أثبتت الكوادر الوطنية النسائية نجاحا منقطع النظير في شتى المجالات, لا سيما في مجال التمريض, بالرغم من عدم تقبل المجتمع لعملها في هذا المجال في بادئ الأمر بسبب النظرة الضيقة التي لا تخرج من كون المرأة السعودية غير قادرة على العمل في هذا المجال لعدم خبرتها الكافية ولضعف قدراتها وإمكانياتها الوظيفية والعملية. وقد تغيرت النظرة الضيقة لعمل المرأة في مهنة التمريض بعد أن أثبتت جدارتها في هذا المجال بفعل التدريب والتأهيل الوظيفي الذي تلقته في مراحلها المختلفة الأمر الذي أدى إلى سد الفجوة الوظيفية أمام المرأة في المجال الطبي أمام الممرضات الأجنبيات اللائي تنقصهن الخبرة في التعامل مع المرضى والمراجعين بسبب الفوارق البيئية واللغوية وما إلى ذلك. ولأهمية هذا المجال بالنسبة للناس في حياتهم لأنه يؤمن استقرارهم وسبل معيشتهم التقينا إحدى الممرضات السعوديات اللائي يعملن في هذا المجال وكشف النقاب عن بعض الجوانب الخفية في هذا الموضوع الهام فكانت الحصيلة التالية, فماذا قالت نادية محمد العمري؟ @ الحالة الاجتماعية؟ متزوجة وأم لبنتين @ حدثينا عن المراحل التعليمية؟ كانت بداياتي التعليمية بالمرحلة الابتدائية بالمبرز والمدرسة العاشرة بالدمام ومن ثم التحقت بالمرحلة المتوسطة التي أهلتني فيما بعد إلى الالتحاق بالمعهد الصحي بالأحساء. @ متى التحقت بالمعهد الصحي؟وما مجال التخصص؟ في عام 1411ه , وتخرجت منه عام 1414ه بعد أن حصلت على درجة الدبلوم في التمريض تخصص تمريض عام. @ كيف كانت الدراسة بالمعهد؟ وعلى ماذا يتم التركيز أثناء فترة الدراسة؟ الدراسة بالمعهد كانت ممتازة جدا ومستوى التدريس عال إلى درجة كبيرة لأن المعهد كان يضم إلى جانبه نخبة مميزة من الأساتذة ذوي الخبرة الطويلة في التدريس والكفاءات العالية في مجال التخصص. ويتم التركيز في الدراسة على مادة الإنجليزي إلى جانب المواد الأساسية التي تتعلق بمجال التخصص نحو علم التشريح البشري وعلم الأطفال وأمراض النساء والجراحة والباطنية وعلم النفس. @ ما دوافع التحاقك بمهنة التمريض؟ وبمن تأثرت في بداية طريقك إلى هذه المهنة الإنسانية؟ دوافع التحاقي بمهنة التمريض كانت عن رغبة ملحة تولدت لدي من أيام الدراسة حيث كنت أطمح في ذلك الوقت إلى الالتحاق بالجامعة ومن ثم التخصص في مجال الطب البشري, وقد تأثرت في بداية طريقي إلى هذه المهنة بوالدتي التي سبقتني إلى العمل في هذا المجال. @ ما أول مستشفى عملت به بعد التخرج, وأين تعملين حاليا؟ أول مستشفى عملت به بعد التخرج مباشرة هو مستشفى الملك فهد بالهفوف قسم الباطنية وأعمل حاليا في قسم العناية المركزة بمستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز. @ في بداية عملك كيف كان ينظر إليك المجتمع السعودي وما هو تفسيرك لعمل الفتاة السعودية في مهنة التمريض؟ كانت نظرة المجتمع السعودي إلى مهنة التمريض نظرة خاطئة جدا وكانت في إطار ضيق لا يخرج عن كون ان الفتاة السعودية غير قادرة على العمل في هذا المجال لعدم امتلاكها الخبرة الكافية, حيث كان هذا الشعور من المرضى وذويهم إلى أن تغيرت هذه النظرة إلى درجة بعيدة جدا بعد أن أدرك المجتمع قيمة الفتاة السعودية التي أثبتت جدارتها من واقع التعامل الجيد والحضور المتميز إلى جانب الفهم والإلمام بالجوانب الطبية ومتطلبات المهنة مقارنة بنظيراتهن من الممرضات الأجنبيات اللائي ينقصهن هذا الجانب. المجتمع السعودي في حاجة ماسة إلى عمل الفتاة السعودية في مهنة التمريض لإدراكها الواسع بطبيعة العمل وبيئته التي يعمل فيها إلى جانب كثير من الأمور التي تتعلق بالتركيبة السكانية لهذا المجتمع. @ ما الذي اكتسبتيه من خلال عملك في مهنة التمريض. مهنة التمريض من الأعمال الإنسانية التي تتصل بالمجتمع.. وقد اكتسبت من هذه المهنة الخبرة العملية إلى جانب تنمية قدراتي التأهيلية والوظيفية في مجال التمريض, حيث التحقت بالعديد من الدورات التدريبية بجمعية الهلال الأحمر بالأحساء, التي أتاحت لي الفرصة للتوجه إلى المدارس والجمعيات الخيرية من أجل تعليمهم بعض الإسعافات الأولية. وإلى جانب ذلك استطعت من خلال هذه المهنة التعرف على الكثير من الزميلات والتعاون معهن في كثير من الجوانب. @ كيف توفقين بين الحياة العملية والحياة الأسرية وهل تشعرين بأن أبناءك قد استفادوا من خلال عملك في مهنة التمريض؟ التوفيق بين الحياة العملية والحياة الأسرية أمر في غاية الصعوبة لأن العمل في مجال التمريض في الأعمال الإنسانية التي تحتاج إلى وقت طويل لخدمة المرضى ورعايتهم بالطريقة السليمة وفق الاجراءات الطبية المتبعة حتى يستجيب المريض ويكتسب الصحة الموفورة ولا شك أن هذا العمل يحتاج إلى التحلي بالمزيد من الصبر حتى تتحقق المنفعة العامة ومن خلال تحقيق المنفعة العامة تتحقق المنفعة الخاصة. ولدي شعور قوي بأن أبنائي استفادوا من خلال عملي وخبرتي في مهنة التمريض خاصة في مجال الإسعافات الأولية والمتابعة الصحية الأولية للمرضى. @ هل ترغبين في انضمام ابنائك إلى العمل في مهنة التمريض؟ هذا أمر يرجع إلى رغباتهم التعليمية في اختيارهم لتخصصاتهم حيث أنني لا أحبذ عملية الإجبار لأن الرغبة هي الأساس لنجاح الأعمال لأنها تمثل دافعا قويا لكل إنسان في حياته. @ ما نصيحتك إلى طالبات المعهد الصحي والعاملات بمهنة التمريض على وجه العموم؟ على الطالبات والعاملات في مهنة التمريض أن يتحلين بالصبر وأن لا يلتفتن إلى الأقاويل التي تقلل من شأن المهنة وأن يراقبن الله من خلال قيامهن بأعمالهن وواجباتهن وينتظرن ثوابهن من الله سبحانه وتعالى. @ هل يمكن أن تذكري لنا بعض المواقف التي مررت بها من خلال عملك في هذه المهنة؟ المواقف كثيرة وكلها تصب في الإطار الإنساني الذي لا يخلو من التأثر ببعض المواقف المحزنة. @ ما هو تقييمك للكادر السعودي في مجال التمريض من خلال الواقع العملي الذي نعايشه؟ الكادر السعودي أثبت فعالية جيدة في أدائه لواجباته في مهنة التمريض ولكنه بحاجة إلى المزيد من التطور والتقدم لمواكبة الأمم التي سبقتنا إلى هذا المضمار. @ هل تعتقدين بأن تنمية الموارد البشرية والقدرات تشمل الممرضات والممرضين؟ وهل هنالك دورات تدريبية على رأس العمل؟ نعم تنمية الموارد البشرية تشمل الممرضات والممرضين لأن العلم في هذا المجال في تطور دائم أما بخصوص الدورات فإنها متوفرة إلى حد كبير جدا في جميع أنحاء المملكة وتحتاج إلى من يستوعبها ويستفيد منها من خلال واقعه العملي أثناء ممارسته لهذه المهنة.