حال الفن العربي سواء مسرحيا او سينمائيا او تليفزيونيا.. هي الشغل الشاغل للقائمين على العمل الفني العربي. سواء من المملكة او مصر او الامارات او تونس او غيرها من الدول العربية المهتمة بالوحدة الفكرية الفنية العربية في مواجهة السيطرة الغربية على اوجه الفن المختلفة، فالمواجهة تتطلب النهوض بالمستوى التقني والفني لاشباع رغبة المشاهد العربي الذي يتجه لمتابعة الانتاج الغربي بسببها. "اليوم" التقت مع الفنان التونسي المسرحي الكبير عبد العزيز المحرزي رئيس اتحاد الممثلين التونسيين نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب في محاولة للتعرف منه على رؤيته للدراما والدراما السعودية وسبل مواجهة الغزو والسيطرة الاوروبية على الفن وما يجب على الفنانين العرب فعله خلال هذه المواجهة والتعرف منه على حال المسرح العربي وحال السينما التونسية التي تنتج من 3 - 4 افلام سنوياً.. وكان هذا الحوار: الدراما السعودية والعربية @ ما رؤيتك للدراما السعودية؟ * في بعض الاوقات تابعت بعض اعمال اشقائنا السعوديين وكنت اتمنى ان يكون انتاجهم اكثف مما هو عليه الآن لانهم يمتلكون طاقات واعدة ومتميزة، وايضاً مبدعين وقد التقيت ببعضهم في مهرجان المسرح العربي بالجزائز عام 88.. ويا حبذا لو ان الدراما السعودية والمسرح أكثرت من الانتاج وحاولت الوصول للعالم العربي اكثر فالبلاد العربية تزخر بالطاقات والمواهب فمن واجب المبدعين السعوديين والاماراتيين وغيرهم ان يدعموا الحركة الفنية لحفز الهمم لاثبات الهوية العربية الاسلامية. @ وماذا عن الدراما العربية؟ * اصبحت تشهد انتعاشة كبيرة فهي تقدمت كثيراً واخذ المشاهد العربي يقبل عليها، وبكل صدق تجارب جيدة قامت بها دول لا تمتلك آليات الانتاج مثل تونس وسوريا ولبنان، فهناك تحسن في الانتاج كماً وكيفاً. @ وأي الدول العربية اكثر انتاجاً؟ * مصر طبعا، وهذا اعتماداً على عراقتها في الانتاج كما ان لديها الكثير والكثير من المؤسسات الخاصة انتاجياً، وهذا لا يتوافر لدول اخرى، بجانب ان الفنانين المصريين محبوبون في كل دول العالم بجانب غيرهم من الفنانين العرب. @ وما الدور المنوط باتحاد الفنانين التونسيين الذي ترأسه؟ * يجمع كل الممثلين المحترفين في فن الدراما، ولدينا جمعية تقترح على الدولة مجموعة من القوانين والامور التي تهم مهنة الدراما، وكذلك تحمي حقوق الممثلين مع المنتجين، وتسعى لتنظيم دورات حتى يواكب المبدع التونسي حركة الفن عموماً في العالم وحركة المسرح خصوصاً كما تساعد أي مسرحي على انجاز اعماله وازالة العقبات التي تعترضه اثناء قيامه بعمله. والوضع الحالي في تونس لم تعد توجد مشاكل متعلقة بالتغطية الاجتماعية في المسرح والتليفزيون. @ الانتاج الدرامي التونسي قليل.. لماذا؟ * لاننا ليس لدينا شركات انتاج خاصة، فالدولة وحدها لا يمكنها ان تنتج ورغم وجود مجالات استثمار ثقافية الا ا ن المنتج يخشى على ماله لو استثمر في الدراما لاننا في مرحلة التأسيس، فنحن نحتاج لارضية وبالتالي نتمكن من اقناع المنتج بجدوى الانتاج الدرامي، ورغم هذا نبيع انتاجنا في الدول العربية. @ وما انطباعك عن كتاب الدراما العرب ؟ * بالطبع هناك من يجيدون الكتابة وعلى مستوى فني عال جداً، لكن يلاحظ غالباً تشابهاً كبيراً في الموضوعات التي يتناولونها فلابد ان يوظفوا الدراما لصالح موضوعات جديدة وبالطبع هناك استثناءات فهناك كتاب مجددون في اعمالهم. نجوم @ من تتابع من صناع الدراما؟ * علي اللواتي، عبد القادر بالحاد ناصر، عز الدين المدني وعمر بن سالم. هؤلاء ابرز دراميي تونس. ومن مصر الكاتب محفوظ عبدالرحمن واسامة انور عكاشة وغيرهما ممن لا تسعفني الذاكرة لذكرهم. @ وما لون الاعمال التي يقبل عليها الجمهور التونسي؟ * الاعمال ذات القيمة وهم يقبلون في السينما على الكوميديا أكثر وفي التليفزيون يقبلون على الدراما. @ ومن تتابع من نجوم التمثيل؟ * منى نور الدين، وجيه الجندوبي، كمال التواني، يحيى الفخراني ونور الشريف ويوسف شعبان وفردوس عبد الحميد ويسرا ومحمود عبد العزيز ومجموعة كبيرة من نجوم العرب. السينما المصرية @ وما رأيك في حال السينما المصرية؟ * بها افلام جميلة متميزة، وككل البلدان العربية بها افلام باهتة وعادية، والشيء الذي اكد الازمة في مصر.. هو السيناريو فلابد من تجديد الموضوعات، والشكل الفني للشريط طريقة ابلاغ الخطاب فالمتلقي في حاجة لصورة جديدة فالموضوعات متشابهة وكسل فكري للكتاب في تناول موضوعات بلا وعي، فيمكن الاتجاه لموضوعات جادة وتكون مربحة ايضاً. مسرح @ أين المسرح العربي من المنافسة عالمياً؟ * واقعه متميز فانتاج المسرح في اغلب الاقطار العربية جيد كما قدمت تجارب على مسارح الغرب وشاركت في مهرجانات كبرى ونالت جوائز وصفق لها الجمهور ورحبت بها الصحافة فهذا مؤشر جيد سيمكن المسرح العربي من فرض نفسه. @ وما تفسيرك لاختلاف الرؤى في التناول المسرحي العربي؟ * الاختلاف نابع من السياسة طبعاً، فكل واحد منا يتطرق لنفس الموضوع ولكن من منظور ذاتي ومصلحي. لذا فقد حان الوقت للتخلي عن هذه الاشكاليات، ننظر لعالمنا العربي من منظور آخر لنتمكن من مجابهة ما سيأتينا من محاولات لطمس الهوية العربية وفسخ ومسخ التاريخ العربي الاسلامي، ولم يعد هناك منفذ آخر لمجابهة الكوارث التي تنتظرنا من جهات اخرى. @ وماذا عن المؤتمر الاقلميي للعاملين في السينما العربية الذي اقيم بالقاهرة مؤخراً وشاركت فيه بحضور ملموس؟ * مصر تجمع العرب دائما في التظاهرات الهامة والفرصة سمحت لنا في هذا الوقت كفنانين عرب ورؤساء اتحادات فنية بالتجمع على ارضها لوضع صيغة هامة في مرحلة حاسمة للنهوض بالقطاع السينمائي الذي تقهقر مؤخراً، والمؤتمر تناول كافة اوجه الابداع السينمائي، والاجمل من هذا هو خروجنا بعدد كبير من التوصيات التي لو فعلت، ستزدهر الحركة السينمائية العربية ونتمنى ان تكون هناك مؤتمرات منبثقة عن هذا المؤتمر تستضيفها دولة عربية في كل دورة وتقام كل عامين ولا شك في ان المؤتمر حقق الكثير مما كان مرجواً منه ويكفينا اجتماعنا كاخوة عرب في مرحلة صعبة جداً.