الكراهية التي تكنها جماعات المقاومة العراقية نحو قوات الاحتلال الامريكي صارت أمرا محسوسا بصورة أكثر عنفا عن ذي قبل. فبعد مرور شهرين على سقوط نظام الرئيس صدام حسين واعلان الولاياتالمتحدة تحولها الى سلطة احتلال بعد ان دخلت كقوة تحرير تزايدت الكمائن التي أودت بحياة الكثير من الجنود الامريكيين بل وبحياة عدد أكبر من العراقيين وقضت مضاجع قوات الاحتلال الامريكي. فطبقا لما أعلنته القيادة المركزية للقوات الامريكية لقي اكثر من مائة عراقي حتفهم في اشتباك يوم الجمعة بين إحدى الدوريات الامريكية وبين مجموعة من القوات العراقية غير النظامية المسلحة بقذائف (آر.بي.جيه). وعلى الرغم من هذا فإن القيادة العسكرية الامريكية تحت إمرة ديفيد ماكيرن لا ترى حاجة إلى إحداث تغيير في التكتيكات حتى عقب إسقاط إحدى الطائرات الهليكوبتر الهجومية الامريكية يوم الخميس. ويقول ماكيرنان أن الاستراتيجية العسكرية الامريكية تقوم على إثارة جيوب المقاومة ودفعها إلى الخروج من مكمنها ثم سحقها بقوة هائلة. لكن الامر مختلف بالنسبة للجنود الامريكيين الذين يتصببون عرقا وهم يرتدو ن خوذاتهم وستراتهم الواقية من الرصاص مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 47 درجة مئوية، في الوقت الذي يتحرك فيه العراقيون بحرية وسط بيئتهم التي ألفوها. بل إن ماكيرنان نفسه، الذي كان مكلفا بقيادة القوات البرية في العراق، يعترف بأن العراقيين أصبحوا يحسنون تدبير هجماتهم والتخطيط لها. ويعقب الخبراء الامنيون الغربيون بقولهم إن عدد الهجمات ارتفع خلال الاسبوعين الماضيين من أربع هجمات يوميا ليصبح ستة وعشرين هجوما مؤخرا. من جهة اخرى قال الميجور دانيال بيرنت من الفيلق الثالث الاميركي ان العملية العسكرية التي اطلق عليها بيننسولا (شبه الجزيرة) والتي بدأها الجيش الاميركي الاحد في المناطق ذات الغالبية السنية في شمال وغرب بغداد ستتواصل من اجل ضمان الامن لكافة جنودنا. واضاف الضابط الذي يتولى ادارة العمليات في شمال شرق بغداد والذي يتخذ من قاعدة ديالى على بعد 60 كلم من العاصمة مقرا ان هدف عمليتنا يتمثل في الوقاية من عمليات الاستنزاف التي نتعرض اليها من الفصائل المعادية. وتكثفت الاشتباكات المسلحة في الايام الاخيرة بين القوات الاميركية ومجموعات صغيرة من العراقيين تقول القوات الاميركية ان بعضها على علاقة بعناصر النظام السابق وقد أعلن أحد أعضاء حزب البعث، الذي أصبح محظورا حاليا، في منتصف شهر أيار/مايو سننتظر قليلا حتى يأتي الصيف حيث المناخ موات بحرارته الشديدة وعندئذ سنشن حرب عصابات تنهك الامريكيين. وكلما ازداد عدد الجنود الامريكيين الذين يقومون بدوريات أو يشاركون في ما يسمونه إعادة إعمار البلاد أصبحوا، على ما يبدو، معرضين للمخاطر بصورة أكبر مثلما تعرض أحدهم مؤخرا للقتل على يد مهاجمين مسلحين بصواريخ (آر.بي.جيه) وأصيب آخر في موقع لجمع القمامة. وبلغ عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا في العراق منذ الغزو 180 جنديا. وتعتقد القوات المسلحة الامريكية أن من ينظم تلك الهجمات إنما هي جماعات صغيرة لا تنتظمها قيادة مركزية بل تنظم على الصعيد المحلي. وأضاف ماكيرنان أن الامريكيين شهدوا أعدادا متزايدة من الهجمات المتقدمة على قوات التحالف من حيث التخطيط والتنفيذ.