دافع وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو عن قراره بتأييد غزو العراق الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003، معرباً عن أسفه لسقوط قتلى في هذا البلد. ويعتبر سترو، وهو وزير العدل في الحكومة الحالية، دعامة رئيسية للحكومات التي شكلها حزب العمال منذ 1997، وشغل خصوصاً منصب وزير الخارجية في عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير في الفترة بين 2001 و2006. وكتب سترو في مذكرة قدمها الى لجنة التحقيق في الحرب برئاسة السير جون شيلكوت: «اعتقدت في ذلك الوقت، وما زلت اعتقد، بأننا أتخذنا أفضل القرارات التي كان يمكن اتخاذها في تلك الظروف». وأضاف في بيان مطول أصدره قبل مثوله أمام اللجنة أمس «فعلنا ذلك بدأب واستناداً الى أفضل الأدلة التي كانت متاحة لدينا في ذلك الوقت». ووصف سترو القرار بخوض الحرب في مواجهة احتجاجات عامة حاشدة كواحد من أكثر القرارات اثارة للانقسام طوال حياته السياسية. وأقر بأن الفشل في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق بعد الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين قوض الثقة. وكانت صحيفة «صنداي تايمز» ذكرت الأحد الماضي ان جاك سترو بعث برسالة خاصة وسرية الى بلير يحذره فيها من خططه للمشاركة فى حرب العراق قبل بدء الغزو بعام واحد. وأفادت الصحيفة ان سترو حذر بلير من ان شرعية أي عملية عسكرية في العراق ستحيطها الشكوك، لافتاً الى ان العراق لا يشكل اي تهديد لبريطانيا فى ذلك الوقت مؤكداً عدم وجود ادلة موثوق بها تربط العراق بتنظيم «القاعدة»، وانه لن يكون مضموناً ان يكون أي مستقبل للعراق بعد الحرب أفضل حتى بعد اسقاط نظام صدام حسين. وأضافت الصحيفة ان الرسالة توحي بوضوح ان بلير كان يخطط للقيام بعملية عسكرية على رغم تأكيده باستمرار للشعب البريطاني بعدم اتخاذ قرار الحرب بعد. وما زال الكثير من مؤيدي حزب العمال غاضبين من رئيس الوزراء السابق بلير لتأييده الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ولأنه قاد البلاد الى الحرب على العراق واحتلاله قتل فيهما 179 جندياً بريطانياً.