لم تعلن قمة جزر الآزور البرتغالية في المحيط الأطلسي التي عقد فيها الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيسا الوزراء البريطاني توني بلير والأسباني خوسيه ماريا اثنار اجتماعهم عصر أمس عن اتفاق أو بيان مكتوب أو معلن لكن مؤتمرهم الصحفي المشترك أعطى اشارات واضحة بأن صورة العالم ستكون قاتمة لأن هناك تصميما أميركيا على الحرب لاسقاط نظام صدام حسين ولأن واشنطن لاتزال غير مقتنعة بما يقدمه العراق من تعاون مع مفتشي هيئة الأممالمتحدة التي لم تحظ هي الأخرى بثقة الادارة الأميركية التي تريد من مجلس الأمن خلال انعقاده اليوم الاثنين أن يفتح الطريق للحسم العسكري. بدأت القمة في الساعة 16.10 بتوقيت جزر الآزور (17.10 بتوقيت جرينتش) وفي المساء خرج الرؤساء الثلاثة الى الصحافيين ليوجهوا نداء أخيرا الى الأسرة الدولية للموافقة على اصدار انذار واضح يتيح اللجوء الى القوة اذا لم ينزع العراق اسلحته. وأعلن بوش: إن العالم أمام أيام حاسمة، غدا (يقصد اليوم) ستكون لحظة الحقيقة بشأن نزع اسلحة العراق وهو اليوم الذي سنعرف فيه ما اذا كان لايزال من الممكن التوصل الى حل سلمي.. العراق سينزع اسلحته او يرغم على نزعها.. اذا كان اللجوء الى القوة ضروريا، سنعمل بسرعة على استصدار قرار عن الأممالمتحدة.. اجتماعنا هذا الفرصة الأخيرة للحل السلمي. وبدا واضحا أن المظاهرات المليونية التي تعم العالم منذ فترة للتنديد بالحرب وبالسياسة الأميركية تجاه العراقوالأممالمتحدة لم تعن شيئا بالنسبة لقمة الآزور التي ظهرت بأنها ماضية في طريق الحسم العسكري. وقد تجمع حوالي 350 متظاهرا من اجل السلام بعد ظهر أمس الأحد أمام قاعدة لاجيس العسكرية في جزيرة تيرسيرا احدى جزر الآزور البرتغالية في المحيط الأطلسي مستبقين وصول ثلاثي الحرب. ونفت واشنطن في وقت سابق المعلومات التي اشارت الى ان القمة الثلاثية هي قمة الحرب كما سماها حزبا اليسار البرتغالي. وذلك فيما يبدو لتجنب حصول تظاهرات ضخمة معارضة للقادة المجتمعين. وفي حين لم يستبعد بوش استصدار قرار ثان حول العراق من مجلس الأمن اعتبر بلير ان المطلوب توجيه انذار واضح يتضمن تهديدا باللجوء الى القوة لارغام العراق على نزعه اسلحته. وقال مضيف القمة رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه مانويل دوراو باروسو، ان اجتماع الآزور هو الفرصة الاخيرة لحل سلمي في العراق. من جهته اختار اثنار التعليق على عملية السلام قائلا: انه اتفق مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا على تعزيز الجهود المبذولة من اجل دفع عملية السلام (بين الاسرائيليين والفلسطينيين) في الشرق الأوسط. واشار بوش الى القرار 1441 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي يتحدث عن عواقب خطيرة في حال لم ينزع الرئيس العراقي اسلحته، وقال: لقد تم اعتماد ذلك القرار بالاجماع ولا يمكن تجنب منطقه، النظام العراقي سينزع اسلحته بنفسه او سيتم نزعها بالقوة. واضاف بوش: اذا كان اللجوء الى القوة ضروريا سنعمل بسرعة على استصدار قرار جديد عن الأممالمتحدة، للحصول على مشاركة واسعة في العملية الهادفة الى مساعدة الشعب العراقي على بناء عراق حر. ودعا بلير هذه الدول الى اصدار انذار واضح للعراق. وقال: نوجه نداء اخيرا لكي يتم اعتماد رسالة قوية موحدة باسم الأسرة الدولية لتوجيه انذار واضح لصدام حسين يتيح اللجوء الى القوة اذا ما واصل تحدي ارادة كامل المجتمع الدولي. واضاف بلير: اعتقد انه على درجة كبيرة من الأهمية، حتى الآن، في هذه المرحلة المتأخرة، ان نعمل على ان تكون الاممالمتحدة الطريق الى الحل، معتبرا أن الرئيس العراقي صدام حسين يقوم بهذه الآلاعيب ونحن نواصل تركه يقوم بذلك. وبشأن فرنسا، قال بوش: ان فرنسا كشفت أوراقها عندما هددت باستخدام الفيتو ضد أي قرار جديد في مجلس الامن الدولي، مضيفا: سنرى غدا (أي اليوم في مجلس الامن) ما حقيقة هذه الاوراق؟. وفي محاولة للحصول على مزيد من التأييد الدولي لموقفهم ازاء العراق، اكد القادة الثلاثة انهم متفقون على تكثيف الجهود من اجل دفع السلام في الشرق الأوسط. واكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار انه اتفق مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا على تعزيز الجهود المبذولة من اجل دفع عملية السلام في الشرق الأسط. واعتبر بلير ان محمود عباس المقترح تسلمه منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية هو الشريك الجيد للسلام في الشرق الأسط. وعلى متن الطائرة الرئاسية الأميركية (اير فورس وان) التي أقلت بوش الى الآزور قال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر إن الجهود الدبلوماسية بشأن الأمة العراقية تشارف على نهايتها. واضاف: الهدف من القمة هو البحث في الاتجاه الذي نسلكه في الوقت الذي تشارف فيه الجهود الدبلوماسية على نهايتها. واوضح أن وقت القمة يبلغ قرابة الساعة يليها مؤتمر صحافي قصير يتوجه بعدها القادة الثلاثة الى بلادهم ليتحدثوا الى عواصم أخرى.