جريمة جديدة شهدتها احدى قرى مركز جهينة بسوهاج بسبب التفكك الأسري. حيث شكل شقيقان كتيبة اعدام وقاما بتقطيع جسد شقيقهما الآخر وذلك بسبب حب والدهما الشديد له ولأنه أعطى له نصيبا أكبر منهما في قطعة أرض يمتلكها الأب.. استدرج الشقيقان شقيقهما الأصغر الى قطعة الأرض وانهالا عليه بالفؤوس والسواطير وقطعوا جثته ثم حفروا له قبره وسط المزارع.. تم القبض على المتهمين وأمرت النيابة بحبسهما بعد اعترافهما بارتكاب الجريمة. خرج (جمال) كعادته صباحا إلى قطعة الأرض التي يملكها ولكي يحضر بعض الحشائش لبهائمه.. وجلست زوجته (شيماء) تعد له الطعام ولطفليه الصغيرين.. في عجلة.. أحضرت الزوجة بعض الأخشاب وأشعلت النار لتطهو الطعام.. لكن زوجها لم يحضر.. سألت طفليها عن والدهما فقالا انهما كانا يلعبان مع أطفال القرية.. قربت الشمس على المغيب و(جمال) لم يحضر جلست في حيرة تبكي ماذا تفعل.. خرجت هائمة على وجهها في القرية تسأل عنه ربما يكون قد جلس مع أحد أصدقائه.. سألت عنه كل أهالي القرية.. ذهبت الى منزل والده المجاور والذي كان يحبه جدا.. الأب عجوز حركته بطيئة ولا يتحرك إلا للضرورة القصوى.. خرج مع زوجة ابنه يسأل عنه.. عم الظلام القرية ولم يعد (جمال). توجهت الزوجة وحماها الى قسم شرطة مركز جهينة لإبلاغ المقدم وليد منصور رئيس المباحث باختفاء زوجها منذ الصباح.. أكدت الزوجة في بلاغها أن زوجها حسن السير والسلوك وليس له أي أعداء وأنه اعتاد الخروج في الصباح من المنزل الى الحقل ويعود بعد الظهر ليتناول طعام الغداء مع أطفاله.. ويجلس عدة ساعات ثم يخرج مرة أخرى إلا أنه في ذلك اليوم لم يعد الى المنزل.. سألها ضابط المباحث عن شكها في وقوع جريمة لزوجها.. أكدت أن زوجها ليس له أعداء.. تم تحرير المحضر وخرجت الزوجة وحماها من قسم الشرطة متوجهين الى المنزل. كان رئيس المباحث وليد منصور قد أبلغ اللواء محمد بدر مدير المباحث الجنائية بمديرية سوهاج.. لشكه في وقوع جريمة قتل.. على الفور تم تشكيل فريق بحث وجمع التحريات لكشف لغز الجريمة.. أكدت التحريات ان المجني عليه (جمال أحمد حمدان) (33 سنة) ليس له أي خلافات سوى أنه تشاجر مع شقيقيه توفيق واسماعيل أثناء قيامهما بتقسيم قطعة أرض يمتلكها والدهم وذلك أثناء حضور الأب.. وتعدى جمال على شقيقه الأكبر توفيق وصفعه على وجهه.. كانت جلسة عائلية.. حيث جمع الأب أبناءه الثلاثة لتقسيم تركته عليهم وحضرها أبناء زوجاته أيضا.. وعندما نشبت مشاجرة بين الشقيقين وتعدى الشقيق الأصغر على شقيقه الأكبر بالضرب أمام زوجته وأطفاله أثار ذلك ضغينته وتم الصلح بينهما.. لكن توفيق لن ينسى ذلك لشقيقه.. لأنه أهدر كرامته أمام زوجته وأولاده.. اجتمع مع شقيقه الأوسط اسماعيل وجلسا والشيطان ثالثهما يخططان لقتل شقيقهما.. عقدا النية واستدرجاه الى وسط المزارع وهناك تم تنفيذ الجريمة.. انهال توفيق بالفأس على رأس شقيقه فسقط على الأرض ثم قام اسماعيل بتقطيع الجثة بالساطور وفي نفس الوقت كان توفيق يحفر قبر شقيقه بنفس الحقل.. وتم حفر مقبرة بعمق متر ونصف وطول 3 أمتار ووضعا الجثة في الحفرة وأهالا عليها التراب ورجعا الى منزلهما.. تمت مداهمة منزل كل من المتهمين وضبطهما فانهار (توفيق) المتهم الأول واعترف تفصيليا بجريمته وأنه قتل شقيقه لأنه أهدر كرامته أمام زوجته وأولاده وضربه لأنه كان دائم التعدي عليه بالسباب والشتائم والضرب وان والده أعطى له من قطعة الأرض النصيب الأكبر في حين هو أصغر اخوته وأكد اسماعيل المتهم الثاني أقوال شقيقه وتمت احالتهما للمحاكمة محبوسين وتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهما. لحظة ندم داخل مكتب المقدم وليد منصور رئيس مباحث مركز جهينة التقت (اليوم) بالمتهمين.. جلسا متجاورين على مقعدين والندم يبدو ظاهرا عليهما انخرطا في بكاء مرير ندماعلى جريمتهما النكراء. يقول المتهم الأول توفيق (48 سنة) والدي رجل فقير لا يملك في هذه الدنيا سوى قطعة أرض مساحتها فدانان وعندما بدأت المشاكل بيننا قام والدي بجمعنا وتقسيم قطعة الأرض علينا نزرعها ونعيش منها فهي مورد الرزق الوحيد لنا.. وفي ذلك اليوم كان والدي أكثر تحيزا لشقيقي (جمال) وقسمنا الأرض وأخذ (جمال) النصيب الأكبر بعد أن صفعني على وجهي في وجود زوجتي وأبنائي وأشقائي وأمي وأخذ يوبخني.. ثم تم الصلح بيننا لكن قلبي لن يصفو له فقد عقدت النية وقررت قتله وقبل الحادث بيوم ذهبت الى منزل شقيقي اسماعيل لنتفق على خطة القتل.. وبالفعل اتفقنا أن نستدرجه الى المزارع وهناك نقتله.. وبالفعل استدرجناه الى الحقل ونفذنا خططنا وقتلناه.. ويؤكد المتهم الثاني أقوال شقيقه ويبكي ندما لجريمته ويقول ليتني كنت مت قبل أن أمد يدي الى شقيقي وأقتله.