توقع وكلاء السفر وسياحة ومستثمرون ووسطاء في النقل والخدمات السياحية ان ينخفض عدد المسافرين السعوديين الى الخارج لقضاء اجازاتهم بنسبة 20 بالمائة هذا العام وذلك بسبب الظروف العالمية في البلاد التي كان الكثير من هؤلاء يرتادونها في السابق ومنها انتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) في الشرق الاقصى وكندا والموجه التي لم تهدا في اتهام العرب والمسلمين في امريكا وبعض دول اوروبا بالارهاب بالاضافة الى الخوف من وقوع عمليات ارهابية كما هو الحال فيما وقع مؤخرا في جزيرة بالى الاندونيسية. وتوقع هؤلاء ايضا ان يظل ما نسبته 65 الى 70% من السياح في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط ضمن هذه المناطق هذا العام بسبب ارتفاع مستوى الخدمات السياحية والترفيهية وتزايد مستوى الامن قياسا بمستوياته في دول اخرى كانت في السابق مثالا للاستقرار الامني ولكنها الآن تقع ضمن قائمة البلدان المضطربة أمنيا. واكد عدد من الوكلاء السياحيين ان هذه المرحلة هي من افضل المراحل التي يجب ان يتم استغلالها لاقناع المواطنين باهمية قضاء اجازاتهم في بلادهم خاصة مع تعدد المهرجانات السياحية وتوافر كافة الامكانات والمقومات للجذب السياحي في جو هو الاكثر امنا في العالم حيث يأمن السائح ومرتاد الاماكن السياحية وعائلته باجواء السياحة العائلية مع توافر كافة الامكانات الموجودة في ارقى المناطق السياحية والترفيهية في العالم، وشدد الوكلاء على ضرورة ربط دول مجلس التعاون سياحيا والتعاون والتنسيق بين مختلف القطاعات السياحية في مجلس التعاون لما فيه صالح الجميع. وتوقع عدد من المهتمين بالقطاع السياحي ان يكون هذا الموسم من افضل المواسم من ناحية الايرادات لكافة القطاعات السياحية والترفيهية ومكاتب السفر والنقل والشحن والاسكان والفندقة وكذلك المجمعات التجارية. واشار عدد من اصحاب المكاتب السياحية والمهتمين بشؤون السياحة بان تنشأ شركات سياحية ذات شمولية في العمل والاداء بحيث تكون لها فروع للسفر والسياحة وفروع للارشاد السياحي وفروع لمدن الترفيه والالعاب وغيرها. بعد جديد وقد اكد سمو الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله رئيس اللجنة السياحية بالمنطقة الشرقية ان السياحة بالمملكة عموما اخذت بعدا جديدا يتناسب مع الامكانيات الكبيرة والخصوصية التي تتمتع بها المملكة ولذلك فقد انتشرت المهرجانات السياحية في مختلف مناطق المملكة وتحظى بنجاح مستمر عاما بعد عام بفضل الدعم الكبير الذي تعطيه الدولة لهذا القطاع ثم بفضل العمل المخلص من قبل اصحاب السمو الملكي أمراء المناطق ورجال السياحة والمتخصصين فيها وكما هو الحال في المنطقة الشرقية التي يقف سمو أميرها وسمو نائبه بشكل مباشر لدعم هذا القطاع الحيوي الهام ليكون احد الروافد المهمة الداعمة لمختلف القطاعات الاقتصادية بالمملكة وهو ما يؤدي بالمحصلة لرفد الاقتصاد الوطني وتوفير السيولة.. وتوقع سموه ان يحقق المهرجان نجاحا مهما هذا العام كونه حظي باستعداد مبكر وكبير كما تم حشد اكبر عدد من فئات المجتمع وفعالياته لانجاحه. قلبت الموازين من جانبه يؤكد عبدالعزيز محمد التريكي رئيس اللجنة السياحية السابق بالمنطقة الشرقية ان وجهات الجمهور السياحية قد تغيرت هذا العام بفعل الاحداث العالمية المتلاحقة والتي قلبت الموازين في بعض البلدان التي كانت من اكثر البلدان جذبا للسياح وتحول الناس الى بلدان كانت تعتبر حتى وقت قريب مناطق غير جاذبة للسياح سواء من ناحية نقص الخدمات او عدم الاستقرار الأمني او شيء آخر. يضيف التريكي: ان مرض (سارس) شكل نكسة كبيرة لدول شرق آسيا تحديدا التي خسرت بفعل هذه الكارثة عشرات المليارات من الدولارات وخسرتهم موسما سياحيا - والكارثة لم تقتصر على البلاد التي انتشرت فيها عدوى المرض بل حتى البلاد القريبة منها حيث ان كثيرا من الناس يعتقدون ان احتمالات انتقال المرض الى تلك البلدان كبيرة كما ان هناك حالات قد تظهر في هذه البلاد ولا يتم الكشف عنها وتوقع التريكي ايضا ان تحقق البلدان العربية في شمال افريقيا خاصة مصر وتونس ايرادات كبيرة في مجال الجذب السياحي حيث حققت نسبة الحجوزات الى هذين البلدين ارتفاعا كبيرا بينما انخفضت نسبة الاقبال على المغرب بسبب التفجيرات الاخيرة وتعهد الجماعات التي نفذتها بتكرار التفجيرات في مناطق اخرى. وبالنسبة للمملكة اشار التريكي الى ان موسم هذا العام سيكون حافلا جدا في العديد من مناطق المملكة التي استعدت بمهرجاناتها السياحية منذ فترة طويلة خاصة بالنسبة لمناطق ومحافظات عسيروجدة والمنطقة الشرقية التي عملت على تفعيل كافة المدخلات والعناصر لانجاح المهرجانات التي تنظمها متوقعا ان يحقق مهرجان المنطقة الشرقية (غير جو) نجاحا جيدا في ظل تزايد رغبة السعوديين في قضاء اجازاتهم او معظمها داخل المملكة او في دول مجلس التعاون حيث تمثل المنطقة الشرقية بموقعها الاستراتيجي منطقة مرور سياحية للقادمين الى الشرق والغرب والشمال والجنوب حيث يقضي بعض هؤلاء جزءا من رحلاتهم السياحية بالمنطقة الشرقية. تزايد السياح ومن جانبه يؤكد سامي الحكير - مدير عام مجموعة عبدالمحسن الحكير واولاده للمشاريع الترفيهية والسياحية - ان الموسم السياحي بالمملكة هذا العام من المتوقع ان يكون ممتازا بفضل الاستعدادات الكبيرة له ومنذ فترة طويلة. ويضيف الحكير: ان من المتوقع ايضا ان تزداد اعداد السياح القادمين من الداخل والخارج اعتبارا من الاسبوع القادم وذلك بعد ظهور نتائج الثانوية خلال الاسبوع الماضي حيث يفضل الكثير من الناس اخذ اجازاتهم في الاسبوع الثاني او الثالث لعطلات المدارس. ويؤكد الحكير ان نجاح مهرجان المنطقة الشرقية متوقع بسبب الدعم اللامحدود من سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه للمهرجان وبسبب الحماس الكبير والمثابرة التي يتمتع بها سمو الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله رئيس اللجنة السياحية بالمنطقة الشرقية- كما ان المهرجانات الاخرى بالمملكة استعدت مبكرا للموسم السياحي لهذا العام - وبما انه كما يقال (رب ضارة نافعة) فانه ربما يكون للاحداث السائدة في العالم دور في تنشيط قطاعاتنا السياحية - ومن هذه الاحداث مرض سارز والعمليات الارهابية في بعض البلدان وكذلك المضايقات التي يتعرض لها العرب والمسلمون في امريكا وبعض البلاد الاوروبية. السياحة العربية ويتوقع حسن جاسم القلداري - مدير وكالة فؤاد للسفريات والسياحة والشحن - ان تؤدي الاحداث التي يمر بها العالم حاليا الى تزايد الاقبال على السياحة المحلية والعربية - مشيرا الى ان مهرجانات المملكة السياحية استفادت كثيرا من تجارب الدول الاخرى خاصة في البلدان القريبة ومن المتوقع ان يحرك الموسم السياحي جميع شركات الخدمات والفندقة والمجمعات التجارية وشركات الترفيه والسياحة. واشار القلداري الى ان الحجوزات الى امريكا وغرب اوروبا انخفضت بنسبة تفوق 50 بالمائة فيما زادت نسب التوجه الى شرق اوروبا وشمال افريقيا وجنوبها. ويؤكد القلداري اهمية التنسيق والتعاون بين مختلف البلدان العربية للاستفادة من موسم هذا العام بافضل ما يمكن واجتذاب السياح الخليجيين والعرب الى البلدان العربية على الاقل لإنجاح السياحة البينية. البقاء في المنطقة اما دليجان فهد الدليجان - مدير عام شركة سعد للسياحة والسفر - فيؤكد من جانبه ان من المتوقع ان يقضي اكثر من 45 بالمائة من الذين قضوا اجازاتهم في العام الماضي في امريكا والبلاد الاوروبية اجازاتهم هذا العام في منطقة الشرق الاوسط بسبب الاحداث العالمية - واكد ان سارس قلب الموازين في شرق آسيا التي كانت الوجهة المفضلة للكثير من السياح من جميع دول العالم - حيث قدرت خسائر القطاع السياحي في دول شرق آسيا باكثر من 25 مليار دولار ويتوقع ان تستمر الخسائر خلال الموسم الحالي في هذه البلاد مع تداعيات المرض بالرغم من الاعلان عن السيطرة على المرض في معظم هذه البلدان واعلانها مناطق خالية من الاصابات الجديدة. ويؤكد الدليجان ان المطلوب من البلدان العربية والمملكة على وجه الخصوص استغلال هذه الفترة افضل استغلال بتحسين الخدمات المقدمة للسياح والمصطافين الذين يزورون المملكة. المخاوف من السارس طردت السياح من شرق آسيا