توجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي تقاتل قواته الى جانب القوات الاميركية في العراق امس الى الولاياتالمتحدة للبحث مع الرئيس الاميركي جورج بوش في مرحلة ما بعد صدام حسين واحياء عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية. ويعد هذا الاجتماع الثالث الذي يلتقي فيه الزعيمان على انفراد منذ بداية السنة بعد القمة التي عقدت في البيت الابيض في 31 يناير وقمة 16 مارس في جزر اسوريس (البرتغال) قبل اربعة ايام من بدء الحرب على العراق. وامتنع رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد عن الانضمام الى القمة كما طلب منه بوش معتبرا ان من الافضل له البقاء في بلاده في هذا الظرف. وينوي بلير التحدث عن الهجوم العسكري وكذلك عن فترة ما بعد صدام حسين بدعوته خصوصا الى ان تلعب الاممالمتحدة "دورا مركزيا" في اعادة اعمار العراق. واكد بلير في مؤتمر صحافي "سالتقي الرئيس بوش في كامب ديفيد للبحث ليس فقط في الحملة العسكرية بل ايضا في الانعكاسات الدبلوماسية لهذه الحوادث الاخيرة على المستقبل خصوصا الطريقة التي يمكننا بها ان نجعل الولاياتالمتحدة واوروبا تعملان معا من جديد كشريكين وليس خصمين". واوضح ان المحادثات ستتناول ايضا "افضل وسيلة لادارة الازمة الانسانية في العراق" واعادة اعمار البلاد والحرب وتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. و سيبحث بلير مع عنان دور الاممالمتحدة في اعادة اعمار العراق. من جهته اكد وزير الخارجية البريطانى جاك سترو ان الهدف من محادثات بوش وتونى بلير هو الوقوف على آخر تطورات سير العمليات فى العراق وربما تؤدى لشعوب الشرق الاوسط بتأكيدات حول المضى قدما فى تنفيذ خريطة الطريق للسلام الفلسطينى الاسرائيلى. وأضاف أنه يتفهم شعور الشعوب العربية والاسلامية لسياسة ازدواجية المعايير التى تتبعها القوى الغربية فى التعامل مع العراق واسرائيل الا أنه زعم أن الهدف من الحرب الحالية هو تحرير الشعب العراقي من نظام الرئيس صدام حسين. وأشار سترو الى ان اجتماع الرئيس الامريكى ورئيس الوزراء البريطانى مخطط له منذ مدة طويلة لمناقشة تطور مجريات العمليات العسكرية وللبحث فى خطط ما بعد الحرب بشأن العراق. مضيفا ان المهم بالنسبة للعراقيين هو انهاء هذا الواقع الذى عانوا منه فى فترة حكم الرئيس العراقى صدام حسين ، علي حد قولة. وقال ان بريطانيا وامريكا لن تتخليا عن الشعب العراقى ، مشيرا الى انه تم التخلى عنه عام 1991 لاسباب قد تكون وجيهة نظرا لمقتضيات القانون الدولى فى حينه مؤكدا ضرورة الاطاحة بنظام صدام حسين حتى يتمتع الشعب العراقى بمستقبل أفضل. وأضاف وزير الخارجية البريطانى ان المحادثات ستتطرق الى دور الاممالمتحدة فى فترة ما بعد النزاع من اعادة ترميم وتأهيل المرافق فى العراق وادارة هذه المشاريع منوها ان من أهم بنود النقاش فى هذا الاجتماع سيكون النزاع العربى الاسرائيلى فى الشرق الاوسط . معربا عن امله فى أن تتمكن لندن وواشنطن من التوصل الى حل شامل وعادل لهذه الازمة.وقال ان هناك اعتقادا بأن لندن وواشنطن تتعاملان بازدواجية فى المعايير فيما يتعلق بالعراق اذا ما قورنت بمعاملة اسرائيل. مؤكدا ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا ستعملان على تغيير تلك المفاهيم. يذكر أن الاجتماع الاخير الذي جمع بين بوش وبلير كان في جزر الازور في السادس عشر من الشهر الحالي حينما انضم اليهما رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار لمناقشة الخطوات الدبلوماسية الاخيرة . وتواصلت موجات الانكماش السياسي والدبلوماسي التي يفرضها واقع الحال على نظام بغداد يوما بعد الاخر فقد ابرزت الصحف الفلبينية نبأ طرد الحكومة الفلبينية اثنين من الدبلوماسيين العراقيين من اراضيها لقيامهما باعمال تتنافى مع طبيعة عملهما الدبلوماسي.