكو) تلك الجزيرة التي تقع في البحر الكاريبي, هي ليست غنية, وتعاني من الجفاف, ولكن معنى اسمها باللغة الاسبانية المرفأ الثري, وايضا (استراليا) تعني القارة الضائعة باللاتينية, وهي ليست ضائعة, بل موجودة على الخريطة مثلها مثل باقي القارات, بل ربما ان حظها احسن من حظ قارة افريقيا الآن, واشتهرت استراليا عبر التاريخ بأنها منفى للمجرمين وللسياسيين, اثناء استعمار بريطانيا لها, وخذ مثلا (فولكلاند) معناها ارض الشعب بالانجليزية, بينما هي ارض الانجليز وليس لشعب الأرجنتين حظ فيها, رغم انها جوارهم, ولا يجرؤ احد ان يقول: ان الفوكلاند غير بريطانية, وحين تجرأ احد القادة الأرجنتينيين على ذلك تصدت له بريطانيا بالحرب, وايضا (كوبا) هي تحريف لكلمة CUBAGUA في اللغات الكاريبية, التي تعني (بيت الله) وهي بعيدة كل البعد عن بيوت الله التي نعرفها, فقد اشتهرت بتورط كبار المسئولين فيها بتهريب المخدرات, وسهلوا المطارات لمهربي المخدرات, وادين وزير الداخلية ووزير المواصلات الكوبيان بهذا التورط وحوكما, وبعض الاسماء تعد شتيمة في المصطلحات الغربية, فمثلا (الاسكيمو) تعني (أكلة اللحم النيىء) والعجيب أن معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة لمحمد العدناني اشار الى ان الاسكيمو: الشعب المغولي السحنة, الذي يقطن المناطق القطبية وشبه القطبية من امريكا الشمالية, وذكر انه يطلق عليهم اسم (الأسكيمو) والصواب هو (الإسكيمو) وذكر ان ذلك جاء في المعجم الكبير, والطبعة الثانية من المعجم الوسيط اللذين اصدرهما مجمع اللغة العربية بالقاهرة, واضاف: ان الموسوعة الذهبية ذكرت (الاسكيمو) دون همزة, ولم يذكر شيئا عن معنى الكلمة الحقيقي, بل كان جل همه موقع الهمزة, ولم يذكر شيئا عن أكلة اللحم النيء, ولا اعرف لماذا؟! المهم, لنواصل.. فبعض الأسماء ثبتت في القواميس رغم أنها كانت مجرد خطأ في الترجمة, مثل اسم حيوان (اللاما) الذي سأل الأسبان الهنود عن اسمه قائلين: COMO SE ILAMA.. اي ما أسمه؟ لكن الهنود رددوا كلمة LAMA سائلين عن معناها, فاعتقد الأسبان ان الحيوان نفسه اسمه (اللاما) وهكذا قلدناهم مثل ما فعل العالم, ويبدو ان هذا الأسم بالذات صادف هوى في نفوس الناس, لذا لم يصححه احد, وفي جميع الأحوال فالكلمات كثيرة, لذا نكتفي بهذا القدر, على أمل.. اللقاء.