تشهد مناطق المملكة حاليا تنافسا حادا بلغ ذروته لاستقطاب السياح والزوار للمهرجانات الصيفية. ففي المنطقة الشرقية انطلقت فعاليات مهرجانها الصيفي تحت شعار (صيف الشرقية..24غير جو) وتوقع رئيس الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية عبد الرحمن الراشد ان يستقطب المهرجان الصيفي لهذا العام نحو 5ر4مليون زائر من دول مجلس التعاون الخليجي واكثر من 800 الف زائر من داخل المملكة وان يحقق عائدات تقدر بحوالي 600مليون ريال. وأكد اهتمام الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية بتفعيل النشاط السياحي لزيادة مساهمته في دفع عجلة النمو للاقتصادي. من جهة أخرى انطلقت يوم 26 من شهر يونيو الماضي فعاليات مهرجان جدة 24 الذي يستمر اكثر من شهر يتخلله نحو 250 نشاطا ثقافيا وترفيهيا منوعا. وتوقع أمين اللجنة التنفيذية السياحية في محافظة جدة وائل عبد الله يماني ان يحقق المهرجان عوائد اقتصادية تصل الى اكثر من 2ر2مليار ريال مقارنة بحوالي 81 مليار ريال في العام الماضي. كما توقع ان يستقطب المهرجان في هذا العام ما يزيد على 5ر5 مليون زائر مقابل 5ر4 مليون زائر في العام الماضي غالبيتهم من المعتمرين والقادمين بقصد السياحة وزيارة الأهل والأصدقاء. وأوضح أن فعاليات المهرجان التي تتولاها شركة سعودية وعالمية متخصصة في مجالات السياحة والترفيه تشتمل على الالعاب النارية وعروض الصقور والاعلان الطائر والطائرات الشراعية اضافة الى تنظيم بطولة جدة الدولية الثالثة للقفز الحر وبطولات اخرى للرماية بالسهام وكرة القدم والكرة الطائرة الشاطئية. وفي المنطقة الجنوبية تعكف اللجنة المنظمة لمهرجان أبها السياحي على وضع اللمسات الاخيرة لانطلاقة مهرجانها السنوي (ملتقى أبها) الذي يقام سنويا في منتصف يوليو الحالي ويستمر شهرا كاملا في حله جديدة. وقال احد مسؤولي لجنة التنشيط السياحي بمنطقة عسير ان الملتقى سينفرد هذا العام بفعاليات جديدة ومتميزة تتواكب مع النقلة النوعية التي يشهدها قطاع السياحة الداخلية في المملكة وتثري المجالات الفكرية والثقافية والفنية والرياضية والاعلامية محليا وخليجيا وعربيا. وتوقع ان يحقق ملتقى ابها ايرادات اقتصادية تفوق عوائده في العام الماضي التي تقدر بنحو 2ملياري ريال وزيادة في مبيعاته تزيد على 500 مليون ريال. وتتواصل في مدينة مكةالمكرمة فعاليات مهرجان مكة خير24 الذي يعد أول مهرجان سياحي وتسويقي لهذه المنطقة المتميزة بطابعها الديني لاحتضانها المسجد الحرام. ويشهد معظم المناطق والمدن السعودية حاليا ارتفاعا لوتيرة الحملات الترويجية لمهرجانات صيف عام 2003 التي تبلغ ذروتها مطلع يوليو بالتزامن مع بدء الاجازة الصيفية للمدارس. وتتوقع الاوساط السياحية أن تستقطب المهرجانات هذا العام اعدادا كبيرة من الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها بسبب ظهور مرض الالتهاب الرئوي اللانمطى (سارس) في بعض الدول المعروفة بالجذب السياحي ولعدم رغبة الكثيرين في السفر الى الخارج خوفا من التعرض لمضايقات ترتبط بتداعيات الاعمال الارهابية. وتشير دراسة سياحية حديثة الى ان المنطقة الغربية احتلت المركز الاول بين المناطق من حيث العدد السنوي للسياح الذين بلغ عددهم حوالي 6ر8 مليون سائح من الداخل و6ر3 مليون سائح من الخارج تليها المنطقة الشرقية في المركز الثاني بعدد 8ر1مليون سائح سنويا غالبيتهم من دول الخليج. ووفقا للدراسة الصادرة عن الهيئة العامة للاستثمار احتلت المنطقة الجنوبية المركز الثاني في جذب السائحين من الداخل بعدد تجاوز ال 3ر2مليون سائح سنويا متوقعة ارتفاع عدد السياح من خارج المملكة إلى 11مليون سائح خلال ال 20 سنة القادمة يساهمون في ضخ 22 مليار ريال في الاقتصاد السعودي. وقدرت الهيئة العليا للسياحة حجم الانفاق على السياحة في العام الماضي بنحو 24ر35 مليار ريال فيما قدرت اجمالي انفاق السياح السعوديين والاجانب في المملكة خلال عام 2001 بأكثر من تسعة ملايين دولار. واشارت الى ان قطاع السياحة ساهم في عام 2001بنسبة 4ر5 بالمائة من اجمالي الناتج الداخلي أي ما يعادل 6ر9مليار دولار محتلا بذلك المركز الثالث من ناحية الاهمية بعد قطاعي النفط والصناعة. وتنفذ المملكة حاليا مشروعا وطنيا لتنمية السياحة الداخلية لاستقطاب نحو 40مليار ريال ينفقها السعوديون في السياحة الخارجية سنويا فيما يقدر حجم الانفاق السنوي على السياحة الداخلية بنحو 10مليارات ريال. ويتكون المشروع من ثلاث مراحل هي مرحلة الاستراتيجية العامة للعشرين سنة القادمة التي تستهدف استقطاب اكثر من 20 مليون سائح سنويا ومرحلة الخطط التنفيذية للسنوات الخمس القادمة وتركز المرحلة الثالثة والاخيرة على تنمية السياحة في المناطق.