إلى الشرق من مدينة الهفوف تقع قرية الغمسي، تبعد عنها حوالي 15 كيلومتراً، عدد ساكنيها 500 شخص. وهي بالنسبة للقرى الأخرى تعد صغيرة، بالإضافة إلى أنها تتقارب مع قرى صغيرة أخرى، ولولا الشوارع وقطع المزارع التي تفصلهم عن بعض لأصبحت قرية واحدة. والقرى التي تجاورها هي السيايرة، الصبايخ ، الشويكية والشويكية، تبعد عنها مسافة شارع فقط، واقرب القرى البعيدة عنها هي التهيمية. (اليوم) زارت الغمسي، لرصد همومها وتطلعاتها، والتقت مع بعض السكان: أكلة شعبية يرجع ناصر عبدالحميد تسمية بلدته إلى قصة يعرفها الجميع، وهي أن امرأتين كانتا تأكلان الخبز مع (الإيدام)، وكل واحدة تأمر صاحبتها بالبدء أولاً، هذه تقول أنت غمّسي أولا، وتلك تقول أنت غمّسي، وبعدك أنا، ولهذا سميت الغمسي، كما ينقلون لنا، لأن خلط الخبز مع (الإيدام) باليد يسمى تغميس، في اللهجة العامية. وعن الاسم الحقيقي للقرية يقول علي النجيدي: الاسم الحقيقي للقرية هو (حمرة الحصيبة)، وليس لهذا الاسم أي معنى، إلا إذا كان لدى القدامى تفسير آخر له.. ويواصل النجيدي: هذه القرية صغيرة، ولكن لها تاريخ، كما أن هذه المنطقة شهدت بعض الأمور التي وثقت في تاريخ المنطقة سابقا. ويؤكد كلامه مصطفى السليخ بالقول: مكان القرية الحالي كان مكان التقاء أهالي القرى، حيث من كان يريد الذهاب منهم إلى الهفوف أو الجفر ينتظر في هذا المكان، حيث تتوافر له وسائل المواصلات البدائية، وكذلك هذا الموقع هو الوصلة بين القرى الشرقية الأخرى. المدارس مستأجرة وعن الخدمات في القرية يقول عبدالله سعد: تقل في القرى الشرقية المدارس الحكومية، التي من المفترض ان تتوافر، لأن أعداد السكان فيها يخولها لأن تكون لهم عدة مدارس، تحوي جميع المستويات التعليمية، من بنين وبنات، والحاصل العكس، فأغلب القرويين يشتكون من هذه المشكلة، فالمدارس في مساكن مستأجرة، تنقصها أحيانا المياه، أو تشتكي من التوصيل الرديء للكهرباء، والمدارس المستأجرة غير مهيأة تعليميا، أي أنها تخنق الطلاب، بالإضافة إلى أن بعض الطلاب يضطرون للذهاب إلى المدن، أو إلى المناطق القريبة من قريتهم. وهنا في هذه المنطقة التي تحوي عددا من القرى المفروض أن توفر لهم مدارس حكومية، لجميع المراحل، وللجنسين. والغمسي مثلا فيها فقط مدرسة واحدة للبنات للمرحلة الابتدائية، وهي مناسبة لحجم القرية، ولكن المرحلة المتوسطة كيف سيدرسنها؟!! ويؤكد كريم الحماد ما قاله عبدالله، يقول: نحن لدينا مشكلة في الذهاب إلى مدارسنا، فالمتوسطة في الحوطة، والثانوية في العمران، والمواصلات لا تتوافر في بعض الأيام الدراسية، وليست هذه معاناتنا لوحدنا، فهناك قرية السياير والصبايخ، وحتى التهيمية على قربها لتلك المدارس، إلا أن أهلها يشتكون.. ويتساءل: لماذا لا يتم بناء مدرسة تحوي جميع المراحل للبنين والبنات. مياه مخلوطة بالديزل وعن مشكلة الماء يقول محمد الراشد: عين القرية تتعطل، ومع مرور الأيام أخذت بإخراج الديزل إثناء دفع المياه، وهذه المشكلة يعاني منها أهالي قرية التهيمية أيضا، ولم يتم حلها إلى الآن. وعن وجود المباني القديمة يقول الراشد: في حي الشويكية بالقرية توجد بيوت قديمة، لم تزل من قبل أصحابها، ومنظرها مخيف أثناء الليل، ونحن طالبنا بإزالتها من قبل أهلها، الذين استغلوها في وضع المواشي والدجاج. منازل قديمة في حي الشويكية