قال الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس امس إن الفلسطنيين ينوون تطبيق التزاماتهم بموجب «خارطة الطريق» التي تساندها الولاياتالمتحدة والتي ترسم طريقا للدولة والسلام مع إسرائيل. وتطالب خارطة الطريق الفلسطينيين بوقف العنف واتخاذ اجراءات صارمة ضد النشطاء بينما تدعو الإسرائيليين إلى الانسحاب من بعض المناطق وتجميد بناء المستعمرات. وقال عباس لرجال دين مسيحيين يزورون (المقاطعة) وهو الاسم الذي يطلق على مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية «خارطة الطريق هي التي تحدد معالم الخطة السلمية بيننا وبين الاسرائيليين وهناك التزامات من كلا الطرفين ونؤكد اننا جاهزون للبدء في تطبيقها فورا.» وأضاف عباس الذي انتخب يوم الأحد الماضي رئيسا ليخلف الرئيس الراحل ياسر عرفات «نأمل من الاسرائيليين ان يبدأوا بتطبيق التزاماتهم في خارطة الطريق.» وتدعو خطة السلام الفلسطينيين في المرحلة الأولى إلى «انهاء واضح للعنف والإرهاب وبذل جهود واضحة وملموسة للقبض على... أفراد وجماعات تشن أو تخطط لشن هجمات عنيفة على الإسرائيليين في أي مكان.» كما تشترط توحيد أجهزة الأمن الفلسطينية ودمجها في ثلاثة أجهزة لتبدأ فيما بعد في «تفكيك القدرات والبنية التحتية للإرهاب.» وحث عباس جماعات النشطاء الفلسطينيين على وقف إطلاق النار لكنهم رفضوا هذه الدعوة وقال عباس إنه يفضل الاقناع على المواجهة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرم الحرب ارييل شارون المتوقع على نطاق واسع أن يجتمع مع عباس قريبا إن اتخاذ اجراءات صارمة ضد النشطاء ضروري لاحياء مفاوضات السلام. وقال وزير خارجيته سيلفان شالوم «المسألة الآن هي ما إذا كان لديه (عباس) الإرادة والتصميم لانهاء الإرهاب الفلسطيني... هذا هو الاختبار الذي عليه أن يجتازه الآن.» - على حد تعبيره وزير خارجية الكيان الصهيوني. وفي أحدث إراقة للدماء أطلق جنود إسرائيليون النار على فلسطيني كان ينقل جارته الحامل لمستشفى في سيارة فأردوه قتيلا اثناء عدوان للجيش على قطاع غزة الليلة قبل الماضية. وزعم مصدر عسكري إسرائيلي ان السيارة كانت تتجه مسرعة نحو الجنود اثناء قيامهم بعملية لاعتقال نشطاء مطلوبين وانهم فتحوا النار على السيارة خشية أن تكون سيارة ملغومة. ٭ في موسكو، اعلن نائب روسي بارز امس ان (ابو مازن) سيزور روسيا في نهاية الشهر الجاري، طبقا لما نقلته وكالة انترفاكس الروسية للانباء. الا ان ميخائيل مارغيلوف الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، لم يحدد موعد الزيارة او الاشخاص الذين سيلتقيهم. ونقلت وكالة انترفاكس عن مارغيلوف قوله ان «ابو مازن سيزور موسكو نهاية الشهر الحالي». واكد متحدث باسم مكتب التمثيل الفلسطيني في موسكو لوكالة فرانس برس هذا النبأ. وقال المتحدث احمد صالح «وجهت دعوة اليه لزيارة موسكو نهاية الشهر وسيلبي الدعوة قبل زيارة الولاياتالمتحدة». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رحب الاثنين بانتخاب عباس معربا عن «استعداده لتعاون وثيق لتعزيز الصداقة الروسية الفلسطينية». وقال مارغيلوف «لم يصل متطرف او راديكالي (الى السلطة) في فلسطين بل شخصية سياسية معتدلة، اول رئيس للسلطة الفلسطينية لن يلجأ الى الحرب ويبني علاقات سلمية مع اسرائيل». وروسيا عضو مع الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والامم المتحدة في اللجنة الرباعية التي وضعت خارطة الطريق، خطة لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني التي اطلقت في حزيران/يونيو 2003 وبقيت حبرا على ورق. وحدد رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون «شروطا» للقاء (أبو مازن) تتضمن التعاون الامني و«وقف الارهاب» في اشارة الى العمليات المسلحة ضد الاحتلال. وقال رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية في تصريحات لراديو «سوا» إن شارون حدد شرطين واضحين للقاء عباس «أولهما التعاون بين الاجهزة الامنية على الجانبين واتخاذ السلطة الفلسطينية إجراءات لفرض النظام والقانون ووقف أعمال الارهاب» على حد تعبيره. وتأتي «شروط» شارون بعد أيام من انتخاب عباس محمود رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان شارون يرفض التفاوض معه ويعتبره عقبة في طريق السلام فيما بزغت نبرة متفائلة بأن عباس محمود يعد شريكا مناسبا وثارت أنباء فور فوزه بالانتخابات باحتمال استئناف المفاوضات قريبا ولقاء وشيك مع شارون. وزعم غيسين ان «السبب الوحيد الذي عطل عملية السلام في السابق هو الضعف الذى كان يعتري السلطة الفلسطينية وكان السبب واضحا لان الفلسطينيين بكل بساطة لم يكونوا جاهزين لبسط الامن ». وأعرب المسؤول الاسرائيلي عن اعتقاده بأنه «إذا تمكن أبو مازن من تشكيل حكومة قوية ذات شرعية ويمكنها اتخاذ إجراءات معينة أتوقع عقد الاجتماع الذي طال الحديث عنه». من جانب آخر أشار رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إلى أنه «لا جدوى من الوعود التي تلوح بها الحكومة الاسرائيلية باستئناف المفاوضات في ظل مواصلة عدوانها على الاراضي الفلسطينية» حسبما أفادت الاذاعة. جدير بالذكر أن وزارة الخارجية الامريكية أكدت في وقت سابق أنها ستواصل حث القيادة الفلسطينية على إقرار الامن في أراضيها من أجل بناء جسور بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.