مع اقتراب موسم الحج نرجو من إدارة مكافحة التسول والجهات الحكومية ذات العلاقة أن تجنِّد كل طاقاتها للتصدي لظاهرة التسول المنظَّم الذي انتشرت في المدن الكبيرة بالمملكة وبشكل ملفت للنظر في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . ولعلَّ هناك جهات تعمل في الخفاء لتصدير المتسولين وأصحاب العاهات إلى بلادنا من مختلف الدول الفقيرة لاستدرار عطف المواطنين والمقيمين وزوارالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف , وقد أماطت الصحافة المحلية اللثام عن هذه الظاهرة التي نراها صباح مساء في المساجد والأسواق وعند إشارات المرور فقبل أذان الفجر نلاحظ أعداداً كبيرة من المتسولات وأصحاب العاهات في الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام وكذلك في دوار الحلقة بالكعكية وقد لاحظنا سيارة " جيمس " تُحضر المتسولات إلى الموقع حيث ينتشرون في كل الإشارات في هذا الدوار . إن ظاهرة التسول تستنزف خيرات البلد ولها أضرار اجتماعية وأمنية وتحرم أناساً محتاجين " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " وهم في أمس الحاجة إلى مد يد العون والمساعدة لهم . فالواجب على كل مسلم أن يبحث عن إخوانه المحتاجين أوتقديم ما تجود به نفسه من مال وطعام وكساء للجمعيات الخيرية الرسمية التي تحتضن كثيراً من المحتاجين الذين لا يسألون الناس إلحافاً . إن التعاون بين فرق مكافحة التسول والجهات الحكومية الأخرى يشوبه شيء من الفتور . كما أن كثيراً من الناس مازالوا يتعاطفون مع المتسولين المحتالين ، بالإضافة إلى أن معظم أئمة المساجد ليس لهم دور فاعل في مكافحة التسول في مساجدهم ، رغم أن تعليمات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف تنص على محاربة التسول في المساجد لكونها لم تعدُّ لمثل هذا . فأئمة المساجد مطالبون بتوعية الناس بحقائق التسول والأضرار الاجتماعية وغيرها من خلال خطب الجمعة وحلقات الوعظ والإرشاد . فالواجب أن تكون لفرق المكافحة جولات على المساجد الكبيرة بعد كل فريضة وخاصة فريضتي المغرب والعشاء وصلاة الجمعة حيث تنشط عملية التسول ويبقى المتسولون عند أبواب المساجد ما يقارب ساعة ليحصدوا التبرعات والصدقات من المصلين بكل راحة وطمأنينة. فأين فرق مكافحة التسول ؟ نرجو تكثيف الجهود وتفعيل أواصر التعاون بين الجهات المعنية للقضاء على التسول والباعة عند إشارات المرور , والله المستعان . مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]