في أول ردود أفعالهم على نتائج اجتماع مجلس الحرب (بوش -بلير- أثنار) في جزر الأزور البرتغالية أكد زعماء الدول المطالبة بحل سلمي للازمة العراقية أن موقفهم لم يتغير وأنهم الآن أكثر اصرارا على أنه لا تزال توجد فرصة لتحقيق مثل هذا الحل. ففيما أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه لا يرى ما يدعو حتى الآن لتغيير موقف فرنسا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار في الاممالمتحدة يمهد الطريق امام الحرب في العراق وأكد وزير خارجيته دو فيلبان أن فرنسا لا يمكن أن تقبل انذارا يخص العراق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه يتحتم حل الازمة العراقية بشكل سلمي وان اية وسيلة اخرى ستكون (خطأ). وقال المستشار الألماني جيرهارد شرودر انه لا تزال هناك فرصة لنجاح الجهود الدبلوماسية من أجل حل الازمة العراقية سلميا فقد أكد شيراك الذي تحدث في مقابلة اذيعت امس الاثنين انه مازال يؤمن بضرورة استمرار مهمة نزع السلاح الموكلة لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة. وقال: ان فرنسا لن تستخدم حق النقض لمضايقة الولاياتالمتحدة وهي (فرنسا) ببساطة ترى انه يوجد طريق آخر طبيعي للسير فيه اقل مأساوية من الحرب وان هذا الطريق لابد من انتهاجه الى ان نصل الى طريق مسدود. وقال شيراك انه لا يعتقد ان اغلبية اعضاء مجلس الامن الدولي المؤلف من 15 عضوا تؤيد اصدار قرار يجيز الحرب. ومازالت ست من الدول الاعضاء المتأرجحة في مجلس الامن الدولي وهي شيلي والمكسيك وباكستان وانجولا والكاميرون وغينيا قلقة بشأن تأييد شن حرب. وتقول الولاياتالمتحدة وانها لاترمي الى اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين بقدر ما ترمي الى حمل العراق على نزع سلاحه. وقال شيراك في المقابلة ان فرنسا مستعدة للتوصل لحل وسط بشأن قضية الفترة التي تستغرقها عمليات التفتيش عن الاسلحة في العراق ولكن هذا يتوقف على ما يطلبه مفتشو الاسلحة ولابد وان يوافقوا عليه. وقال ان عمليات التفتيش التي تهدف الى تطهير العراق من اية اسلحة دمار شامل لابد وان تستمر مادام المفتشون يقولون ان هناك تعاونا وتقدما. واضاف: شهر شهران ثلاثة لا اعرف ولكن مادام المفتشون يقولون لنا ذلك فلا يوجد ما يدعونا للتغيير. بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان فرنسا لا يمكن أن تقبل قرارا للامم المتحدة يتضمن انذارا أو اشارة الى اللجوء للقوة تلقائيا لضمان نزع أسلحة الدمار الشامل بالعراق. وتابع قائلا ان الولاياتالمتحدة لم تثبت صلة العراق بشبكة القاعدة. لكنه قال انه يعتبر الولاياتالمتحدة (حليفا غاليا) وانه لا يعتريه قلق بشأن مستقبل العلاقات الامريكية الفرنسية بسبب الخلاف حول العراق. وفي موسكو قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس انه يتحتم حل الازمة العراقية بشكل سلمي وان اية وسيلة اخرى ستكون (خطأ). وقال بوتين للصحفيين: نود ان نحلها (الازمة العراقية) بالطرق السياسية والدبلوماسية. (انا مقتنع بان اي حل آخر سيكون خطأ). بدوره قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الروسية أمس الاثنين ان مشروع القرار الذي تسانده الولاياتالمتحدةوبريطانيا وأسبانيا للقيام بعمل عسكري ضد العراق ليس أمامه فرصة المرور في مجلس الامن الدولي.ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن يوري فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله: كما كان الحال من قبل فان مشروع القرار هذا ليس أمامه فرصة المرور في مجلس الامن. وقال فيدوتوف: نرى أن الامر لا يستدعي اصدار قرارات أخرى. وقال: تعتقد روسيا ان جميع اعضاء مجلس الامن يساندون دعمنا لحل سياسي للازمة العراقية وهو (موقف) يشاركنا فيه الاغلبية الساحقة في المجتمع الدولي. برلين: بداية غطرسة وفي برلين أكد المستشار الالمانى جيرهارد شرود أنه لا تزال هناك فرصة لنجاح الجهود الدبلوماسية من أجل حل الازمة العراقية سلميا رغم أن العالم يعيش فى الوقت الحاضر تحت ظلال الحرب من خلال الاجتماع الذى تم بين زعماء الحرب فى الازور حيث اتفقوا على اعطاء الدبلوماسية فترة قليلة من الوقت من أجل التوصل الى حل سلمى للازمة العراقية 0وأعلن شرودر أن اتصالات مكثفة أجراها خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الفرنسى جاك شيراك والروسى فلاديمير بوتين وذلك من أجل عرض خطط جديدة على مجلس الامن الدولى الذى يجتمع اليوم ليقرر اما الحرب أو السلام موضحا أنه بتطبيق العراق القرار الذى يحمل رقم 1441بحذافيره يمكن أن يفك فتيل الحرب الا أن الاصرار الامريكى والبريطانى ومعهما الاسبانى والايطالى أمر مؤسف وعمل على انقسام أوروبا على نفسها. واضاف أن فرنساوروسيا بامكانهما الحيلولة دون وقوع حرب اذا ما قامتا بوضع الفيتو على أى قرار تتخذه بريطانياوالولاياتالمتحدةالامريكية بشأن العراق نظرا لان الدول الاربعة أعضاء رئيسيون فى مجلس الامن الدولى كاشفا النقاب على امكانية أن تستخدم الصين أيضا حقها فى الفيتو مؤكدا أن المجتمع الدولى لا يريد أى حرب جديدة تقع فى منطقة الشرق الاوسط وبالتالى يرفض حمامات الدماء التى ستجرى فى المنطقة بشكل مريع اذ انه سيكون أحد العوامل الرئيسية الى حروب أهلية واقليمية ستتطور الى شكل دولي. واعتبر البرلمانى الالمانى هنس كريستيان شتروبييله فى لقاء أجرته معه صحيفة (برلينر تسايتونغ) فى عددها أمس أن وقوع أى حرب فى العراق سيكون بداية النهاية للغطرسة الامريكية موضحا ان الاتحاد السوفيتى السابق انهار اثر حرب الخليج الثانية بشكل تام وأن الدور قد جاء للادارة الامريكية مؤكدا أن الرئيس العراقى سيخرج من الحرب منتصرا اذ ان الظروف الحالية التى يمر بها العالم الاسلامى بعد حوادث 11 من سبتمبر من عام 2001 تختلف عما كانت عليه أثناء حرب الخليج الثانية اذ أجمع العالم على أن النظام العراقى كان معتديا أما اليوم فان الشعب العراقى يعتبر معتدى عليه محذرا من مغبة أن يستخدم النظام العراقى ومعه بعض الدول العربية اسلوب الجهاد ضد الغزاة الجدد اذ ان الدول العربية تملك مفتاح المبادرة بصد هجوم محتمل يتعرض له الشعب العراقي. اتصالات اللحظات الاخيرة وفي اثينا حثت اليونان التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي العالم أمس الاثنين على مواصلة العمل حتى اللحظة الاخيرة للتوصل الى حل سلمي للازمة العراقية عبر الاممالمتحدة.وقال جورج باباندريو وزير خارجية اليونان للصحفيين في اثينا اود ان اؤكد بوصفنا رئيسا (للاتحاد الاوروبي) اننا نجري اتصالات حتى اللحظة الاخيرة ونطرح مبادرات من اجل تسوية هذه الازمة سلميا وقال باباندريو انه على اتصال مع الاطراف الرئيسية في الازمة مثل هانز بليكس رئيس فرق التفتيش عن الاسلحة التابعة للامم المتحدة. واضاف اعتقد انه يتعين ان نستغل الايام او الساعات ايا كان المتبقي منها من اجل التوصل لحل سلمي للازمة. وقال ان الاتحاد الاوروبي مازال مقتنعا بان اي قرارات بشان الازمة يتعين ان تكون عبر الاممالمتحدة. وتابع هذا هو موقفنا ومازلنا ملتزمين بذلك. دعوة للسلام وفي بكين طالب لي جاو شينج وزير الخارجية الصيني الجديد أمس الاثنين بتجنب الحرب في العراق واعرب عن امله في اقرار السلام. وقال لي بعد قليل من تأييد المجلس الوطني لنواب الشعب تعيينه رسميا وزيرا للخارجية نأمل ان يحل السلام. وقال بعد ساعات من تحديد واشنطن مهلة نهائية لمجلس الامن للتصديق على قرار جديد بشأن العراق يجب ان نعمل معا. ندعو للسلام وتجنب الحرب.