يقوم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز بزيارة الى موسكو خلال الايام القليلة المقبلة بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أعلن ذلك سفير روسيا لدى المملكة اندريه باكلانوف وأوضح ان وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل ونظيره الروسي ايغور ايفانوف سيبحثان اليوم الترتيبات الكاملة لزيارة ولي العهد. ورحب السفير الروسي بزيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز المرتقبة لروسيا واكد سفير روسيا لدى المملكة الدكتور اندريه باكلانوف ان العلاقات بين المملكة وروسيا شهدت تطورا ملموسا عقب الاحداث المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط مشيرا الى ان العلاقات الثنائية بين البلدين اقوى مما كانت عليه في السابق. واكد ان الاحداث الاخيرة في المنطقة والعالم تتطلب تقوية التشاور وتطور الاهداف المتعلقة بالحالة العراقية وعن المباحثات التي سيجريها الامير سعود الفيصل ونظيره الروسي قال ان المباحثات تتضمن نقاطا متعددة في مقدمتها الوضع في العراق وخارطة الطريق التي تشمل المبادرة العربية للسلام وكل ما يتعلق بالاحداث والمستجدات في المنطقة. واكد ان روسيا تولي اهتمامها البارز فيما يخص التطور الايجابي في العملية السلمية في منطقة الشرق الاوسط وايجاد الظروف الملائمة لتحقيق الاهداف المرجوة في خارطة الطريق لتحقيق السلام. واشار الى ان الوزيرين سيبحثان سبل دعم وتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين حيث شهدت هذه العلاقات تطورا في مجالات النفط والغاز ومجال التعليم والثقافة وكانت هناك زيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين. واوضح ان زيارة وزير الطاقة الروسي للمملكة كانت مثمرة كما ان زيارة وزير البترول السعودي علي النعيمي لنظيره حققت نتائج ايجابية لتبادل الاتفاقيات الثنائية. وبين ان هناك اتفاقيات تجارية بين البلدين مثل اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار واتفاقية تفادي الازدواج الضريبي مبينا أنه سيكون هناك مشروع اتفاق لزيارة علماء من روسيا من الاكاديمية الروسية الى المملكة والالتقاء بالعلماء السعوديين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. واشار السفير الروسي الى ان هناك اتصالات تجرى بين البلدين فيما يخص اتفاقيات في مجال التعليم العالي. واكد ان زيارة سمو الامير سعود الفيصل لروسيا هي لتنسيق الجهود بين البلدين ليس في المجال السياسي فقط بل في المجال التعليمي والصناعي والتجاري والاقتصادي فضلا عن الترتيبات المتعلقة بالزيارة المقبلة لسمو ولي العهد بدعوة من الرئيس بوتين. ووصف السفير الروسي زيارة وزير الخارجية الروسي للمملكة بانها كانت ايجابية ومثمرة للغاية. وقال ان هناك وفدا تجاريا ورجال اعمال سعوديين برئاسة رئيس مجلس الغرفة التجارية سيقومون في يوليو القادم بزيارة لموسكو ردا على زيارة رجال الاعمال الروس للمملكة واشار الى ان اللجنة السعودية الروسية سوف تجتمع مع بداية العام القادم في الرياض برئاسة وزير الطاقة الروسي ووزير المالية السعودي وشدد السفير ان بلاده تعمل على الا تكون هناك حروب قادمة لعلاج اي مشكلة دولية ومن الضروري التفكير في وجود اجهزة مختلفة لضمان الامن الدولي والاقليمي ولضمان ذلك ترى روسيا ضرورة انشاء هذه الاجهزة على مستوى عالمي واقليمي. وافاد ان مثل هذه الاجهزة هي من مسؤولية مجلس الامن والامم المتحدة اما فيما يتعلق بالامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط فللاسف لا توجد اجهزة للسلام والامن الاقليمي. واضاف انه بعد بداية عملية السلام في مدريد عام 1991م كانت هناك محاولة مثمرة لانشاء ما يسمى لجانا متعددة الاطراف للسلام مثل لجنة متخصصة لمشاكل المياه واخرى متخصصة للاجئين لكن بعد عام 1996م لم يكن هناك اي اعمال جديدة لهذه اللجان ونأمل العمل على اعادة مثل هذه اللجان في الشرق الاوسط. وقال السفير الروسي: ان بلاده ترى ضرورة رفع الحظر الاقتصادي عن العراق ويجب ان يجري رفع الحظر وفقا للقرار الخاص بمجلس الامن وفي هذا الجانب هناك عنصران مهمان لتحقيق ذلك الاول مضمون المشكلة والثاني الاسلوب السليم لحلها وفي رأينا انه لابد من الحل وفق الشرعية الدولية وهناك اتصالات جارية حاليا بين الاطراف الامريكية والروسية في هذا الشأن. وتمنى السفير الروسي ان تشهد الايام المقبلة المزيد من تطوير وتطبيع العلاقات في ظل هذه الزيارات الكبيرة. يذكر ان التبادل التجاري بين روسيا والمملكة وصل في عام 2001م الى حوالي 130 مليون دولار فيما انعقدت في اكتوبر 2002م الدورة الاولى للجنة الروسية السعودية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في موسكو. ويقوم الطرفان الآن بتجهيز مشروع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة ومشروع اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي والتعاون في مجال التعليم العالي. كما تشهد الاتصالات الروسية السعودية تطورا في بعض الاتجاهات الفنية الجديدة وتم في سبتمبر عام 2000م اطلاق القمرين الصناعيين السعوديين الى مدار الارض بواسطة الصاروخ الروسي وتم اطلاق القمر السعودي الثالث في 20 ديسمبر عام 2002م من خلال الصاروخ الروسي ايضا فيما تواصل تبادل زيارات الوفود ورجال الاعمال بين البلدين على نحو متميز. كما قامت المملكة في عام 1991م بتقديم قرض مالي بلغ 250 مليون دولار للاتحاد السوفيتي وبحسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في عام 1996م سيتم تسديده في اطار الاتفاقية الموقعة بين روسيا الاتحادية ومنتدى لندن. وفي 25 ديسمبر 2002م تم تأسيس مجلس اعمال روسي سعودي في الرياض.