ظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "بوليس" لاستطلاعات الرأي أن ثلثي الالمان يشعرون بأن الرئيس الامريكي جورج بوش يظهر استياء مبالغا فيه تجاه المستشار جيرهارد شرويدر بسبب سياسة حكومة برلين الحازمة والمناهضة للزج بقوات ألمانية في حرب تقودها الولاياتالمتحدة ضد العراق. كما أظهر استطلاع معهد بوليس الالماني والذي أجرته بالنيابة عنه وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) أن 68 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن بوش يبالغ في رفضه عقد اجتماع شخصي مع شرويدر وبسبب المسألة العراقية. وأشار الاستطلاع إلى تأييد 19 في المئة فقط من الالمان لموقف بوش المتشدد بينما لم يحسم 11 في المئة رأيهم. في الوقت نفسه، قال 62 في المئة من العينة التي تم استطلاعها إنهم لا يعتقدون أن موقف ألمانيا سيتأثر عالميا بسبب تباين سياستها مع سياسة واشنطن تجاه العراق، وذلك مقابل 26 في المئة أعربوا عن اعتقادهم بأن سياسة برلين في هذا الصدد عاني من اثار سلبية. كما أظهر الاستطلاع تباينا في الاتجاهات عندما طرحت الاسئلة على فئات عمر مختلفة. وبينما أعرب 34 في المئة من الالمان تحت سن 34 عاما عن خشيتهم من أن تفقد ألمانيا تأثيرها ونفوذها السياسي بسبب خلافها مع واشنطن أعرب 21 في المئة فقط من المستطلعين بالفئة العمرية من 34 حتى 54عاما عن نفس المخاوف أيضا. وشملت استطلاع معهد بوليس عينة من ألف و26 شخصا في سن 14 عاما ضمن هذا المسح الذي تم إجراؤه يومي29 و30 من أكتوبر الماضي. وتنشر نتائج الاستطلاع في وقت مازال فيه الطرفان الامريكي والالماني يحاولان رأب الصدع بينهما. وكان وزير الخارجية الالمانية يوشكا فيشر قد اجتمع مع نظيره الامريكي كولين باول في واشنطن في30 أكتوبرالماضي بينما من المقرر أن يقوم وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك بزيارة لواشنطن في العاشر من الشهر الحالي حيث يجتمع مع نظيره الامريكي دونالد رامسفيلد. وثمة اعتقاد على نطاق واسع بأن شرويدر الذي أعيد انتخابه لفترة ثانية في منصبه عندما فاز بأغلبية ضئيلة في الانتخابات العامة التي شهدتها ألمانيا في 22 سبتمبر الماضي قد فاز بأصوات حاسمة في تلك الانتخابات بسبب رفضه القاطع لمشاركة قوات ألمانية في أي عمل عسكري أمريكي محتمل ضد العراق.