زاوية يكتبها يومياً : د. أحمد عبد القادر المعبي كون الرجل يبحث عن الزوجة الثانية هذا أمر لا غرابة فيه لكن أن يبحث عن الزوجة الثالثة والرابعة فهذا محل نقاش وجدل وكيف يمكن تصحيح المفهوم الشائع؟ وما هو العدل الذي اشترطه القرآن لإباحة التعدد؟ سامية . م - الطائف الواقع أن الزواج باثنتين أو ثلاثة أو أربعة الحكم فيه واحد ذلك لأن التعدد أمر مشروع في حدود أربعة ولأن الأصل في الزواج التعدد قال تعالى: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" (النساء 3). وبتأمل الاية ودراستها يتضح للقارئ الكريم ان الله تبارك وتعالى بدأ بالتعدد فيكون هو الأصل في الزواج ووحدانية الزوجة هو الفرع كقوله تعالى: "حافظوا على الصلاة والصلاة والوسطى فإن خفتم فرجالا او ركبانا" فالأصل المحافظة على القيام في الصلاة بهيئاتها المتكاملة والفرع ان يصلى المسلم عند الخوف حسب ظروفه وحالته سواء كان قائما او جالسا او راكبا او راجلا. هذا هو حكم الله في مسألة التعدد والدليل من السنة "أمر النبي صلى الله عليه وسلم عقب نزول آية تحديد الزوجات بأربع كل من اسلم ومعه اكثر من اربعة ان يختار اربعا ويطلق الباقي". ومعظم الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في عهد الرسول متعددي الزوجات ولم ينكر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على جواز التعدد في حدود اربعة. طالما ان الرجل في مقدوره ذلك. أما العدل الذي اشترطه القرآن لإباحة التعدد فهو محصور في العدل المادي الظاهر المستطاع الذي يملكه الزوج العدل المطلوب في آية التعدد هو العدل في النفقة والمعاملة والمعاشرة وسائر الاعمال الظاهرة بحيث لا تؤثر إحداهن على الأخرى بشيء. ويمكننا ان نرد على من يدعي ان التعدد ينطوي على اهدار لكرامة الزوجة واجحاف بحقوقها مدعين ان الزوج لن يستطيع سبيلا الى العدل في النفقة ولن يستطيع سبيلا الى العدالة المطلقة ولا يمكنه العدل بين زوجاته في المحبة مهما حرص على العدل في النفقة والمعاملة محتجين ان ميل الزوج الى احدى زوجاته يولد مرارة في نفوس باقي الزوجات والمرارة النفسية تدفع المرأة في الغالب الى الكيد والانتقام مستدلين بقوله تعالى: "ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" وأقول لهؤلاء ان القرآن ليس هزيلا ولا متناقضا حين يجيز شيئا في مكان ويحرمه في مكان اخر ذلك لأن العدل المطلوب في آية التعدد هو العدل في النفقة والمعاملة والمعاشرة وسائر الأعمال الظاهرة بحيث لا تؤثر احداهن على الاخرى بشيء ظاهر. اما العدل الذي استدلوا به في الاية بعدم الاستطاعة في العدل فقد اجمع المفسرون على ان العدل المقصود في الاية هو المشاعر القلبية والوجدانية ذلك لأن الكل يعرف ان الرسول صلى الله عليه وسلم اعدل الخلق وهومربي البشرية وهو المشرع كان يحب عائشة رضي الله عنها اكثر من غيرها لأن القلوب بين أصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء. وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلومني فيما تملك ولا أملك" (رواه ابو داود والنسائي. وبالله التوفيق.