ان تبدل أحوال الكون وتغيره من حال إلى حال دليل على عظمة الواحد المتعال، يقول تعالى: ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون، وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون، ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) سبحان مقدر الأقدار ومكور الليل على النهار ومنزل الأمطار ومزهر الأزهار ومنبت الأشجار. ==1== تأمل في نبات الأرض وانظر==0== ==0==إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات==0== ==0==بأجداث هي الذهب السبيك على كثب الزبرجد شاهدات==0== ==0==بأن الله ليس له شريك ==2== (نعيش هذه الأيام غنيمة باردة نعيش فصل الشتاء الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (الشتاء ربيع المؤمن) وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الصالحة فنهار الشتاء قصير وليله طويل ولطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة، صلاة الفجر التي ضيعت هذه الأيام فأصبح الكثير منا لا يصليها جماعة في المسجد.. ومن فوائد الشتاء أنه فرصة للصيام فمن كان عليه صيام واجب من ذكر أو أنثى ففرصته أن يصوم هذه الأيام لقصر النهار وقلة التعب فبعض النساء عليهن صيام من رمضان فحثوهن على القضاء هذه الأيام واذا كان على الإنسان كفارة صيام فليصم هذه الأيام ومن كان عليه نذر فليقضه هذه الأيام ومن ليس عليه صيام واجب ففرصته أن يصوم النوافل التي تقربه إلى الله تعالى ففي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة) وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: الا أدلكم على الغنيمة قالوا بلى فيقول الصيام في الشتاء. ومن فوائد الشتاء الزكاة والصدقة فلقد امتن الله على أهل هذه البلاد بالخير الوفير مما يجعلهم بفضل الله يتغلبون على كثير من المتاعب والمصاعب. ففي هذا الفصل الشتوى يستعد الكثير لاتقاء برده بارتداء الملابس الدافئة قال تعالى (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) وقال تعالى عن الأنعام (... ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعا إلى حين) ولكن لنا اخوة في مشارق الأرض ومغاربها يطل عليهم هذا الشتاء بزمهريره القارس لا يجدون مأوى ولا ما يتقون به البرد.. ما أحرانا أن نمد يد العون والمساعدة لهم.. وأن نغتنم فصل الشتاء بطاعة الله عز وجل! الشيخ ابراهيم الرشيد نائب رئيس ديوان المظالم بالشرقية