فك جنود قوات المارينز الاميركيين المنتشرون في شمال الكويت ستراتهم المضادة للسلاح الكيميائي التي يقول ضباطهم ان مدة استخدامها تبلغ 45 يوما عشية انعقاد قمة الحرب التي تنادى لها الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار في جزر الازور اليوم البرتغالية اليوم. وتلقت قوات البحرية هذه التعليمات بعد وضع الجيش الامريكي في حالة التأهب رقم (1) ما يعني وجوب ان تكون هذه السترات معدة للباسها وان تكون اقنعة الغاز وحماية الاقدام والقفازات في متناول اليد. وقال اللفتانت مينه ترين لوكالة فرانس برس "نقوم بذلك الان لنتاكد من ان السترات على المقاس وانها لا تحوي عيوبا" مضيفا ان اي خلل يجب ان يصلح قبل شن الهجوم المحتمل على العراق. واضاف ان مدة استخدام السترات المضادة للسلاح الكيميائي والبيولوجي والنووي المعروفة اختصارا ب "ان بي سي" تبلغ 45 يوما. ويشكل المارينز جزءا من 140 الف جندي امريكي منتشرين في الكويت استعدادا لحرب متوقعة على العراق. وعشية انعقاد القمة ايضا قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان فرص توجيه ضربة عسكرية للعراق تتصاعد. وقال سترو لراديو هيئة الاذاعة البريطانية ان احتمال القيام بعمل عسكري اصبح الان أكثر ترجيحا بكثير. واضاف اني اشعر باسف كبير لهذا. واضاف لكنه ليس حتميا. وهي ليست قضية اتخذ فيها الرئيس جورج بوش أو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وحكومته أو أي شخص اخر القرار بالقيام بعمل عسكري. وعندما سئل بالحاح ان كان سيصدر قرار ثان من الاممالمتحدة يفوض بعمل عسكري ضد العراق اذا لم ينزع اسلحته تماما رد سترو بقوله لا يمكنني ان اقول هذا على نحو مؤكد. وقال انه من الاشياء التي يتضمنها جدول اعمال اجتماع جزر الازور. واضاف سيتعين علينا اتخاذ قرارات في ضوء مباحثاتهم والمناقشات الكثيرة التي ستجري في مطلع الاسبوع. واضاف سترو ان ما نعرفه عن صدام حسين من سلوكه الكلي هو انه يستجيب فقط للضغوط وانه يستجيب فقط في اللحظة الاخيرة. وقال لذلك فانه مازال هناك وقت بالنسبة له ليلتزم لكن الوقت ينفد. اوروبا متشائمة من جهة اخرى اعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس السبت انه "ليس متفائلا كثيرا" بشان فرص تجنب الحرب ضد العراق وذلك في اليوم الثاني من اعمال الاجتماع غير الرسمي لوزراء الدفاع للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في فولياغميني بالقرب من اثينا باليونان. وصرح سولانا للصحافيين "ما زال هناك مجال للدبلوماسية ولم ينفذ وقتها بعد ولكنني في الحقيقة لست متفائلا جدا". من جهته اعتبر وزير الدفاع اليوناني يانوس بابانتونيو الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا انه "لا يمكن ان يكون المرء متفائلا" حول فرص تجنب الحرب في العراق. واكد "من المهم حتى اليوم استنفاد الامكانيات المتاحة للدبلوماسية لايجاد مخرج سلمي للازمة ولكن بطبيعة الحال لا يمكننا ان نكون متفائلين كثيرا". واضاف "ولكن يجب علينا ان نحاول دائما طالما هناك وقت". ويبدو ان هذا التشاؤم يسود في الاجتماع حيث اكد وزير الدفاع البلجيكي اندري فلاهون "ان المناقشات بين وزراء الدفاع دائما مفيدة انه حوار متواصل يتيح تجنب الحروب ولكن مع الاسف لا ادري اذا كان ممكنا تجنب هذه الحرب". واضاف "ان منطق الحرب قائم منذ وقت طويل (...) ولكننا اليوم في المرحلة النهائية ويجب التفكير في ادارة ما بعد الحرب" في العراق. واكد ايضا "انني اعتقد مع الاسف انه اذا اندلعت الحرب غدا او بعد غد فسيكون هناك ما بعد الحرب وحتى اذا لم نرغب فيها فقد يتعين علينا القيام بامور انسانية". وفي رد على سؤال حول ما يعنيه بعبارة "غد او بعد غد" قال وزير الدفاع البلجيكي "انها مجرد عبارة باللغة الفرنسية". واستانف الوزراء الاوروبيون امس السبت مناقشاتهم في اطار هذا الاجتماع غير الرسمي في جلسة عمل تكرس للازمة العراقية التي تثير انقساما عميقا بينهم. وقال وزير الدفاع اليوناني في غياب نظيره البريطاني جيف هون الذي اضطر الى البقاء في لندن بسبب هذه الازمة ان الدول الاعضاء الخمس عشرة في الاتحاد الاوروبي تقوم "بتبادل الاراء" حول العراق. واضاف "اتوقع، خلال هذا الاجتماع، ان لا تتسبب الخلافات القائمة بين الاوروبيين في نسف مساعينا" من اجل بناء دفاع اوروبي. التحالف الثلاثي يتجاوز الاممالمتحدة وعزز توقع نشوب الحرب ما قالة دبلوماسيون في الاممالمتحدة امس معلقين على الرفض الامريكي السريع لجهد اخير بذلته شيلي وغيرها من الدول لكسر الجمود بشأن قرار الحرب ضد العراق يشير الى ان التحالف من اجل الحرب قد تجاوز الاممالمتحدة ليتخذ قراره خارجها وبالاحرى في جزر الازور اليوم وبعد اسابيع من محاولة كسب تأييد الاغلبية في مجلس الامن الذي يضم 15 عضوا لقرار امريكي بريطاني واسباني يمهد الطريق لحرب ضد العراق لم تحصل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش سوى على موافقة دولة واحدة هي بلغاريا التي اعلنت مساندتها للقرار. واعلن البيت الابيض ان الرئيس بوش سيجتمع اليوم الاحد مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا ازنار في جزر الازور لتحديد مااذا كان لا يزال هناك مجال لحل دبلوماسي. الا ان الكثير من الدبلوماسيين في ردهات الاممالمتحدة يعتقدون ان الاجتماع بمثابة عد تنازلي للحرب وان القرار الخاص بالحرب سيسحب من مجلس الامن بدلا من التصويت عليه اذ من المرجح ان يلقى هزيمة منكرة. وتقدمت شيلي وهي بين ست دول اعضاء في مجلس الامن لم تحدد موقفها من قرار الحرب ضد العراق باقتراح يمنح الرئيس العراقي صدام حسين ثلاثة اسابيع لنزع سلاحه الا ان المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر رفضه على الفور تقريبا. ووصف فلايشر الاقتراح بانه لا يصلح كنقطة بداية للتفاوض ويبدو ان تصريحاته قضت على الزخم لا يجاد حل وسط اذ ان الدول الخمس الاخرى التي لم تحدد موقفها وهي المكسيك وباكستان وانجولا والكاميرون وغينيا قالت انها لم تستطع التوصل لموقف مشترك. وقال السفير الانجولي اسماعيل جاسبر مارتينز ليس لدينا اي معلومات بعد. انه اقتراح شيلي. وفيما جرت المناقشات يوم الجمعة بين مجموعة من الدول الصغيرة والدول الست التي لم تحدد موقفها من قرار الحرب لم يتحدد موعد لاجتماع كامل لمجلس الامن بعد اسبوع من النشاط المحموم. والغي الاجتماع الذي كان مقررا بين الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن وهي صاحبة حق النقض (الفيتو) في دلالة على انه لم يعد هناك ما يمكن عمله. وجاءت اشارة التفاؤل الوحيدة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي صرح للصحفيين لم ينته الامر بعد. لازال عندي امل. ومنح القرار الذي تسانده الولاياتالمتحدة مهلة للعراق حتى يوم غد الاثنين لنزع اسلحته او شن حرب. واقترحت بريطانيا سلسلة اختبارات يجب ان يجتازها صدام من اجل تجنب الحرب وابدت استعدادا لمد المهلة النهائية الممنوحة للعراق لمدة عشرة ايام. واستعانت شيلي ببعض الشروط البريطانية واقترحت على مجلس الامن ان يعطي صدام مهلة ثلاثة اسابيع يصدر بعضها مجلس الامن قرارا قبل القيام باي عمل عسكري. واعلن الرئيس ريكاردو لاجوس الاقتراح في سانتياجو لمنحه مزيدا من الثقل ولكن الدبلوماسيين يقولون ان من الواضح ان صبر الولاياتالمتحدة نفد وانه لا طائل من وراء اي محاولة. ولن يضم اجتماع جزر الازور اي من الدول الست ولا فرنسا التي قادت المعارضة ضد الحرب داخل مجلس الامن. الجنود يجربون ستراتهم التي تفقد صلاحيتها خلال 45 يوما الثلاثي بوش ازنار وبلير يتخذون القرار التاريخي اليوم