طلب ثلاثون من الاعضاء الديموقراطيين في مجلس النواب الاميركي من رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز تسليمهم في اقرب وقت ممكن، تقريرا سريا محرجا جدا حول الاستراتيجية الاميركية لمرحلة ما بعد الحرب في العراق. وفي رسالة الى مايرز نشرت الخميس وسلمت نسخة منها الى الصحافيين، اكد هؤلاء النواب انهم يريدون الحصول على هذه الوثيقة التي تحمل عنوان (عملية الحرية في العراق: دروس استراتيجية). وقال النواب في رسالتهم ان (الشعب الاميركي يطلب ان يمارس الكونغرس مسؤولياته الدستورية في القيام بدراسة عميقة لسياسة ما بعد الحرب في العراق التي تتبعها الادارة الاميركية قبل الموافقة على الميزانية الاضافية المخصصة بشكل اساسي للعمليات العسكرية). واضافوا (نحن مقتنعون بشدة بان المعلومات التي وردت في هذا التقرير(...)ستسهل هذه العملية وستسمح لنا بفهم افضل لمهمتنا في العراق، لذلك نطالب بتسليمنا هذه الوثيقة فورا). وعبر هؤلاء النواب عن دهشتهم لتمكن صحيفة (واشنطن تايمز) من الحصول على نسخة من هذا التقرير، موضحين ان عددا كبيرا من المسؤولين الاميركيين بينهم الحاكم المدني في العراق بول بريمر حصلوا على نسخة منه ايضا. وقالت صحيفة (واشنطن تايمز) ان هذا التقرير الذي بدأ اعداده في الخامس من آذار/مارس الماضي، اي قبل اندلاع الحرب، بطلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) يتحدث عن سلسلة من المحادثات مع مسؤولين عسكريين اميركيين كبار بينهم الجنرال تومي فرانكس. وتومي فرانكس ضابط متقاعد اليوم كان يتولى قيادة القوات الاميركية في الخليج خلال الحرب. ويتضمن التقرير نقدا داخليا لاستراتيجية الحرب التي اعتمدتها ادارة بوش في العراق ويعتبر ان خطتها لمرحلة ما بعد الحرب (متسرعة وغير مناسبة). ويوجه التقرير انتقادات قاسية للجهود التي قامت بها الادارة الاميركية للبحث عن اسلحة الدمار الشامل بعد انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق ، معتبرا انها (مخيبة للآمال).