يرى الكثير من المتابعين والنقاد ان المواقع الثقافية في الانترنت لا تقدم اي وعي بل ان ما يوجد بها مجرد مقالات عادية وحضور الاسماء لا تفيد المتلقي. في كثير من الاحيان. بل يعمد البعض الى اتهام اصحاب تلك المواقع بتلميع اسماء معينة على حساب اخرى، وخاصة وان اصحاب تلك المواقع لا تلتزم بدفع حقوق مادية او معنوية للكتاب والنقاد بل ان موادهم ونتاجهم الادبي والفكري معرض للسلب النهب من المتسلقين. ويظل السؤال الذي يطرح نفسه هل هذه المواقع المعنية بالادب والثقافة تقدم وعيا جادا وتفيد المتلقي والمتصفح ام انها غثاء. يرى القاص عبدالحفيظ الشمري ان ما طرأ على الساحة الثقافية او المشهد الثقافي من تحول في تقنية المعلومة لا يعد كونه تجربة في مجال خدمة رسالة الادب الا ان هذه التجربة مازالت في طور النمو. لان ما نراه من طرح عبر الانترنت مازال بحاجة للكثير من العناصر الفاعلة التي تكفل للكاتب حقوقه المعنوية والمادية، فكيف نتعامل مع كاتب او مفكر له شهرته في عالم الفكر والثقافة اذا كتب مقالا او دراسة على الانترنت هل سنضمن له حقوقه المعنوية والادبية. ويرى الشمري ان جميع التجارب التي تكتب في النت غير ذات جدوى، بينما نجد ان السياق العلمي للمادة الادبية حتى الان لا يعتبر بما يقدم او يكتب بالصحافة والمجلات الاسبوعية او الشهرية بمعنى ان البحث العلمي لا يعتد برأيه عندما يكون المرجع صحيفة او مجلة فكيف بالنت وهو الوسيلة التي تخترق كل جدار ولا تعير اهمية لاي مصدر؟ مؤكدا على ضرورة ان يكون الطرح الادبي او الابداعي مدروسا من اجل تقديمه بصورة تحفظ الحقوق وتقدم للقارئ كاتبا متميزا يلتزم بالكتابة ولا ضراوة ان نجد من يعمل في هذه المواقع بمناقشة هذه الفكرة لان صاحب الزاوية او الكاتب لابد ان يضمن حقوقه، ايضا، الانترنت غير منظم ويجب ان تحفظ حقوق الكاتب، وتستقطب كتاب كبار الى تلك المواقع ونكشف ان هناك سلسلة من المكابدات التي يواجهها هؤلاء. ويعتقد الكاتب الصحفي فهد الشريف اننا لا نستطيع اعطاء حكم شامل حول تلك المواقع الثقافية وفيما اذا كانت بمستوى واحد من الجدية وجودة الطرح في الخدمة الثقافية، غير ان المواقع التي تكون عادة لمؤسسات او مستقلة خاصة بالشعر او القصة او منتديات فكرية لاشك ان لها قبولا ودورا هاما جدا في تفعيل المشهد الثقافي ورصده بما يمكن ان يحقق له منجزا ادبيا او فكريا مهما، لكن لا نستطيع ان نصمم القول انه في نفس المستوى الكبير المطلوب فهناك من وضع له موقعا ثقافيا لا يعكس صورته، فبعض الادباء ليس له حضور ممير بل قد يكون في بداياته الادبية ويقوم بتأسيس موقع له والكثير من المواقع الثقافة تفيد الصحافة كثيرا كونها تمدها بالمادة الخبرية وقدمت وعيا جادا ومادة قوية. فكيف لنا ان نميز بين المواقع الجيدة في هذه الحال لعل الانسان يحتاج الى بصيرة وفحص حتى يتمكن من الحكم على هذه المواقع، مؤكدا ان الكثير من المواقع الثقافية خاصة تلك التي لها طابع اخباري تفيد الصحافة كثيرا كونها تمدها بالمادة الخبرية وتقدم وعيا جادا ومادة تستحق القراءة. ويرى الكثير من الادباء والكتاب ان المواقع الثقافية فيها الغث والسمين سواء من ناحية الاطروحات ومستوى التجارب او العطاءات. ذلك ان بعضها خال من كل ما ذكر حيث انها مجرد صفحات استعراضية او البوم ذكريات لادباء وكتاب لم يبلغوا الحلم بعد من الناحية الثقافية. ويرى البعض ان مشكلة الانترنت تتيح لكل من يريد ان يضع اسمه على اي صفحة يشاء، ففي البداية كانت هناك المشكلة المادية لكنها مع مرور السنوات حلت هذه المشكلة وبات في مقدور كل اديب ان يضع سيرته ونتاجه بالمجان فهناك الكثير من المواقع تستضيف الكاتب بالمجان! وفي ظل هذا التراكم والذي قد يسميه البعض ركاما هل استطعنا تحقيق ما نصبو اليه، وهل قدمت هذه المواقع وعيا ما للمتلقي وهل ثمة تراكم ثقافي مقابل التراكم الابداعي؟. الجواب بالتأكيد موجود بين الزحام وعلى صفحات الانترنت وفي عقل المتلقي!