تبادل الرئيس السوداني عمر حسن البشري وزعيم حركة التمرد الدكتور جون قرنق التهاني بتجاوز اصعب عقبات التفاوض على الطريق لتحقيق السلام. وقال الرئيس البشير ان محادثات السلام تجاوزت امس اصعب العقبات وهى الترتيبات الامنية والعسكرية0 ودعا الشعب السوداني الى أن يعد نفسه لاستقبال حقبة جديدة من تاريخ السودان. واجرى زعيم حركة التمرد الدكتور جون قرنق اتصالا هاتفيا بالرئيس البشير وهنأه بابرام الاتفاق وهو الاتصال الهاتفي الاول بين الرجلين اللذين التقيا في تموز/يوليو 2002. وقال الرئيس البشير فى كلمة القاها بمناسبة افتتاح مجمع طبى في الخرطوم امس ان المحادثات التى يقودها نائبه على عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق منذ ثلاثة اسابيع قد تجاوزت اصعب العقبات وان البلاد ستدخل بعد توقيع اتفاق السلام مرحلة جديدة بانتهاء الحرب التى ظلت مشتعلة منذ 1955 مؤكدا ان الجهود التى ظل يبذلها وفد الحكومة التفاوضى ستثمر توقيع اتفاق سلام عادل ودائم لكل السودانيين. وبحسب الاذاعة والتلفزيون الرسميين، فان قرنق اعرب للبشير عن رضاه الشديد في اعقاب توصل ممثلي الحكومة والمتمردين الى اتفاق حول المسائل الامنية. واضاف قرنق ان العقبة الاصعب على طريق السلام قد تمت ازالتها . وشكر الرئيس البشير من جهته قرنق على الاتصال الهاتفي وعبر عن الامل في ان تؤدي المفاوضات الى اتفاق سلمي شامل ونهائي بهدف وضع حد لالام الشعب السوداني في الشمال والجنوب ، كما قالت وسائل الاعلام الرسمية. ودعا البشير المنظمات الاسلامية والعربية الى تركيز جهودها فى السودان بعد السلام وعدم ترك الساحة للمنظمات الاجنبية التى قال انها تاتى دائما بأجندة خفية سيكون ضررها اكثر من نفعها0 كانت الحكومة السودانية والحركة الشعبية بقيادة جون قرنق قد وقعتا فى وقت سابق من يوم امس بمنتجع نيفاشا الكينى بعد ثلاثة اسابيع من المفاوضات اتفاقا اطاريا بشأن الترتيبات الامنية والعسكرية التى ستلى توقيع اتفاق السلام النهائى0 يذكر ان الحكومة السودانية تجرى مباحثات مع الحركة الشعبية بزعامة قرنق تحت رعاية منظمة التنمية الحكومية الافريقية /ايقاد/ لانهاء اطول حرب اهلية فى افريقيا دامت اكثر من اربعين عاما راح ضحيتها عدة ملايين وشردت مئات ملايين غيرهم من ابناء الشعب السودانى. واحرزت هذه المحادثات تقدما كبيرا من خلال توقيع الطرفين عددا من الاتفاقيات الاطارية من بينها بروتكول /مشاكوس/ الذى قضى بمنح الجنوب السودانى حق تقرير المصير بعد ست سنوات انتقالية تلى توقيع الاتفاق النهائى للسلام ويختار بعدها الجنوبيون الانفصال او الوحدة مع الشمال داخل سودان موحد. وكانت محادثات السلام بين الحكومة السودانية وبين جيش التحرير الشعبي السوداني حققت تقدما منذ توقيع نائب رئيس السودان على عثمان طه وزعيم جيش التحرير الشعبي جون جارانج لاتفاق تمديد وقف إطلاق النار يوم السبت الماضي. وفي الخرطوم أعربت جميع الهيئات السياسية السودانية عن ترحيبها بالتقدم الذي تحقق بين الحكومة السودانية وبين جيش التحرير الشعبي السوداني المتمرد. كما أعرب نائب رئيس حزب الامة المعارض عمر نور الدايم عن ترحيب حزبه بالاتفاق الذي جرى توقيعه يوم الخميس بشأن الترتيبات العسكرية والامنية. ووصف نور الدايم الاتفاق بأنه انجاز عظيم، داعيا إلى مشاركة الجماعات السياسية الاخرى، بصورة مباشرة أم غير مباشرة وخاصة بشأن الموضوعات المتعلقة بالتحول الديمقراطي والحكم الرشيد. ورحبت الصحافة في الخرطوم اليوم الخميس بالاتفاق. وعنونت صحيفة الحياة السودانية المستقلة نسختها وداعا للحرب، اهلا بالسلام . اما عنوان صحيفة الانباء الحكومية فكان الحرب الاهلية في جنوب السودان تقترب من نهايتها .