عن دار (دفاتر وجهة نظر) صدر للكاتب الفرنسي (جون كلود سانتوشي) كتاب الاحزاب السياسية المغربية تحت المجهر تعددية تحت المراقبة) والذي يتناول فيه الكاتب التجربة السياسية للمغرب منذ استقلاله عالم 1955 وعن علاقات الاحزاب السياسية مع القصر الملكي، بالاضافة الى صراعاتها المتعددة وصولا الى التناوب السياسي التاريخي الذي وقع عام 1997 والذي بمقتضاه توافق القصر واحزاب المعارضة خاصة اليسارية منها على تأليف حكومة انيطت قيادتها بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وزعيمه عبدالرحمن اليوسفي. الكتاب وهو من الحجم الصغير والذي قام بترجمته الكاتب المغربي محمد حمادي يرصد حوالي اربعة عقود على انطلاق التجربة الحزبية المغربية وهذه الحقبة القصيرة نسبيا ما زالت بحاجة الى البحث والدرس المعمق. فحسب جون كلود سانتوشي المهتم بالحياة السياسية لدول المغرب العربي ومن بينها المغرب فانه يمكن للباحث ان يقف على ثلاثة منعطفات على امتداد مدار تاريخ المؤسسة الحزبية في المملكة المغربية. اولى هذه المنعطفات حددها الكاتب في لحظة التأسيس التي تمت في زمن الاستعمار ولان المناسبة شرط كما يقول الفقهاء فان الاحزاب المغربية ولدت لتكون اداة سياسية وتنظيمية لمكافحة الاستعمار وخرجت المؤسسة الحزبية بعد حوالي عقدين من معركة الاستقلال بشبه نصر عكسته اتفاقية (ايكس ليبان) اواسط عقد خمسينات القرن الماضي التي اخرجت مغربا منقوص الاستقلال. ومن بين اهم الاحزاب التي ظهرت خلال هذه الفترة حزب الشورى والاستقلال وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي المغربي بالاضافة الى احزاب الشمال المغربي الواقعة تحت الحماية الاسبانية والتي كان عبدالخالق الطريس ابرز قادتها التاريخية. المنعطف الثاني حدده (سانتوشي) في مرحلة النضال ضد (سلطة المخزن الدولة) والذي تقوى بامكانات الدولة الحديثة التي وطن بعض اركانها المستعمر الفرنسي لتنتهي هذه المرحلة في اوساط التسعينات بشبه هزيمة حيث تمكنت الدولة المغربية ممثلة في القصر الملكي من فرض سلطتها ومصادرة كل خيال يتعارض مع اختياراتها تارة بالقمع واخرى بالاحتواء وثالثة بالتجاهل.اما المنعطف الثالث فقد تمثل ووفقا لمؤلف الكتاب في مرحلة التوافق مع الحكم والتي بدأت بقبول احزاب الحركة الوطنية لدستور عام 1996 الذي مهد الطريق لتجربة تناوب توافقي حيث تحولت احزاب ما كان يسمى بالمعارضة - وهي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتقدم والاشتراكية ومنظمة العمل الوطني الديمقراطي الى شريك صغير للحكم في مشروعه وخياراته واسلوب اداراته وما زالت هذه المرحلة مستمرة الى اليوم. ويستعرض الكتاب تفاصيل هذه المحطات والمنعطفات مستنطقا منحى التطور التاريخي للاحزاب السياسية المغربية وحجم الاختراقات الفكرية والسياسية التي طالتها بفعل الزمن تارة وبفعل السياسة تحولت السياسة والمجتمع المغربي. وحسب المهتمين بالحياة السياسية بالمملكة فان كتاب الاحزاب السياسية المغربية تحت المجهر: تعددية تحت المراقبة يعتبر دراسة غنية وموثقة تستحضر تفاصيل كثيرة ترسم بها ومن خلالها صورة التعددية السائدة في المغرب وهو على اعتاب قرن جديد مليء بالتحديات والمستجدات. الكتاب: الاحزاب السياسية المغربية تحت المجهر بعيون اجنبية المؤلف: جون كلود سانتوشي المترجم: محمد حمادي الناشر: مطبعة النجاح الدار البيضاء