عتمدت الإدارة الأمريكية بعد الأزمة الدبلوماسية بسبب الحرب في العراق نهجا يقضي بالتماس العذر للروس وتجاهل الالمان ومعاقبة الفرنسيين. وإن صح هذا فسيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده الذي يأمل في مصافحة حارة من الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في قمة مجموعة الثماني التي ستبدأ في أول يونيو في إيفيان بفرنسا. وتقول كل المؤشرات في واشنطن إن بوش يريد وقتا أكبر قبل المصالحة مع البلدان التي لا حظوة لها وإن كانت تأمل في أن تكون لها حظوة. وبعد انتهاء الحرب العراقية فإن المحافظين المقربين من بوش يشعرون بأنهم أخذوا بالرأي الافضل أخلاقيا. مشيرين في ذلك إلى زوال الحاكم المستبد وقصر الحرب وقلة عدد ضحاياها، وكذلك لم تتحقق حتى الآن المخاوف من أن تزعزع الحرب الاستقرار في الشرق الاوسط. ويرون أن الحرب نجحت في جعل العالم مكانا أكثر أمنا وهو في إنجاز باعتقادهم جدير بالتقدير، ويتساءلون عن سبب عدم تقدير الأوروبيين له. وكان رئيس وزراء ولاية هيس الالمانية رولاند كوش قد سئل بعد لقاء مفاجي مع بوش في البيت الابيض عما أخبره به بوش. فنقل عن الرئيس قوله لماذا لا تتفهمون أننا أنهينا على ديكتاتور؟ لماذا لا تعترفون بأننا نجحنا إلى حد كبير في إنقاذ السكان المدنيين؟ . لكن إذا أخذنا الامور على ظواهرها فستبدو تصريحات مستشاري بوش أكثر ميلا للتصالح. تقول كوندوليزا رايس مستشارة بوش للامن القومي من المهم أن نعترف أننا مررنا بفترة صعبة لكن ذلك بات وراء ظهورنا الآن. نحن الآن في عملية تقوم بها الاممالمتحدة. يجب أن تستهدف مساعدة الشعب العراقي. هذا كل ما يجب أن نقلق بشأنه. لكن ليست هذه رغبة في الاهتمام بدرجة أكبر بآراء البلدان الاخرى. إذ الاممالمتحدة لم تدع مجالا لشك في تصدرها للزعامة. وبكلمات بوش إما أن تكونوا معنا وإما أن تكونوا ضدنا. وبشكل ما بدا هذا الموقف في تصريح لوزير الخارجية كولين باول قال فيه إنه لابد لفرنسا من تحمل عواقب موقفها. وكان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد أكثر وضوحا حينما وصف الحلفاء التقليديين بأوروبا القديمة ، وهو وصف اعتبر إشارة إلى أن الولاياتالمتحدة تبحث إمكانية إيجاد حلفاء مستقبليين في أوروبا الجديدة فيما وراء ألمانيا. أما فيما يتعلق بألمانيا فإن المراقبين يرون أنه لا يكاد توجد فرصة للمصا لحة التامة بين واشنطن وبرلين ما دام بوش والمستشار جيرهارد شرودر في السلطة في نفس الوقت. ونجد ما يشير إلى ذلك في تصريح لباول قال فيه إن من المحتمل ألا يكون هناك وقت لاجتماع مباشر بين الزعيمين خلال قمة مجموعة الثماني.