عقد أول لقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في التاسعة والنصف من مساء أمس في القدسالمحتلة، حسبما أعلنت مصادر فلسطينية. ووصل عباس الى القدس من غزة بعد أن عقد أول اجتماع للحكومة الفلسطينية فيها. ورافقه احمد قريع، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ومحمد دحلان وزير الدولة المكلف شؤون الامن، بينما رافق شارون مدير مكتبه دوف فايسغلاس والملحق العسكري يوئاف غالاند والمستشار القانوني شالوم ترجمان. وقال التلفزيون الاسرائيلي ان اللقاء عقد في مكتب شارون حيث لم يسمح للصحافيين بتغطيته. وبدأ اللقاء بعد ساعتين على عملية فدائية في الخليل أسفرت عن مقتل منفذها الفلسطيني ومستوطنين اثنين من اليهود. كما قتل فلسطيني واصيب 28 بجروح برصاص الجنود الاسرائيليين امس في قطاع غزة. وقال وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث للصحافيين ان ابو مازن يريد اقناع شارون بقبول خارطة الطريق بصيغتها الحالية قبل مغادرة الأخير الى واشنطن. وتنص خارطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) على وقف كامل لاعمال العنف وتجميد الاستيطان في أراضي 67 واقامة دولة فلسطينية على مراحل حتى عام 2005. ولم توافق حكومة الاحتلال بعد على خارطة الطريق، اذ اكتفى شارون باعلان موافقته المبدئية مع ابداء رغبته في ادخال 15 تعديلا عليها يريد بحثها الثلاثاء في البيت الابيض خلال لقاء مع الرئيس الامريكي جورج بوش هو الثامن بينهما منذ مارس 2001. وكان أحد مساعدي شارون المقربين قال لوكالة فرانس برس ان اللقاء سيتناول قبل كل شيء الاجراءات التي تعتزم الحكومة الفلسطينية الجديدة اتخاذها لتفكيك ونزع اسلحة المنظمات المسلحة. وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، فان اسرائيل مستعدة لتطبيق خطة اطلق عليها اسم غزة اولا تنص على توكيل مهمة مراقبة بعض المناطق في قطاع غزة للاجهزة التابعة لدحلان. وفي حال نجاح هذه الخطة، يمكن اطلاق محاولة مماثلة بخصوص مناطق في الضفة الغربية لا سيما في منطقة بيت لحم. واعلن مسؤول اسرائيلي كبير رافضا الكشف عن اسمه الجمعة ان بعض قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) موافقون على وقف اطلاق نار مؤقت مع اسرائيل تحاول حكومة عباس التوصل اليه لكن دولة الاحتلال تعارضه. واضاف ان احدى المشاكل التي يواجهها عباس هي ان حوالي 75% من قوات الامن (الفلسطينية) لا تزال تحت القيادة المباشرة لياسر عرفات، معتبرا أن الهوة تتسع يوما بعد يوم بين عرفات وعباس. ويزيد من ضعف موقف عباس كون اللقاء يعقد في وقت تواصل فيه قوات شارون منذ ثلاثة ايام عملية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة. وهذه العملية لم تحل دون اطلاق صواريخ قسام مجددا من هذه المنطقة أمس على سديروت جنوبفلسطينالمحتلة بدون وقوع اصابات، كما نفذت عملية فدائية في مستوطنة كريات أربع المطلة على مدينة الخليل مساء أمس اسفرت عن مقتل مستوطن وزوجته والمنفذ. وبحسب المعلومات الأولية، فإن الفدائي تخفى بزي المتدينين اليهود وقد أثار شبهات العسكريين المكلفين حراسة المستوطنة فحاولوا اعتقاله لكنه اندفع باتجاه المستوطنين وفجر نفسه. وحصيلة عمليات الاحتلال ليوم أمس كانت استشهاد خالد ابراهيم (22 عاما) واصابة 28 وهدم الجيش الاسرائيلي تسعة منازل خلال عمليات توغل بقطاع غزة. والشهيد من حي الشجاعية وقتل عند تقاطع بلدة بيت لاهيا مع بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بعد اصابته بعيار ناري في الصدر. وبذلك يبلغ عدد الشهداء من الذين سقطوا منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر من عام ألفين 2447 فلسطينيا مقابل 732 اسرائيليا قتلوا في نفس الفترة.