في وقت توغلت فيه الدبابات الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، أعلن أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أمس الأحد أنه مازال في إطار المشاورات لتشكيل حكومته الجديدة، مضيفا أنه من المبكر الحديث عن صورتها النهائية. وقال قريع للصحفيين في مدينة غزة، بعد لقاءين منفصلين أحدهما في مقر المجلس التشريعي في غزة مع أعضاء اللجنة الحركية العليا وأعضاء المجلس الثوري في حركة فتح، والآخر مع لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية التي تضم 31 فصيلا إن هذا الحوار مهم للغاية، من أجل معرفة قواعد الإجماع الوطني الفلسطيني، والأولويات التي يتوجب على الحكومة الجديدة السير على أساسها . واعتبر أن هذا الحوار الذي تجدد مع البدء في تشكيل الحكومة الجديدة يجب ألا يتوقف.. وشارك في اجتماع القوى والفصائل الفلسطينية ممثلون عن حركة الجهاد الإسلامي، بينما تغيبت عن الاجتماع حركة حماس التي اعتذرت عن المشاركة نظرا للظروف الأمنية المحيطة لاسيما حركة الطيران العسكري الإسرائيلي المكثف الذي شهده قطاع غزة منذ ساعات الصباح. وبعد الاجتماع مع قريع رفضت حركة الجهاد الإسلامي المشاركة في حكومته، معتبرة أن الحوار الوطني الشامل هو المدخل لترميم الوضع الفلسطيني. وقال خضر حبيب أحد قيادي الحركة وممثلها في لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، إن حركته ترفض المشاركة في الحكومة الفلسطينية التي يسعى قريع إلى تشكيلها لأنها تأتي في إطار إفرازات أوسلو التي ترفض الحركة التعامل معها . وفيما يتعلق بموضوع الهدنة أكد حبيب على أن الحركة لن تتعامل مع الحكومة الفلسطينية إلا في حالة ضمانات دولية وعربية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. من ناحيته قال محمد الهندي القيادي البارز في الحركة إن حركة الجهاد تعتبر أن المدخل لترميم الوضع الفلسطيني هو حوار وطني شامل يصل إلى برنامج مشترك يكون هو أساس العمل الوطني في المرحلة القادمة . وفي رام الله توقع النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي إبراهيم أبو النجا للصحفيين أن ينتهي قريع من تشكيل الحكومة في نهاية الأسبوع الحالي على أقصى تقدير على أن يجرى عرضها على المجلس التشريعي خلال الأسبوع المقبل. توغل في جنين ذكرت مصادر امنية فلسطينية وشهود عيان ان رتلا من المدرعات الاسرائيلية يتألف من ثلاثين آلية اقتحم أمس الأحد جنين شمال الضفة الغربية حيث فرض الجيش حظر التجول. واضافت المصادر ان طلقات نارية سمعت لكن لم يعلن عن سقوط جرحى حتى الآن. ولم يتسن التاكد من هذه المعلومات لدى الجيش الإسرائيلي. وكانت القوات الاسرائيلية انسحبت صباح السبت من جنين وأعادت انتشارها حول هذه المدينة حيث كانت تقوم بعملية تمشيط واسعة خلال اليومين الماضيين. وخلال العملية اصيب اربعة عسكريين بجروح، اصابة احدهم خطرة، خلال تبادل لاطلاق النار مع فلسطينيين فيما اصيب اربعة فلسطينيين بينهم طفلان، إصابة أحدهم بالغة، برصاص الاسرائيليين. وكان الجيش أعلن ان العملية تستهدف بنى تحتية إرهابية ، على اثر معلومات عن استعدادات لشن عمليات انتحارية في اسرائيل. جدار برشاشات قالت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أن الجدار الفاصل الذي يتم بناؤه حاليا في منطقة يجنيني سيكون متطورا إلى حد أنه سيحتوى على رشاشات ذات جهاز تحكم عن بعد تقوم بإطلاق النار بشكل ذاتي باتجاه متسللين. وأشارت في تقرير نشرته أمس إلى ان نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي اللواء جابي أشكنازي المسؤول عن مشروع الجدار الفاصل من قبل الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات تقضى بتركيب رشاشات ذكية ذات مهداف تلفزيوني يتم التحكم بها عن بعد بواسطة مواقع المراقبة في مناطق مختلفة من الجدار مشيرة إلى وجود غرف خاصة يعمل فيها عسكريون يقومون بإطلاق النار على كل متسلل عن بعد في كل ساعات النهار والليل. وقالت انه تم في الأيام الأخيرة اجراء تجربة على نظام مشابه فى أحد المواقع التي تتم منها مراقبة الجدار المحيط بقطاع غزة0 ووفقا لما قاله أحد الضباط الكبار فى الجيش الإسرائيلي فقد كانت التجربة على درجة كبيرة من النجاح0 وزعم ضابط فى الجيش الاسرائيلى ان الجيش الاسرائيلى /يتفهم/ حساسية تركيب مثل هذه الاجهزة لانها تشكل خطرا على فلسطينيين أبرياء0 وأضاف أن الجهاز الجديد يطلق النار بالضبط كالدبابة أو المروحية المقاتلة باتجاه شخصيات مشبوهة مشيرا الى ان الجهاز دقيق جدا ويمكن من خلاله اصابة الاهداف على بعد حوالى الف متر0 لكنه قال انه لايتم اطلاق النار بشكل تلقائى باتجاه كل مشبوه لذا فان جهاز المراقبة عن بعد يشغله جندية اسرائيلية تم تدريبها لذلك خصيصا0 ومع ذلك أعربت مصادر فى الجيش الاسرائيلى عن خشيتها من أن تتحول هذه الاجهزة بعد تركيبها فى عدة مواقع على امتداد الجدار الفاصل الى أهداف لنشطاء فلسطينيين حيث سيحاولون الاستيلاء على الرشاشات المركبة عليها0 لذا فان الجهات الامنية المختصة تعكف حاليا على ايجاد حل لهذه المشكلة بالرغم من أن الجدار يخضع لمراقبة قوات الجيش الاسرائيلى بشكل دائم0 وتسوية مع واشنطن قالت صحيفة معاريف أمس الاحد انه بحوزة اسرائيل حل تسوية مع الولاياتالمتحدة للتوصل الى ترتيب حول ترسيم السياج الامني المثير للجدل الذي تبنيه على طول الخط الفاصل مع الضفة الغربية. وقالت الصحيفة ان الفكرة تقوم على مواصلة بناء السياج الأمني الذي أنهت إسرائيل أعمال البناء في القسم الأول منه (140 كلم) في نهاية تموز/يوليو الماضي مع ترك ثغرة مفتوحة في المكان الذي يطرح اكبر مشكلة، أي محيط مستوطنة ارييل. واضافت الصحيفة ان هذا الحل يتعلق بقسم من الأراضي في الضفة الغربية يأخذ شكل مثلث وتقع مستوطنة ارييل في قمته شرقا. وتابعت الصحيفة انه بدلا من إقامة خط دفاعي ملموس في هذه المنطقة ستبقي إسرائيل على قوات بشكل دائم وتنشر فيه وسائل رصد إلكترونية متطورة تحيط بمستوطنة ارييل بتمويل من الولاياتالمتحدة التي ستعوض بذلك عن التضحية التي قدمتها اسرائيل من خلال الابقاء على هذه الثغرة. والتقى شارون الذي يتعرض لضغوط اميركية الجمعة وزراء حزبه لبحث ترسيم السياج الامني لكن بدون ان يتم اتخاذ قرار في الموضوع. اللجنة الرباعية وعلى صعيد الاتصالات الخارجية أعلن نبيل شعث وزير الشئون الخارجية في الحكومة الفلسطينية المستقيلة أنه سيطلب من اللجنة الرباعية التي ستجتمع على المستوى الوزاري غدا في نيويورك العمل على التوصل إلى وقف نار شامل ودائم ومتبادل. وقال شعث في تصريح لصحيفة الايام الفلسطينية قبيل توجهه إلى نيويورك فجر أمس للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة واللجنة الرباعية على هامش هذه الاجتماعات مطلبنا إلى اللجنة الرباعية محدد وهو وقف إطلاق نار فوري ودائم ومتبادل وليس مؤقتا يتبعه تنفيذ الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لما عليهما من التزامات . وعن الجدار الامني الذي تقوم إسرائيل ببنائه قال شعث موقفنا هو أنه يجب إنهاء هذا الجدار بالكامل ولا مانع لدينا من إقامته داخل إسرائيل وهذا هو الموقف الامريكي أيضا فنحن لن نقبل بأن يقام هذا الجدار على أرضنا وسنسعى بكل جهد من أجل وقفه لانه يقضم مساحات واسعة من أرضنا.