تحتفي دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الثلاثاء بيوم التمريض الخليجي تحت عنوان ( التمريض الخليجي : رعاية، تميز وعطاء). وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن مهنة التمريض تؤدي دورا مهما في منظومة الخدمات الطبية، وهي مهنة تجمع أدبيات السلوك الراقي والبعد الإنساني، إضافة إلى المعرفة والخبرة الشاملة للتعامل مع المحتاجين للرعاية الطبية. وقال : «من أبرز إنجازات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون تبني الخطط والاستراتيجيات التي تسهم في رفع مستوى الخدمة وتطويرها، والعمل على انتشار كليات التمريض واعتماد شهادات أكاديمية متميزة». وأثنى الدكتور خوجة في ختام تصريحه على الجهود التي بذلتها اللجنة الفنية الخليجية للتمريض المنبثقة عن المكتب التنفيذي للنهوض بمهنة التمريض بدول المجلس من خلال عقد الندوات التي بلغت تسع ندوات خليجية وجاري التحضير للندوة العاشرة التي ستعقد في محافظة جدة في شهر ديسمبر 2012م تحت شعار « تجارب تمريضية خليجية .. الاستراتيجية الطوارئ والكوارث». الدكتورة منيرة العصيمي مدير عام التمريض في المملكة، وإحدى القياديات التي أثبتت قدرة المرأة السعودية على تسنم المناصب الرفيعة وإداراتها بكفاءة، حتى ولو كان قطاع التمريض الذي تثار حوله بين فينة وأخرى كثير من الإشكاليات والمتاعب، وتبدو دائما أكثر تفاؤلا بمستقبل التمريض وتؤكد على أن النظرة الاجتماعية عن مهنة التمريض آخذة في التغير وبخطى متسارعة، واستشهدت بتزايد أعداد الفتيات الملتحقات في هذا المجال، وقالت: «اليوم الكل يعي مدى أهمية التمريض وحاجة الوطن له، فالطلاب والطالبات ينظرون للتمريض على أنه مهنة مضمون مستقبلها، ومهنة إنسانية مع إدراكهم أنها مهنة شاقة تتطلب مزيدا من الصبر والمرونة والتضحية»، واستذكرت الدكتورة العصيمي تجربتها في مجال التمريض قائلة: «لم أواجه طيلة عملي كممرضة أية صعوبة تذكر وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى كما أن وصولي كامرأة إلى إدارة شريحة كبيرة بحجم التمريض دلالة واضحة على أن للمرأة كيانها وهي محترمة ومصانة تملك من الصلاحيات لإدارة عملها وإنجاح مهمتها بحجم ما يملكه الرجل دون تمييز وهو ما مكنها من ممارسة عملها وأداء دورها والاضطلاع بمسؤولياتها على الوجه الأكمل». وأكدت أن النظام حدد حقوق وواجبات الممرضة وراعى احترام خصوصيتها حتى في أدق التفاصيل، ووجود مخالفات محدودة من أفراد في هذا القطاع الواسع والكبير لا يعني على الإطلاق أن يتم التعميم على جميع الممرضات ممن يدركن أهمية الدور وعظم المسؤولية، وفي حال ثبوت وقوع أي مخالفة فإن النظام يطبق بحق الجميع بنفس القدر الذي ينصف فيه الجميع. وعبرت الدكتورة العصيمي عن ثقتها بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقا، وأن الكادر التمريضي السعودي سيشهد مزيدا من التطور والرقي على مختلف الأصعدة البشرية والفنية، لاسيما تضيف بعد إنشاء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي تمنح التراخيص وتراقب مزاولة المهنة، ووجود إدارات التمريض على مستوى مناطق ومحافظات المملكة، ووجود جامعات تخرج أعدادا جيدة من التمريض لخدمة صحة المجتمع. الدكتورة صباح أبو زنادة رئيسة المؤتمر العالمي لأنظمة التمريض التي عرفت بتحذيراتها المتكررة من التسرب في قطاع الممرضات، عزت ذلك إلى عدد من الأسباب التي تواجه الممرضات السعوديات المنتميات لهذه المهنة، وشخصت المشكلة إلى مرحلتين: الأولى مرحلة سابقة للالتحاق والتي تتمثل في النظرة الدونية وغير المنصفة وسوء الفهم الذي يصاحب هذه المهنة الإنسانية، والمرحلة الثانية تأتي بعد الالتحاق وتتمثل في أن الممرضة لا تحصل على الدعم الأسري، وقد تطالب أحيانا بترك عملها، ولذلك فإنه من الطبيعي للممرضة التي التحقت بالمهنة وواجهت هذه التحديات أن يكون الانسحاب منها هو القرار الأسرع. وهذا ما أكدته الدكتورة تقوى عمر رئيسة المجلس العلمي للتمريض في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وعميدة كلية التمريض في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في محافظة جدة، حيث لفتت إلى أن مشكلة تسرب الممرضات خصوصا من الملتحقات الجدد يمكن ملاحظته بشكل أو بآخر، ومن يعمل في هذا القطاع لابد وأن يكون قد شعر بذلك. ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة عن معدلات التسرب، وأرجعت التسرب بعد ممارسة المهنة بفترة وجيزة إلى طبيعة العمل في هذا المجال الذي يتطلب الدوام لفترات طويلة تصل إلى 12 ساعة، وكذلك العمل في الأعياد، إضافة إلى المناوبات الليلية التي تمثل مشكلة حقيقية أمام كثير من الممرضات السعوديات، متزوجات وغير متزوجات. وأشارت الدكتورة تقوى عمر إلى أن قطاع التمريض في المملكة يشهد نقلات تطويرية عاما بعد آخر سواء على مستوى التأهيل وانتشار المعاهد والكليات ومستوى المادة العلمية المعتمد فيها، أو على مستوى الآليات المنظمة لطبيعة العمل، أو حتى على مستوى ارتفاع الوعي لدى الأسر والمجتمع بشكل عام فيما يتعلق بنظرته النمطية عن التمريض والممرضات، وقالت: «لمسنا أن ثمة تحولا بدأ يطرأ ، وأن الأسر وأولياء الأمور بدوا أكثر مرونة وتفهما، ولكن ليس بالقدر الذي نطمح إليه ويمكننا من خلاله تغطية العجز في هذا القطاع وإشغال جميع وظائفه بكوادر وطنية». وقدرت رئيسة المجلس العلمي للتمريض عدد وظائف التمريض المتاحة في السوق السعودية بحوالى 120 ألف وظيفة يشغل السعوديات منها حاليا ما نسبته 30 % فقط، ونسبة الحاصلات على درجة البكالريوس 10 %. ولفتت الدكتورة تقوى عمر إلى أن مسؤولية تغيير النظرة النمطية عن مهنة التمريض هي مسؤولية مشتركة تقع على وجه الخصوص على المؤسسات المدنية والكليات والمعاهد والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة