أوضح مصدر مطلع في الخارجية المغربية أن الرباط فوجئت بكون التقرير الأخير لأمين عام الأممالمتحدة لم يعر أي اهتمام للتحفظات المغربية باعتبار أن الطرف المغربي رفض أي حل قد يؤدي إلى المس بسيادة التاج المغربي على الصحراء الغربية التي تتبع الرباط منذ أواسط سبعينات القرن الماضي. وحول موقف المغرب من التقرير الذي وافقت عليه جبهة البوليساريو أعلن محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي في تصريحات لوسائل إعلام مغربية رفضه لما دعا إليه كوفي عنان، معتبرا أن الأممالمتحدة لم يسبق لها أن وضعت حلا لأي نزاع ، مذكرا بأن الحل الثالث الذي دعا إليه جيمس بيكر مبعوث الأممالمتحدة للصحراء الغربية والذي وافق عليه المغرب رفض من الطرف الآخر رغم التأييد الدولي له دون أي رد من قبل مجلس الأمن، وبالتالي فإن الرباط من جهتها ترفض ما جاء في التقرير الأخير لكوفي عنان. بن عيسى ذكر بأن حكومته مستعدة للشروع في حوار صريح وصادق وبناء بشكل ديموقراطي للتوصل إلى حل سياسي لهذه القضية على أساس الحفاظ على وحدة التراب المغربي وسيادته على أراضيه الصحراوية. وبخصوص الدور الإسباني من النزاع بعد التقارب المسجل في العلاقات بين البلدين قال بن عيسى في تصريحات صحفية نتمنى أن تأخذ إسبانيا المملكة الجارة التي تربطها بالمغرب مصالح اقتصادية كل شيء بعين الاعتبار ، خصوصا أنها الدولة التي استعمرت الصحراء المغربية وتعرف جيدا تداعيات فرض أي قرار على المناطق الجنوبية ليس على المغرب فقط ، بل على كل منطقة المغرب العربي ، آملا أن تسهم مدريد بما سمته حيادها البناء في الإسهام فعليا وهي تترأس مجلس الأمن في إيجاد صيغة تبقي المجال مفتوحا أمام الحوار بين الأطراف دون فرض حل معين عليهم. تجدر الإشارة إلى أن الموقف الإسباني عرف في الآونة الأخيرة تغيرا إيجابيا في الآونة الأخيرة تجاه ملف النزاع في الصحراء الغربية ، إذ أكدت أنا ذي بلاسيو رئيسة الدبلوماسية الإسبانية في أكثر من مناسبة أنها سوف تسعى خلال شهر يوليو الحالي إلى إيجاد حل توافقي لقضية الصحراء . إلى ذلك كذب ناطق باسم الخارجية الجزائرية وبشكل قاطع خبر احتضان إسبانيا خلال الايام القادمة لاجتماع ثلاثي يجمع وزراء خارجية الجزائر والمغرب وإسبانيا. و أضاف نفس المصدر، بأن الجزائر فيما يخصها لا تزال تعتبر أن إطار مناقشة هذه المسألة يبقى متمثلا في الأممالمتحدة حيث يعكف مجلس الأمن على دراسة مشروع تقرير الأمين العام و مبعوثه الشخصي جيمس بيكر. وكانت مصادر مقربة من الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك قد أشاعت وفق ما أذاعته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية نبأ مفاده أن إسبانيا ستحتضن في الأيام القريبة إجتماعا مخصصا للصحراء الغربية بحضور وزراء الشؤون الخارجية لإسبانيا و الجزائر والمغرب.