اعطت امريكا اشارة واضحة الى نيتها استخدام الفيتو ضد مشروع القرار السورى بشأن ادانة الهجوم الاسرائيلي على سوريا اول امس فى الوقت الذى طالبت فيه سورياالولاياتالمتحدة بعدم استخدام حق النقض حفاظا على سمعتها فى المنطقة.وقال المندوب الامريكي الدائم لدى الاممالمتحدة جون نيغروبونتي فى تصريح للصحفيين عقب اختتام جلسة المشاورات المغلقة التى اعقبت الجلسة المفتوحة الطارئة لمجلس الامن الليلة قبل الماضية ان بلاده كررت مرارا رفضها لمشاريع القرارات احادية الجانب وان اى قرار يتبناه المجلس يجب ان يتضمن ادانة واضحة للارهاب ودعوة الى سوريا الى وقف ما اسماه ايواء ومساعدة ودعم (الجماعات الارهابية) التى تنطلق من الاراضى السورية. واستشهد نيغروبونتي ردا على النفى السورى فى الجلسة لدعم دمشق للجماعات الفلسطينية بخبر لوكالة انباء اسوشييتدبرس من الجولان نقلا عن مسؤول من الجهاد الاسلامي رفض الكشف عن هويته قال فيه ان جماعته وحركة حماس وحزب الله يتعاونون مع سوريا وانهم يتدربون معا فى لبنان وفى الاراضى السورية ايضا. وقال انه امر غير ذى مصداقية بالنسبة اليه ان يأتي مشروع قرار كهذا دون الاشارة الى العملية التى تمت قبل ايام فى حيفا وأدت إلى مقتل 19 شخصا . وقال ان الاعضاء طلبوا وقتا للتشاور مع عواصمهم حول مشروع القرار وان نسخة من القرار ارسلت الى واشنطن لدراسته وبحثه مشيرا الى انه لم يتم تحديد وقت لمشاورات اخرى او التصويت على مشروع القرار حتى الآن. اما المندوب السوري الدائم لدى الاممالمتحدة الدكتور فيصل مقداد فقد اعرب عن الامل بان لا تستخدم الولاياتالمتحدة الفيتو ضد مشروع القرار لان امرا من هذا القبيل سيؤثر مرة اخرى على سمعة الولاياتالمتحدة فى المنطقة وعلى رعايتها لعملية السلام . يذكر ان امريكا استخدمت حق الفيتو قبل اسبوعين تقريبا ضد مشروع قرار عربي اخر يتعلق بادانة قرار اسرائيل طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال مقداد ان مشروع القرار متوازن ويذهب مباشرة الى الموضوع ويستند الى مرجعيات قرارات دولية معروفة ومنها قرارا 242 و 338 اضافة الى اتفاقات الفصل بين سوريا واسرائيل لعام 1974 وضرورة احترام الخط الازرق بين اسرائيل ولبنان . وحول رده على سبب عدم ادانة امريكا للهجوم الاسرائيلي قال اسألوا نيغروبونتي ليعطيكم التفسير مشيرا الى ان امريكا راعية عملية السلام فى المنطقة ويجب ان تقوم بدورها. وكان مجلس الامن الدولى قد ارجأ بحث مشروع قرار تقدمت به سوريا يندد بالهجوم الذي شنته اسرائيل على معسكر قرب من دمشق. وذكر راديو (العالم الان) الامريكى امس ان جون نيغروبونتى المندوب الامريكى لدى الاممالمتحدة مجلس الامن تجنب فى الكلمة التى القاها فى الجلسة الطارئة التى عقدها مجلس الليلة الماضية التنديد بالهجوم الاسرائيلى.. لكن نيغروبونتى حذر اسرائيل من اتخاذ أى اجراء من شأنه زيادة حدة التوتر. كما حذر المندوب الامريكى فى نفس الوقت سوريا من وقوفها الى جانب ما أسماه الجانب الخطأ من الحرب على الارهاب. وقال الراديو ان المحللين استبعدوا اجازة مشروع القرار نظرا لان الولاياتالمتحدة عارضت اتخاذ اجراءات سابقة ضد اسرائيل لا تندد بنفس القدر من الحدة بما تصفه الارهاب الفلسطيني. من جهة اخرى صرح عماد مصطفى القائم باعمال السفير السورى لدى الولاياتالمتحدة بان سوريا اختارت اللجوء الى مجلس الامن لانها اتخذت خيارا استراتيجيا للسلام . واتهم دان جليرمان السفير الاسرائيلى لدى المنظمة الدولية سوريا بتوفير ملاذ امن لمنظمات ارهابية وتمويلها.. واصفا الغارة الاسرائيلية بانها (رد فاعل مدروس) على حد قوله. وكانت سوريا قد طالبت مجلس الامن, بادانة العدوان العسكري الاسرائيلي. وبعد جلسة علنية استمرت اكثر من ثلاث ساعات وسلسلتين من المشاورات المغلقة، انفض الاجتماع من دون تحديد موعد للتصويت على مشروع القرار السوري. وقال السفير السوري فيصل المقداد انه لم يطالب بتصويت فوري لافساح المجال امام كل السفراء للاتصال بعواصمهم. ويدين مشروع القرار السوري الذي قدم رسميا بعد ظهر اول أمس بأشد العبارات العدوان العسكري الاسرائيلي ويطلب من اسرائيل وضع حد لممارسات وتهديدات كهذه تهدد السلام والامن الاقلميين. واستمرت الجلسة العلنية الطارئة التي عقدت بطلب من سوريا اكثر من ثلاث ساعات دان خلالها نحو ثلاثين متحدثا باستثناء السفير الاميركي، الغارة الاسرائيلية مشددين على المخاطر التي تطرحها على السلام والامن الدوليين. وحمل ممثل اسرائيل في الاممالمتحدة دان غيليرمان من جهته بقوة على سوريا مدرجا اياها في (محور شر) مع العراق وايران لدعم الارهابيين. وهدد دمشق ايضا بقوله ان: سوريا لم تكن حتى الان هدف تحرك دولي منسق ضد الارهاب مرددا بلهجة قوية (حتى الآن). ودان السفير الفرنسي جان-مارك دو لا سابليير العنف غير المقبول وغير المفيد سياسيا والذي من شأنه ان يؤدي فقط الى تفاقم الوضع. من جهته قال جون نيغروبونتي ان الولاياتالمتحدة سبق وطلبت من كل الاطراف تجنب تصعيد التوتر في الشرق الاوسط والتفكير مليا بعواقب تحركاتها. وشدد نيغروبونتي المتحدث الوحيد الذي لم يدن الغارة الاسرائيلية على ان الولاياتالمتحدة تظن ان سوريا هي في الجانب الخطأ في الحرب ضد الارهاب. اما ممثلو دول المجموعة العربية فكرروا الاتهامات التي وجهتها جامعة الدول العربية ومفادها ان اسرائيل تريد جر المنطقة الى دوامة عنف. والجامعة العربية التي عقدت اجتماعا طارئا مساء اول امس بطلب من سوريا اكدت ايضا وقوفها وتضامنها مع الجمهورية العربية السورية ودعمها فيما تتخذه من اجراءات للدفاع عن حقها المشروع في الرد على هذا العدوان. كما تقدم لبنان اول امس بشكوى الى مجلس الامن الدولي متهما اسرائيل بانتهاك مجاله الجوي لشن غارة على سوريا ليل السبت الاحد، كما اعلن وزير الخارجية بالوكالة ميشال سماحة للصحافيين. وللمرة الاولى منذ العام 1974 ضرب الطيران الحربي الاسرائيلي ليل السبت الاحد في عمق الاراضي السورية مستهدفا ما زعم انه مخيم تدريب تستخدمه حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية بحسب اسرائيل. واعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن عملية فدائية وقعت يوم السبت في مطعم في حيفا في اسرائيل واسفرت عن مقتل 19 شخصا.