ظاهرة التسول ظاهرة غير حضارية تعطي انطباعا وتصورا غير محمود عن المجتمع الذي تظهر فيه وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: (لاتزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم) وقد امتهن هذه الظاهرة كثير من ضعفاء النفوس يستغلون فيها عطف الناس وطيبتهم وتجد ان التسول قد بني على ثلاث ركائز الكذب والمكر والاستعطاف وكل متسول يعتمد على هذه الركائز وبما ان هذه الظاهرة تشكل خطرا على المجتمع وتزداد خلال شهر رمضان المبارك فاننا سنسلط الضوء عليها من خلال هذا التحقيق. حكم التسول والمسألة يقول سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ الحقيقة مطلوب توعية المسلمين وترغيبهم في الاكتساب وتحذيرهم من حرفة السؤال وتبين ان هذه المسألة نقص في حق الانسان وتكسبه ذلا وهوانا فان عزة النفس ترفع رأس العبد وتجعله عزيزا مكرما وان من مد يده للناس لقي الذل والهوان منهم واصبح ثقيلا على النفوس حتى الذين اعطوه يحتقرونه ويتكبرون عليه مضيفا ان النفوس الابية تشمر الى العليا بكل ما يمكنها من جهد فالمسلم الموفق يحرص على المكاسب الطيبة والعمل بيده كي يكتسب وينفق على نفسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سأل الناس اموالهم تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر). ولا ينبغي لنا ان نعطي كل سائل فكم من السائلين ليسوا على حاجة وانما اتخذوا منه حرفة ولهذا ينبغي ان نتأكد من حال الذي نعطيه. الدور المنتظر تجاه المتسول ظاهرة التسول جعلت الكثير يتشكك لمن يعطي فالاطفال ملأوا الاشارات المرورية والنساء وسط اقدام المصلين الخارجين من المساجد ورجال تختلف اعمارهم يتجهون الى الكورنيشات بصحبة اطفالهم تقودهم. وحسب توجيهات وكالة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية انه يجب التواصي على عدم تشجيع المتسولين للاستمرار لانهم يجدون فيها دخلا مربحا فلا يلجأون الى العمل والاكتساب من كد ايديهم وبالتالي يصبحون عالة على المجتمع. من جهة اخرى يجب ان يؤخذ بيد هؤلاء المتسولين وتدرس حالتهم دراسة وافية كاملة ويغنون عن المسألة هذه اذا كانوا مواطنين كذلك توعية الناس وحث ائمة المساجد على منع هؤلاء من الوقوف امام المصلين وينبغي على المجتمع الحد من هذا السلوك الخاطىء بشتى الوسائل وذلك بعدم الاستعجال في التعاطف مع كل متسول وينبغي التثبت من امره واذا تحركت عواطف شخص فليتصدق بغير المال كاللباس او الغذاء فالصادق من المتسولين في الغالب يقبل هذه الاشياء اما غير الصادق فتجده يحرص على المال او ان يتبرع الشخص الذي استثيرت عواطفه بالمال الى جهة يعلم انها توصله الى من يستحق. دور الجمعيات الخيرية تقوم الجمعيات الخيرية بتقديم المساعدات المادية والعينية للمتسولين الذين يثبت استحقاقهم كذلك بامكانها استقبال صدقات المحسنين وزكوات اموالهم وتوزيعها على الاسر المحتاجة بحكم معرفتها بالمحتاجين من واقع المسح الاجتماعي الذي تقوم به هذه الجمعيات على جميع الاحياء لتتبع احتياج الاسر المعوزة وتقديم المساعدة لهم وفق حالتها التي تتضح من خلال البحث الاجتماعي لها. دور عمد الاحياء لابد ان يتركز دور العمدة داخل الحي في التعرف على من يحتاج من ذوي الدخل المحدود من المعدمين فهناك من لديه عزة نفس لا يسأل الناس وهذه الفئة هي التي تحتاج التدخل الفوري من عمدة الحي وايصال تلك البيانات عن الاسر المحتاجة الى جمعيات البر الخيرية فهذه الطريقة تقلل الى حد كبير مسألة التسول. صور التسول ومظاهره للتسول صور كثيرة يلجأ اليها المتسولون لاستدرار عطف الناس ومن هذه الصور: هناك من يحمل معه جهازا طبيا ويدعي انه لا يستطيع الحركة بدون هذا الجهاز ولكن المتفحص والمتمعن يعرف ان هذا الجهاز لا يعمل بدون كهرباء ولا يمكن للشخص ان يحمله او يسير به في الشارع. هناك الكثير ممن يحملون الاوراق المغلفة بغلاف بلاستيكي وعليها بعض الاختام ولو تمعن فيها الفرد لوجد انها مجرد حبر ازرق فقط على شكل دائرة غير مقروءة تمويها بان هذا ختم رسمي. هناك اسر تقف في الشارع وتدعي انها مقطوعة من سفر وانهم قد قدموا من منطقة بعيدة او من بلد آخر وان سيارتهم حدث بها خلل وانهم بحاجة الى مبلغ من المال لاصلاح السيارة وتجدهم يمكثون في هذه البلاد اياما بل اشهرا وهم يتنقلون من حي الى اخر او من سوق الى سوق فقط للحصول على هذه الاموال. التسول داخل المساجد بسرد قصص لاستدرار عطف الناس يجعل الناس يدفعون لهم ما لديهم من اموال وهذه الاساليب كلها مكر وخديعة. صورة اخرى تكون على شكل زيارات للمنازل يقوم فيها المتسول بعرض حاجته وطلب العون والمساعدة. يستدرون العطف من خلال الاطفال تقارير طبية وخدع للاحتيال