على خلفية وفاة خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي واستدعاء طوني بلير رئيس الوزراء للادلاء بشهادته امام لجنة هاتون التي تحقق في وفاة خبير الأسلحة المفاجئ والذي كان مصدرا للتحقيق الصحافي الذي بنته (البي بي سي) عن مبالغات حكومة بلير حول تسلح العراق، جاءت استقالة الستر كامبل الفقيه الاعلامي لطوني بلير وبعد يوم واحد من شهادة بلير امام اللجنة لتضعف من موقف حكومة بلير التي بالغت في الدوسيه العراقي حسب ما افاد به الفقيه كامبل في شهادته امام اللجنة وحتى مع شهادة السيد بلير امام لجنة تقصي الحقائق ودفاعه عن سلامة موقف حكومته وان الدوسيه القضية جاء في سياق ايجاد حل لمزاعم اسلحة الدمار الشامل بحوزة النظام البعثي السابق، ولم يراد له ان يوظف في سياق التهيئة لاستعمال القوة ضد العراق.. وايا تكون مبررات السيد بلير التي ساقها في شهادته، والحجج التي حاول الاحتماء بها، فالرأي العام البريطاني والعالمي وقبل تحقيق التحري الصحافي جليجان الذي بثته محطة (البي بي سي) اكتشف سلفا ومنذ احداث 11 سبتمبر ووعد بلير وبوش بتقديم دليل على تورط القاعدة وماتلاها من سيناريوهات تجييش للرأي العام لدعم التوجه لإزاحة النظام العراقي تفانى فيها بلير ووزير خارجيته سترو اكثر من اصحاب المشروع نفسه في واشنطن للدرجة التي صورتهما وسائل الاعلام البريطانية والتي صورتهما كمراسلين مفوضين باسم اليمين الامريكي المشدد.. ويبدو ان بلير وبوش كانا على ثقة بان النصر في العراق وسيطرتهما على البلد وربما قدرتهما على ابراز ادلة مقنعة للرأي العام.. ولم يدر بخلدهما ان ينتهي الوضع في العراق الى ما انتهى اليه من كرتونية مضحكة يصعب معها حتى القول ان هناك جيشا واسلحة تقليدية تعد رابع اكبر قوة عسكرية في العالم.. مرة اخرى، تثبت (البي بي سي) انتصارها للمهنية الصحافية والتزامها بمسؤوليتها الاحترافية نحو الرأي العام برفضها التراجع عما ورد في التحقيق الصحافي عند ما طلب منها بلير ذلك.. فعلا لعنة الدوسيه العراقي لن تحصد فقط رؤوس اللاعبين الكبار فيها في لندنوواشنطن ولكن ستعيد للصحافة سلطتها التي تم اختطافها منها منذ 11 سبتمبر..