علمت (اليوم) من مصادر دبلوماسية مطلعة في الرباط رفضت الإفصاح عن اسمها أن وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل قام الخميس الماضي بزيارة سرية لم يعلن عنها من قبل إلى الجزائر وسط أجواء من التكتم في الأوساط الرسمية سواء الجزائرية أو المغربية. ووفقا لهذه المصادر فإن المسؤول المغربي وصل إلى مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائرية على متن رحلة عادية للخطوط الملكية المغربية قادمة من الدار البيضاء. المصادر ذكرت أن الوزير المغربي لم يكن مرفوقا بأي من معاونيه أو بمسؤولين من الحكومة المغربية. ويأتي الإفصاح عن هذا الحدث في ظل أنباء تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق بين المغرب والجزائر لإعادة فتح الحدود بين البلدين والمغلقة منذ صيف 1994 تمهيدا فيما يبدو لتطبيع العلاقات الثنائية التي ألقت بغيومها على مسيرة الاتحاد المغاربي الذي يضم إلى جانب البلدين كلا من تونس وليبيا وموريتانيا. وتزامنت زيارة الساهل إلى الجزائر كذلك مع تردد أنباء عن قرب عقد قمة مغربية جزائرية ستكون الأولى بين عاهل مغربي ورئيس جزائري منذ منتصف تسعينات القرن الماضي ، والأولى بين الملك محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ تسلمهما مقاليد الحكم في بلديهما. وزيادة على الأصوات الداخلية الراغبة في تحسين العلاقات بين الرباطوالجزائر خاصة المناطق الحدودية الأكثر تضررا من إغلاق الحدود ، فقد تزايدت في الآونة الأخيرة الضغوط الخارجية الأوروبية - الفرنسية على وجه الخصوص ضمن الشراكة الأورو متوسطية ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن مشروع ازنشتات للتعاون الأمريكي المغاربي، لإنهاء حالة الجمود في منطقة لا يمكن التأكد من استقرارها دون تفاهم الدولتين المحوريتين فيه (المغرب والجزائر).وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد أعلن وبشكل واضح في تصريحاته سواء لوسائل الإعلام الجزائرية أو في خطبته التي ألقاها أثناء زيارته مؤخرا للجزائر أنه يتعين على مسئولي البلدين فتح حوار مباشر بينهما لحل النزاع في الصحراء حتى يمكن دفع المنطقة إلى الاتحاد مما سيمكن منظومة الاتحاد الأوروبي من التفاوض مع تكتل سياسي - اقتصادي موحد، وليس التفاوض مع كل بلد على حدة من البلدان الخمسة التي تمثل بالإضافة إلى مصر الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط .