شيعت أمس جنازة الأم التي توفيت وهي تنقذ ابنها من الغرق وسط أجواء يملؤها الحزن حيث شاء الله ان تكون وفاتها في المنطقة الشرقية وبعد أسبوع من قدومها من جنوب المملكة هي وأفراد اسرتها لزيارة اقربائها والتنزه على شواطىء الخليج العربي.(اليوم) نقلت واجب العزاء والتقت بأسرة الفقيدة مسفرة القرني والتقت بوالدها الذي جاء الى الشرقية بعد تلقي خبر وفاتها لتلقي العزاء.ويقول الشيخ منقاش القرني (مزارع): تلقيت خبر وفاة ابنتي غرقا في البحر ولم يكن أمامي إلا الإيمان بالقضاء والقدر بالرغم من الصدمة وهي (الرابعة) من بين اخوانها واخواتها الذين يبلغ عددهم (عشرة).واضاف العم منقاش ان والدتها انهارت عندما تقلت الخبر ونقلت على اثره الى المستشفى من آثار الصدمة. قصة الحادث كما التقت (اليوم) مع زوجها محمد حويش الحارثي وقال: نحن قدمنا الى المنطقة الشرقية لزيارة الأقارب والتمتع بالاجازة حيث اني اعمل في القوات المسلحة برتبة رقيب وعندما كنا نتنزه على شاطىء نصف القمر قام اثنان من ابنائنا وهما احمد وعائض بالنزول الى البحر ولكن رأت الام ان ابنيها تأخرا في البحر فذهبت لاحضارهما وحثهما على الخروج من الماء وشاهدت أحد ابنائها يفقد السيطرة على توازنه في الماء فنزلت الى البحر لانقاذه وطلبت مني مساعدتها. وبالفعل ذهبت لكي انقذ الأولاد من الغرق وهذا فعلا ما تم حيث قمت بانقاذ عائض ولكن عندما وصلت الى الساحل وجدت زوجتي وابني احمد ما زالا في الماء وكان رجل يقف على الشاطىء عرض عليّ المساعدة وأخبرني بأنه سوف يقوم بانقاذ الطفل وانا سوف أقوم بانقاذ الأم والحقيقة أنني أنا لا أعرف السباحة وكنت أعاني ضيق التنفس ولم استطع انقاذها والحقيقة اشيد بما قام به الاخ ناصر الراجح الذي عرفت اسمه فيما بعد حيث قام بالعمل البطولي والذي ضحى بنفسه في سبيل انقاذ ابني احمد من الغرق. حرس الحدود وحول ما قام به حرس الحدود قال الحارثي ان حرس الحدود لم يقم بعمله على الوجه المطلوب منه حيث مرت علينا أربعة زوارق وكنا نلوح لها بملابسنا لانقاذنا وأنا في خطر ولكن لم يشاهدونا على ما يبدو.. وبقينا نعاني حالة الغرق كما انه تم ابلاغهم في الساعة الواحدة ظهرا ولكن لم تأتنا وحدة الانقاذ إلا في الساعة الثانية. ولم أعلم بموت زوجتي إلا من حرس الحدود.. واضاف الحارثي: انا عسكري واعرف ما هو المطلوب من العسكري وبالذات رجال حرس الحدود من المفروض ان يكونوا متواجدين على السواحل لتقديم خدماتهم فيما لو حدث شيء من هذا القبيل. وعن الحادث قال الحارثي: كنت أعلم ان البحر غدار ولكن لم اعرف انه بهذه الوحشية حيث اخذ مني زوجتي وشريكة حياتي وأم أولادي وكاد يأخذ أحمد وعائض ولكن مشيئة الله فوق كل شيء. واخذ أيضا رجلا شهما بطلا قدم نفسه لانقاذ ابني. وزاد بقوله: وعدت نفسي بألا أقوم بالنزول الى البحر انا وأولادي ما دمت حيا. سيرة ذاتية للمتوفاة مسفرة منقاش القرني. متزوجة ولها خمسة من الأبناء والبنات. التعليم ابتدائي. كانت أما مثالية ويكفيها انها قدمت حياتها لانقاذ ابنها من الغرق. سيرة بطل ناصر عبدالله الراجح توفي غرقا وهو ينقذ أحمد محمد الحارثي في شاطىء نصف القمر. ناصر عمره 48 سنة يعمل في القوات المسلحة بالخرج مدني في قسم الكمبيوتر. سبق ان تزوج من زوجتين وطلقهما وله ولدان. (ساكن بالإيجار وعليه ديون). قام بعمل بطولي دفع حياته ثمنا له. (اليوم) التقت مع احد اخوانه وهو صالح عبدالله الراجح الذي قال ان: أخي كان يقوم بزيارة للشرقية للتنزه حيث يتمتع باجازته السنوية. وافاه القدر وأسأل الله ان يكون مثواه الجنة وهو يقوم بانقاذ احد الأطفال الذي كاد يموت غرقا ولكن أراد الله ان يكون هو المن قذ المتوفى. وقال صالح الراجح ان أخي عندما انتشلت جثته من البحر وجد الطفل (احمد الحارثي) فوق ظهره مما كان سببا في نجاته من الغرق. شقيق (الراجح) يتحدث للمحرر محمد حويش الحارثي - منقاش القرني