قرية الشويكية إحدى القرى الكثيرة والمتناثرة في مدينة العمران بالأحساء، بل ومن أقدمها وأعرقها أيضا. عرفت منذ الزمن الغابر بطيب هوائها وأهلها في آن معا. تقع الشويكية جنوب غرب مدينة العمران حيث تبعد عنها قرابة كيلو متر واحدا، وهي من أقدم وأعرق القرى المتناثرة في واحة الأحساء بين النخيل وجداول المياه، وقد ذكرها الباحث الأثري فيدال في كتبه ومؤلفاته. وينحصر سكان هذه القرية على العمل في المجال الزراعي تقريبا، أما طبيعة أرضها فهي منبسطة، وهذه القرية تعتبر من القرى الأثرية القديمة بالمنطقة، والتي مازالت تحتفظ بالعديد من بيوتها الأثرية العتيقة. ويقول صالح بن حبيب الراشد، أحد سكان القرية: إن الشويكية تعتبر من أقدم وأعرق القرى الموجودة في المنطقة الشرقية، فهي معروفة منذ القدم بكثرة نخيلها وطيب هوائها العليل، حتى كانت في يوم من الأيام هي مخزن التمور وتموينه للقرى المجاورة، حيث كان يعمل آباؤنا في الفلاحة وهي مهنتهم الرئيسة، ورغم صغر القرية إلا أنها اكتسبت أهمية كبيرة وطيبة بسبب لنخيل والتمور، ناهيك عن القدم. ويؤكد عبدالمحسن بن قاسم أحد أهالي القرية أن الشويكية رغم التطور والتقدم الذي تعيشه بلادنا خاصة من ناحية البناء والتطوير إلا أن أهالي قريتنا لازالوا محافظين على بيوتاتهم ومنازلهم القديمة، ولم يتركوها حتى أن بعضهم يعز عليه أن يقوم بهدم البيت الذي يرى فيه تاريخه، حيث عاش الآباء والأجداد، فينظرون إلى أن هذه هي آثار يجب أن تكون خالدة وباقية وعالقة في أذهان الأجيال الجديدة والتعرف على معيشة آبائهم وأجدادهم. ومضى قائلا: نحن تعلمنا بأن من ليس له ماض فليس له حاضر. وعن طبيعة هذه البيوت وبنائها يقول أحمد بن حبيب: تلك البيوت بنيت من الطين (الجص) أو اللبن، وسقفها كان من جذوع النخل، وتكون أحيانا من دورين، وفي أعلاها سطح، وبالداخل مجموعة من الغرف المتراصة بعضها بجانب بعض، ويكون أمامها «براحة» كبيرة وواسعة، وفي مؤخرة البيت «حوش» توضع فيه قطعان الماشية والدجاج، كما أن نوافذ البيت على هيئة هندسية جميلة وتطل على الشوارع المحيطة. ويستغل أهل البيت سطح البيت للنوم في الليل خاصة أيام الصيف الحار، ويقومون بنصب الخيام منذ المغرب حتى تبرد الخيمة من الداخل خاصة وأن القرية يحيط بها النخيل من جميع الجهات. ويشير الشاب راشد بن يوسف الراشد إلى آثار وأطلال الشويكية فيقول: تذكرنا تلك الآثار بماضي آبائنا وأجددنا التليد وكيفية معيشة الآباء والظروف الصعبة ومعاناتهم في ذلك الزمن الصعب، حتى أن بعض الفرق الفنية تحضر إلى القرية لتصوير هذه المناظر للبيوتات والآثار الجميلة، والبعض الآخر يأتي من اجل النزهة والوقوف على الماضي. وعن نزوح السكان عن هذه القرية يتدخل مسلم بن عبدالوهاب قائلا: ظروف العمل والحياة أجبرت الكثير من أهل القرية على الذهاب والسكن في المدن، ولكنهم يتواجدون فيها بنهاية الأسبوع وأيام المناسبات، فيعودون إلى مسقط رأسهم ويجددون عهدا بقريتهم ويشمون هواءها العليل ويقفون على تلك الأطلال والذكريات الجميلة، حيث سكن الآباء والأجداد، ولازالت بعض العوائل متواجدة وساكنة بها، كما أن هناك بعض البيوتات الجديدة قامت إلى جانب القديمة، والحمدلله أن معظم الخدمات الأساسية متواجدة من كهرباء وإتصالات وقريبة من مدينة العمران، حيث تتواجد هناك أغلب الخدمات كالمركز الصحي والبنك والبلدية وغيرها من الخدمات.