ذكرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الامريكية امس ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تراجعتا عن نيتهما تشكيل حكومة مؤقتة فى العراق وقررتا الابقاء على سيطرتها المباشرة الى اجل غير محدد. وابلغ بول بريمر المسؤول الامريكى عن اعادة اعمار العراق اجتماعا للزعماء العراقيين العائدين من المنفى عقد مساء السبت بأن قوات التحالف ستشرف على سلطة عراقية انتقالية بدلا من حكومة مؤقتة0 ويمكن ان تتولى تلك السلطة الانتقالية مهام مثل تقديم صياغة دستور جديد وتجديد النظام التربوى وخلق نظام انتخابى يتيح اجراء انتخابات حرة ينبثق عنها مجلس نواب واسع التمثيل. وكان بريمر قد اصدر قرارا منع بموجبه نحو ثلاثين الفا من اعضاء حزب البعث من تولي اى منصب عام. وتتعارض هذه الانباء مع تصريحات لرئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين وزير الخارجية العراقي الاسبق عدنان الباجه جي ومعظم قادة تنظيمات المعارضة العراقية بان الوجود الاميركي في العراق مؤقت ولن تكون هناك حاجة له حال قيام الحكومة العراقية الموقتة. ونقلت صحيفة (الوطن) الصادرة عن الحركة الوطنية العراقية عن الباجه جي قوله ان الوجود الاميركي مؤقت وهذا يعيه الاميركيون ايضا، فلا حاجة لوجود اميركي دائم وعندما تتوافر الامكانات لتكوين حكومة انتقالية فلا مبرر له. واضاف قد يكون اعتقادهم ان بقاءهم في العراق سوف يجعلهم يعثرون على اسلحة الدمار الشامل ولذلك فانهم سيستمرون في البحث عن ذلك وهذا الامر لا يتعلق بنا وانما هو بيد الاممالمتحدة واميركا . وحول المرحلة المقبلة، قال الباجه جي سيتم التركيز على اعادة بناء العراق والتمهيد لوضع الدستور وقيام الديمقراطية واجراء انتخابات حرة. اما بالنسبة للسياسة الخارجية فالقضايا المتعلقة بها تقرر من قبل الحكومة المنتخبة فيما بعد . ورأى الباجه جي ان عملية اعمار العراق يجب ان يتولاها العراقيون ولكننا سنحتاج الى مساعدات ليس فقط من قبل التحالف بل من الدول الاخرى العربية والاجنبية لان مسألة الاعمار تحتاج الى اموال طائلة ليس بوسع اقتصادنا ان يتحملها بسبب حجم الدمار الهائل والخراب الذي احدثته الحرب . واوضح نحن نسعى لعقد مؤتمر موسع يضم ممثلين عن جميع فئات المجتمع العراقي لانتخاب حكومة انتقالية تقوم بمهمات ادارة البلاد خلال هذه الفترة العصيبة لحفظ الامن والاستقرار وانعاش الاقتصاد وتوفير فرص العمل للمواطنين وانجاز الخدمات الاساسية والاعداد للانتخابات في المستقبل لتكوين جمعية تأسيسية لوضع الدستور واقراره من قبل الشعب ومن ثم انتخاب حكومة وطنية تستمد شرعيتها من الشعب العراقي . وانتقد الباجه جي الميليشيات المسلحة التابعة لبعض الاحزاب والحركات وقال نحن لا نؤمن بالميلشيات الخاصة. فحركتنا لا تملك ميليشيات خاصة واعتقد ان الديمقراطية الحقيقية لا يكون لها اي نصيب من النجاح اذا كانت لها ميليشيات او مجموعات مسلحة ، لذلك ينبغي ان نتجنب هذا الشيء تماما . وخلص الى القول انا متفائل واعتقد ان هناك مؤشرات تبشر بالخير واهمها محافظة الشعب العراقي على وحدته وتماسكه وعدم حدوث ما يسيء الى هذه الوحدة، فالتفاهم والتكاتف والوحدة التي جمعت العراقيين بعد رحيل النظام السابق كانت مفاجأة رائعة لجميع الاطراف وهذا ما يبشر بخير لانبثاق نظام ديمقراطي قائم على احترام رأي الآخر .