التهيمية إحدى القرى الشرقية في الأحساء، وتجاور جبل القارة من الجهة الجنوبية الشرقية، وكان يطلق عليها في السابق "التيمية" قبل ان تحمل اسمها الحالي، وكانت تنسب في العصور السابقة لبني تيم بن ثعلبة، غير ان التهيمية التاريخية هجرت ولم يبق منها سوى أطلال، وذكر في كتاب المؤرخ الغربي ج. ج. لوريمر، الذي قدر عدد منازلها ب 255 منزلاً. وتقدر مساحة الجزء المهجور ب 11 هكتاراً، فيما يحوي الجزء المأهول 80 منزلاً، ويقطنها قرابة 520 نسمة. والقرية محاطة بالمزارع من الجهات الثلاث، وفي الجهة الرابعة توجد هضبة صخرية. وكان معظم أهل القرية في السابق يبنون منازلهم على الجبل، لضيق المساحة وكثرة عدد السكان، أما بعد هجرة كثير منهم فقد أخذ الناس يبتعدون عن الجبل، وتعود أسباب الهجرة إلى تدني الزراعة، التي كانت تعتمد عليها القرية، ولالتحاق كثير منهم بوظائف حكومية وأهلية أو في شركة أرامكو في أماكن أخرى. غير ان هناك عددا من الأهالي عاد للزراعة، حيث عرفت القرية في السابق بزراعة البرسيم، الفجل، البطيخ، والرز الحساوي، والتمور. بالإضافة إلى ان القرية كانت تشتهر بإنتاج العديد من الصناعات الخوصية، مثل سفر الطعام، المراحل، الزنابيل، المخارف، المهفات (المراوح اليدوية). وكان الناس يبنون بيوتهم من صخور الجبل، ويسقفون الجدران بسعف النخيل، ولم يكن يزعجهم إلا هبوط الأمطار، حيث لم تكن السقوف تحميهم من الأمطار. يخترق التهيمية نهران، هما "أبو الثيران"، الذي يمر بوسطها، وفرع من نهر"سليسل" الذي يمر بجنوب القرية، وسميت أنهاراً مجازاً، لأنها كانت غزيرة المياه. وكان يحيط بالقرية سور كبير، استغرق تشييده عاما، لغرض منع السرقات من بيوت البلدة، وصد الغارات التي تشن عليها. وأخذت القرية في القرن الثامن والتاسع الهجري اسم قرية "الأربعين مسجداً" لكثرة المساجد فيها، غير أنه لم يتبق من تلك المساجد الأربعين الا 15 مسجداً، وهي الآن مهجورة ومتهدمة. مدارس متوسطة وثانوية وينقل ناجي زاير الجمعة شكوى أهالي القرية من قلة المدارس، يقول: لا توجد في القرية الا مدرستان ابتدائيتان، واحدة للأولاد والأخرى للبنات، أما الطلاب والطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية فيتوزعون على مدارس قريتي التوثير والقارة. ولا يقتصر النقص على المدارس بل يشمل المركز الصحي المفقود في القرية.. يقول هاني علي النجار: يتعالج أهالي القرية في مركز صحي الدالوة، ولعدم وجود كرسي في عيادة الأسنان هناك نراجع مركز صحي قرية التويثير. وقائمة النقص تشمل أيضاً فرعا للجمعية الخيرية، حيث يقول سعيد محمد الجمعان: نحصل على الخدمات الاجتماعية والخيرية من الجمعية الخيرية في قرية المنصورة. وباستثناء بقالة واحدة ومحل خياطة وآخر لنتف الدجاج فان النشاط التجاري يكاد يكون معدوماً في التهيمية. ويتطوع سلمان حبيب الحسن في الاعتناء بمساجد القرية، بالإضافة إلى المساجد التاريخية المهجورة، بمساعدة من أهل القرية، يقول: وجود فرع لجمعية خيرية في القرية سيتيح العناية بالمقبرة وتسويرها فقد أصبحت الآن ضيقة. منعطف خطير يملك علي حسن العامر البقالة الوحيدة في القرية، والتي تقع في الطريق المؤدي إلى القرية، عند أحد المنعطفات، يقول: مدخل التهيمية خطر جداً على سكانها، خصوصاً الأطفال وكبار السن، وقد وقعت عدة حوادث دهس وتصادم للسيارات، كما ارتطمت تلك السيارات بالمساجد والبيوت الواقعة على جانبي الطريق، وأغلب تلك الحوادث يكون المتسبب فيها شباب طائشون، تقع بعد عودتهم مساء ليالي الخميس والجمعة، حين يعودون من جبل القارة، بعد جولة تفحيط في مواقف السيارات في الجبل. ويضيف العامر: وضع الأهالي مطبات صناعية في المدخل، إلا ان البلدية أزالت تلك المطبات لأنها غير نظامية.. ونحن نتمنى من البلدية إعادة وضعها، حماية للأهالي من الموت دهساً.