بات من شبه المؤكد أن يتسلم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع - أبو علاء- رئاسة الحكومة الفلسطينية إلا انه لم يعط موافقته الرسمية بعد على أمل الحصول على "ضمانات دولية" تسهل مهمته. ويعتبر قريع 66 عاما من رفاق درب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات داخل حركة فتح وهو مع محمود عباس رئيس الحكومة المستقيل من ابرز مهندسي اتفاق أوسلو للحكم الذاتي مع إسرائيل عام 1993. وقام عرفات مساء أمس الاثنين بإبلاغ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بموافقة أبو علاء على تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. وقال مسؤول فلسطيني أن عرفات ابلغ أعضاء اللجنة التنفيذية أن أبو علاء وافق على تولي رئاسة الحكومة . وأضاف أن القيادة الفلسطينية ستواصل الاتصالات مع الأطراف الدوليين لضمان نجاح الحكومة المقبلة وتجنب فشلها . من جهته قال الوزير ياسر عبد ربه أن عرفات طلب من أبو علاء أن يقدم له تشكيلة حكومته الأمر الذي يعني أن قريع وافق على تكليفه تشكيل الحكومة. وأوضح عبد ربه أن قريع لن يعطي ردا رسميا لأنه طلب الحصول على ضمانات دولية . كما أعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن قريع لم يعط بعد جوابه رسميا . وطالب نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني الإدارة الأمريكية بالعمل على تنفيذ خارطة الطريق خصوصا أن هناك فرصة جديدة متاحة في إشارة إلى تعيين قريع رئيسا للحكومة. وحاول أبو علاء ربط موافقته على ترؤس الحكومة الفلسطينية بحصول تغيير في السياسية الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين وإزاء الرئيس عرفات. فقد اعتبر أن لا جدوى من تشكيل حكومة جديدة إذا لم تغير إسرائيل سياستها حيال الفلسطينيين وحيال زعيمهم عرفات. وتساءل أمام الصحافيين هل يوجد لدى الإسرائيليين استعداد لتغيير طريقة التعامل مع الرئيس المنتخب من الشعب الفلسطيني أم لا؟ . ومنذ كانون الأول ديسمبر 2001 أعلنت حكومة ارييل شارون وضع عرفات خارج اللعبة وإبقائه بحكم الأمر الواقع سجين مقره في رام الله. كما أن الإدارة الأمريكية قاطعته بشكل كامل ويرفض أي مسؤول أمريكي مقابلته. وطرح قريع بعض الشروط لقبوله التكليف خصوصا منحه دعم اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) التي وضعت خطة خارطة الطريق السلمية لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وكان قريع الذي اطلع عددا من الدبلوماسيين، وبينهم الموفد الروسي إلى الشرق الأوسط اندريه فدوفين، على موقفه، قد حصل على دعم الاتحاد الأوروبي الذي سيقوم بكل ما في وسعه لدعمه ومساعدته ، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. كما أكد رئيس الحكومة الإيطالية والرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي سيلفيو برلوسكوني أمس لأحمد قريع دعم أوروبا وذلك في اتصال هاتفي كما أعلن مكتبه. وفي محادثة وصفها الجانب الإيطالي بالودية طلب قريع مشاركة الاتحاد الأوروبي في عملية الإصلاح والمفاوضات في الشرق الأوسط كما أفاد المكتب الصحافي لرئيس الحكومة الإيطالية. أما إسرائيل فقد أعلنت من جهتها أنها لن تقدم أي دعم لأحمد قريع إذا لم يكافح الإرهاب - على حد زعمها -، وفقا لمصدر حكومي إسرائيلي يرافق رئيس الوزراء ارييل شارون في زيارته إلى الهند. واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أن تكليف قريع تشكيل الحكومة الفلسطينية لن يغير شيئا طالما أن الرئيس الفلسطيني يمسك بخيوط اللعبة . وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن شالوم قال لوزير الخارجية الأمريكي كولن باول في اتصال هاتفي أن تعيين أبو علاء لن يسمح بتحقيق أي تقدم في عملية السلام طالما أن عرفات ما زال يمسك بخيوط اللعبة. وأضاف شالوم في التصريحات التي نقلتها الإذاعة أن عرفات هو العنصر الأكثر سلبية في المنطقة وهو المسؤول عن سقوط حكومة أبو مازن . وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد دعا مرات عدة إلى إبعاد عرفات عن الأراضي الفلسطينية. وأعلن التلفزيون الإسرائيلي العام مساء أمس الاثنين أن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة عرض على إسرائيل وقفا لإطلاق النار. وقال التلفزيون نقلا عن مصادر مقربة من رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن قريع عرض اتفاقا فعليا لإطلاق النار بدلا من الهدنة التي أعلنت من قبل الفلسطينيين وحدهم في 29 حزيران يونيو وانهارت في أواخر آب أغسطس الماضي. وترفض إسرائيل حتى الآن فكرة وقف إطلاق النار وتطالب قبل ذلك بتفكيك البنى التحتية للإرهابيين -حسب زعمها -.