زيارة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الى روسيا التي ستبدأ هذا الأسبوع تندرج في إحدى مهامها لدعم وتأصيل علاقات الصداقة بين الرياض وموسكو ، فثمة علاقات اقتصادية وتجارية تجمع بين البلدين الصديقين ويهمهما تفعيل مساراتها وقنواتها بما يعود على شعبيهما بالخير والرخاء ، ولعل من الملاحظ ان تلك العلاقات تطورت بشكل سريع وفاعل خلال السنوات العشر الماضية تحديدا. وقد أدى ذلك الى تنشيط اللقاءات المثمرة بين رجالات الأعمال من المملكة وروسيا بقصد زيادة حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين فثمة مناخات استثمارية مواتية يمكن افتتاحها لتحويلها الى مشروعات عمل مثمرة في عدة مجالات لا سيما ان القدرة على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين واردة ومهيأة للبحث في أي لقاء يتم على كافة المستويات بين البلدين. وليس هناك أفضل من الحوار المباشر بين المسؤولين في البلدين لدعم مسارات تلك العلاقات, فالزيارة في حد ذاتها تهيىء لنشوء مناخ مناسب يتم من خلاله تطوير قنوات التعاون وترسيخها. فزيارة سموه التي تجىء بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تستهدف في جوهرها دعم علاقات الصداقة بين البلدين من جانب وكذلك للتباحث في التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية والاقليمية لا سيما ما يتعلق منها بأزمة الشرق الأوسط وأبعادها الخطيرة. فالأحداث الأخيرة تتطلب في واقع الأمر التشاور والتباحث من أجل احتوائها وايجاد المخارج المأمونة لحلحلتها، فاذا كانت أزمة الشرق الأوسط تمثل هاجسا من هواجس القيادتين السعودية والروسية فان الحالة العراقية تمثل هاجسا ملحا كذلك فثمة نقاط جوهرية سوف تبحث بين القيادتين أهمها ما يتعلق بخطة الطريق وكيفية تحقيقها على الواقع. إن زيارة سموه لموسكو تجيء ضمن تحرك سعودي نشط يتزامن مع خطورة الاحداث وسخونتها على مختلف الأصعدة. السطر الأخير: يكثر الشك حين تقل المعرفة.