قال باحث صيني بارز أمس الخميس ان الصين حصلت على نتائج طيبة من اختبار ممكن لمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) والذي يستخدم الاجسام المضادة في تشخيص المرض. وقال تشونج نانشان رئيس معهد جوانجدونج لبحوث امراض التنفس ان هذا الاختبار يبحث عن جسم مضاد يعرف اختصارا بأنه اي.جي.جي يفرزه الجسم ردا على الفيروس المسبب لسارس. وحتى الآن ظلت اختبارات سارس قاصرة على العثور على دلائل للمرض مثل زيادة خلايا الدم البيضاء وتلف الرئتين. ويحاول الباحثون على مستوى العالم التوصل إلى اختبارات تجريبية لاكتشاف الفيروس ولكن بعض الاختبارات التي تم التوصل إليها لم تتعرف على الفيروس في المراحل الأولى من الإصابة. وقال تشونج ان الاختبارات التي تجرى لاكتشاف وجود الجسم المضاد اي.جي.جي كمؤشر لوجود سارس تجرى حاليا في الصين وهونج كونج وتايوان. ولكن الصين كانت أول من يتم هذه التجارب. وتابع تشونج أن كل حالات الاصابة المؤكدة بسارس البالغ عدها 73 أثبتت الاختبارات وجود الجسم المضاد لديها. وعندما أجرى الباحثون ايضا اختبارات على نحو 1022 من العاملين الاصحاء في المجال الطبي ظهر الجسم المضاد لدى 2ر2 في المائة فقط منهم. وصرح تشونج للصحفيين الأجانب خلال لقاء صحفي في اقليم جوانجدونج بجنوب الصين الذي ظهر فيه الفيروس أول مرة أنا مقتنع بأنه بعد تجربتنا فإننا نعتقد أن نوع الجسم المضاد مفيد للغاية للتفرقة بين هذا المرض وأمراض أخرى. وقال مسؤولو صحة في الاقليم ان 1511 أصيبوا بالمرض في جوانجدونج توفي منهم 68 مريضا. وتعرضت الصين لانتقادات دولية في المراحل الاولى من انتشار المرض لعدم اعلانها عن بيانات خاصة بحجم انتشار سارس. وفي وقت لاحق أذعنت للمطالب واعلنت عن الاحصاءات الرسمية ولكن مسؤولي الصحة الدوليين يتشككون في انخفاض عدد حالات الاصابة التي كان يعلن عنها في الاونة الاخيرة. وقال تشونج ان عدم وجود اختبار يعتمد عليه كانت نتيجته وصف الكثير من الحالات بأنها سارس في حين أنها ليست كذلك خاصة عقب تفشي المرض في أواخر العام الماضي. وأرجع الانخفاض السريع في حالات الاصابة إلى أساليب التشخيص مشيرا إلى أن الكثير من الحالات التي كانت يعتقد خطأ أنها سارس لم تعد حالات اصابة. ومضى تشونج يقول ان تجارب اخرى اظهرت ان المصابين بسارس لا ينقلون المرض في الاغلب عندما يتم شفاؤهم. وكان بعض الباحثين يخشون من احتمال نشر المرضى السابقين للمرض حتى بعد الاعلان عن شفائهم. وفي هذه الاختبارات راقب الباحثون 59 من المرضى الذي تم شفاؤهم لمدة ثلاثة اشهر في المتوسط لكل منهم بعد خروجهم من المستشفيات. وكانت هذه المجموعة تختلط بشكل وثيق مع 271 فردا وبشكل غير مباشر مع 984 اخرين. وذكر تشونج ان من بين هذا العدد أصيب اثنان بحمى بعد فترة ثلاثة اشهر ولكن اتضح عدم اصابتهما بسارس. وأردف قائلا أنا واثق تماما من أن هؤلاء المرضى الذين عانوا من سارس وخرجوا من المستشفيات لا ينقلون العدوى.