إلى محمد الحرز شاعراً وصديقاً إلى أين تأخذك الكلمات الحميمة يا شاعراً يتمته الحروف الغريبة سافرت في عتمة الروح في لجة ما لها من قرار تماهيت والتيه، ألقيت بذكر في تربة أنكرتك لتبحث في بئر ذاتك عن جوهر ضائع ضللتك الدروب وقادتك نحو المتاه القصي لتلمع في ليل أحزانه نجمة ضوؤها يتقطر كالزيت يسقط مثل الثمار لنملأ منه الأكف ونودعه في السلال التي أثقلت بالخواء الثقيل إلى أين تمضي وفي أي أرض ستنصب خيمة روحك أي التلال ستصعد أي الجسور ستعبر أي الضفاف تلوح لعينيك من زرقة النهر نصفك هاوية من ظلال ونصفك حقل من التمتمات طريقك شائكة وغيومك ما أمطرتك بغير الجفاف فتحت لذاكرة كنت تحملها في جيوبك مثل الحجارة باباً لتدلف منه إلى حيث كنت تربي ظنونك مثل الطيور وتطعمها خبز قلبك أدمنت طعم انكسارك، أتعبك الوهم، لازلت تحلم ان تعبر الجسر حيث ظلال الكتابة تحنو عليك وتؤويك من وهج الشمس والذكريات التي أثقلتك ككيس من الرمل تحمله فوق ظهرك ، والوجع المتعلق ما بين ضلعيك، والمرض الذي ربيته مثل طفل ليلقي بجذوته في الشرايين لازلت لما تغادر شبيهك متكئا فوق حافة صمتك مستسلماً لهواجيسك المستريبة في كل ما كان، منسلخاً من سمائك تبحث عن ضفة عن مصب يقودك نحو مجاهل ذاتك تطرد أسلافك الرابضين بمجرى دمائك نحمل زوادة الوهم والهذيان وتحلم أن تعبر النهر، تجفل من عتبات البيوت الكئيبة والنسوة اللائذات بعتمتهن، تقلم أظفار حلمك ، تصغي لوقع خطى ألم يتسكع بين الشرايين، ياخذك الموج، تهوي إلى القاع، تبحث في صدف البحر عن لؤلؤ ناصع مثل قلبك من دون جدوى وتغسل كفيك من جبروت الطقوس وعسف الوصايا، وتطلق من رئتيك هواء جديداً يعيد إلى الأرض دهشتها بالصباح الوليد، وتكنس من صوتك المتهدج ما راكمته البلاغة من مفردات وأخيلة فقدت وهجها واعتراها الذبول . ترفق بروحك يا صاحبي لا تعلق مصيرك فوق النخيل ولا تنس وجهك فوق الزجاج الملمع لا تستمع للمرايا توحد بنبضك ألق بمرساة روحك في الأفق الرحب عانق غيابك وارحل إلى مدن تشتهيك أضىء مثل برق تفلت من ملكوت الجسد فئاءك، واذهب إلى آخر الشوط وارجع متى شئت نحن هنا بانتظارك يا صاحبي وصديقي الجميل