ينهي الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم السبت زيارته الدولية التي قام بها للمغرب بإلقائه خطابا أمام نواب البرلمان المغربي بغرفتيه والذي افتتح دورته الخريفية يوم أمس العاهل المغربي الملك محمد السادس. وكان الملك محمد السادس والرئيس جاك شيراك قد أجريا خلال اليومين الماضيين مباحثات مكثفة تطرقت للعلاقات الثنائية بين بلديهما وسبل تعزيزها خاصة على الواجهة الاقتصادية ، بالإضافة إلى الأوضاع في كل المغرب العربي وملف النزاع في الصحراء الغربية ، والأوضاع المتفجرة في كل من العراق وفلسطين ، والتعاون الأورومتوسطي. وخلال لقاء بممثلي الصحافة المغربية والأجنبية المعتمدة في الرباط عقده عقب مباحثاته الانفرادية مع الملك محمد السادس أكد الرئيس شيراك دعم بلاده للمغرب فيما يخص النزاع في الصحراء معتبرا أن هناك وضعا قائما في الصحراء الغربية وفرنسا اتخذت موقفا لا يعادي أي طرف ويتمثل في دعم موقف المغرب وذلك لعدة أسباب. وأشار شيراك إلى أننا دعمنا المغرب خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن من أجل إعداد ثم المصادقة على القرار رقم 1495 الذي أشير فيه إلى أنه لا يمكن فرض حل ضد إرادة هذا الطرف أو ذاك. واستطرد شيراك شارحا موقف بلاده قائلا انه من الأهمية بمكان مواصلة المفاوضات والمناقشات بروح من الانفتاح والتفاهم وخاصة التعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد جيمس بيكر وآمل أن نتوصل في النهاية إلى حل يحظى بقبول الأطراف . مضيفا ان فرنسا ستدعم الموقف المغربي خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن . وفيما يخص مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط أعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه البالغ للتطورات الأخيرة . مؤكدا رفض بلاده فرض عقوبات ضد سوريا، وإن اعتبر أن الكونغرس هو الذي يقوم بهذا المسعى وليس الحكومة الأميركية. وأضاف أن فرنسا، بصورة عامة، متحفظة جدا، وترفض بالأحرى، جميع إجراءات العقوبات التي لاحظنا تاريخيا أنها لم تكن فعالة وأنها تولد مزيدا من الصعوبات اكثر مما تؤدي إلى إيجاد حلول لها، لذلك يقول شيراك : نحن في المقام الأول متحفظون جدا عن أي إجراء بفرض عقوبات. وفي هذه الحالة الخاصة، لا نؤيد بتاتا فرض عقوبات على سوريا. أما عن الأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية في ظل تعثر خريطة الطريق فقد أعلن الرئيس الفرنسي أن الرئيس ياسر عرفات يبقى المحاور الذي لا يمكن الاستغناء عنه على طريق السلام، معربا عن الأمل في تشكيل حكومة فلسطينية في اقرب وقت ممكن. وخلال حفل العشاء الذي أقيم على شرف الرئيس الفرنسي وعقيلته برنانديت شيراك ليلة أول أمس الخميس، قال الملك محمد السادس : في هذا السياق أبرم بلدانا اتفاقية جديدة للتعاون بينهما، توطد أركان شراكة استراتيجية مفتوحة على المستقبل، قائمة على التضامن والاحترام المتبادل. من شأنها أن تفتح آفاقا واعدة من خلال توسيع دور المجتمع المدني، والجماعات المحلية والقطاع الخاص، مشددا على المضي قدما بمشروع تطوير البنيات الاقتصادية والاجتماعية وتحديثها، مع منح الأولوية للاستثمارات الاجتماعية وسياسات القرب . وتطرق الملك محمد السادس في كلمته أيضا إلى التعاون الأورو متوسطي ممثلا في مسلسل برشلونة حيث أكد أن استئنافه أصبح ضرورة ملحة، ويتوقف على تعزيز التعاون حول مشاريع ثنائية وإقليمية وقطاعية. وهو ما هدف إليه إعلان أغادير . وفيما يخص النزاع في الصحراء الغربية عبر العاهل المغربي عن امتنان بلاده لما تقوم به فرنسا من عمل ايجابي، لصالح حل سياسي عادل وواقعي ، للنزاع المصطنع، الموروث عن الحرب الباردة، والمفتعل حول استكمال وحدتنا الترابية.