عزيزي رئيس التحرير قرأت ما كتبه الاخ صبري القرانيس في صفحة (الرأي) يوم السبت 25 جمادي الآخرة 1424ه: في مقاله المعنون ب (تعدد الزوجات لماذا وكيف) ثم تلاه مقال الأخ عبده في صفحة (عزيزي رئيس التحرير) في 26 جمادى الآخرة وقد تساءل الاخ عبده عن رأي القراء حول التعدد وموقف الزوجة ازاء اقتران زوجها باخرى واتهمها جزافا بانها تسعى في الخطبة لاخيها المتزوج اذا ما اراد ذلك او تزويج صديقتها برجل متزوج مسبقا. ووصفها بالانانية اذ ترضى للآخرين ما ترفضه لزوجها. وفيما يبدو من قوله انه تحامل على بعض النساء حينما وصف الزوجة بانها انانية وهذا اجحاف بحقها. اخي عبده ان الله تعالى اباح التعدد لهدف سام وهو اعفاف النفس وصيانتها عن الوقوع في الحرام والشبهات، ولكن اشترط مع التعدد امرا هاما، قد غاب عن عقل الكثيرين قصدا او بدون قصد وهو (العدل) فهل باستطاعة الرجل العدل بين زوجاته ومنحهن حقوقهن كاملة. ثم لماذا ترفض الزوجة امرا قد انزله الله في محكم آياته.. وتقف ضده معارضة فقد يكون التعدد حلا لمشاكل الكثير من الازواج الذين لا يتورعون عن فعل الحرام.. وهناك الكثير من الزوجات اللاتي لا يرفضن التعدد بل يؤيدنه ولكن في احالة الضرورة وبشرط العدل الذي اوجبه الله. فهل تستطيعون ذلك ايها الأزواج؟ اما ما ذكره الاخ صبري القرانيس في مقاله فقد كان مقنعا وذا هدف واضح.. وقد استهل القضية باطروحات جادة ورأي صائب، استند على الدليل والحكم الشرعي وبيان منافع وفوائد التعدد.. واوضح بأسلوب جريء وصريح الحكمة الربانية من التعدد واعفاف النفس وصيانتها عن الحرام.. بذلك قد اصاب الاخ صبري جادة الصواب الا انني اعترضت على قوله ان الرجل يختلف عن المرأة ان من حيث استعداده للمعاشرة وهو سبب للتعدد) وكأنه بهذا يصف الرجل كالعبد لشهواته ونزواته تحكمه غرائزه لذلك يجب ان يتزوج ثانية وثالثة. و.. حتى يتعفف وكأن الحكمة من الزواج فقط المعاشرة الزوجية.. معذرة اخ صبري، انا لا اقف ضد التعدد وما فرضه الله ولن اضع نفسي مكان المفتي الذي لا يخوض في الموضوع بجهل وتعنت ولكن، من منكم معشر الرجال، يستطيع العدل والمساواة بين الزوجات، ويكون لديه الاستعداد لتحمل مسؤولية زوجة اخرى دون ظلم وجور. وهل باستطاعة الرجل العدل بين زوجاته في الميل القلبي واظهار عواطفه بعدل وحكمة، اجزم انه يتعذر عليه ذلك. يقول الله تعالى في محكم آياته: (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وان تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما) النساء 129. فسر الشيخ السعدي في كتابه (تيسير الرحمن) قوله تعالى في الآية السابقة (ان الازواج لا يستطيعون وليس بمقدورهم العدل التام بين النساء وذلك لان العدل يستلزم وجود المحبة على السواء والدواعي على السواء والميل القلبي اليهن على السواء ثم العمل بمقتضى ذلك وهذا متعذر غير ممكن.. فلذلك عفا الله عما لا يستطاع ونهى عما هو متعذر غير ممكن.. وقال: (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) أي لا تميلوا ميلا كثيرا بحيث لا تؤدون حقوقهن الواجبة (وان تصلحوا) ما بينكم وبين زوجاتكم باجبار انفسكم على فعل ما تهواه النفس احتسابا وقياما بحق الزوجة فهل باستطاعتكم اجبار انفسكم على العدل بينهن بالمحبة والميل القلبي؟ وهل تجدون التعدد حلا لكثير من القضايا الاجتماعية وارضاء لله ورسوله اذا كان كذلك والهدف واضح فابستطاعتكم العدل فلتقدموا وليبارك الله لكم زواجكم. فاطمة الخماس