استشهد (11) فلسطينيا فجر امس خلال عملية توغل للجيش الاسرائيلي استمرت حوالي ست ساعات في شرق غزة، بينهم فلسطيني من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) قام بتفجير نفسه امام احدى الدبابات الاسرائيلية في حي الشجاعية في قطاع غزة الذي تعتبره قوات الاحتلال معقلا لحركة حماس. وقالت مصادر فلسطينية ان ثلاثة من ضباط المخابرات العامة الفلسطينيين قتلوا وخمسة من الشرطة اصيبوا بجراح حينما اطلقت طائرة هليكوبتر حربية اسرائيلية صواريخ على موقع قريب تسيطر عليه قوات الامن الفلسطينية. واكد مسؤولون ان اربعة فلسطينيين منهم مسلحان وشرطي قتلوا بالرصاص وان 20 آخرين اصيبوا بجراح. فيما ذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الشهداء سقطوا في حوادث تبادل لاطلاق النار مع عسكريين اسرائيليين في شرق مدينة غزة، وبينهم شقيقان في العشرين من العمر هما علاء وسعيد الحلو، كما استشهد آخران برصاص اطلقه الجنود الاسرائيليون بينما قام فلسطيني من حركة حماس بعملية تفجير امام دبابة اسرائيلية قتل فيها في المنطقة نفسها. واوضح مصدر امني ان ثلاثة من القتلى بينهم سعيد وعلاء الحلو عثر على جثثهم تحت انقاض منزل نسفه الجيش الاسرائيلي في شرق مدينة غزة. واكدت المصادر ان خمسين دبابة اسرائيلية ترافقها جرافتان ومروحيتان توغلت مساء السبت في منطقة الشجاعية على عمق كيلومترين شرق مدينة غزة ، وقام العسكريون الاسرائيليون بتدمير ورشة للخراطة ومنزل وبعمليات تفتيش في عدد من المباني السكنية بينما كانوا يتبادلون اطلاق النار مع فلسطينيين. واوضح مصدر امني فلسطيني ان المروحيات الاسرائيلية اطلقت اربعة صواريخ على الاقل احدها لم ينفجر في المنطقة التي تشهد التوغل. كما ألحق الجنود الاسرائيليون اضرارا جسيمة بمبنى مدرسة الارقم الخاصة التي يرأس مجلس ادارتها الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس ، بينما ذكر مصدر امني فلسطيني ان القصف الاسرائيلي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن الجزء الشرقي لمنطقة الشجاعية اثر اصابة المحول الرئيسي للكهرباء المغذي للمنطقة. وذكر شهود عيان ان الجنود الاسرائيليين بدأوا بالتراجع الى مواقعهم بغطاء من المروحيات العسكرية في نهاية عملية التوغل التي خلفت 11 قتيلا وحوالي عشرين جريحا ،اضافة الى اضرار في عدد كبير من المنازل. كما استشهد فلسطيني يعاني اضطرابات نفسية صباح امس برصاص اسرائيلي بينما كان ناصر ابو صفية (32 عاما) في احد شوارع المدينة رغم منع التجول الذي فرضه الجيش الاسرائيلي في المنطقة. وقد قتل برصاص اطلقه جنود اسرائيليون كانوا يقومون بعملية في المدينة. واوضح المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان عملية التوغل هذه التي استمرت ست ساعات انطلقت بعد مقتل اربعة جنود اسرائيليين السبت الماضي في انفجار شحنة ناسفة عند مرور دبابة اسرائيلية في قطاع غزة. واضاف ان اربع ورشات تستخدم لصنع قذائف الهاون والصواريخ دمرت مشيرا الى ان الجنود الاسرائيليين واجهوا اطلاق نار كثيفا من جانب الفلسطينيين الذين استخدموا قذائف مضادة للدبابات وقنابل يدوية. واكد شهود عيان ان اشتباكات مسلحة وقعت مع الجيش الاسرائيلي استخدم فيها رجال المقاومة قنابل ومتفجرات. وتابع المتحدث الاسرائيلي ان ثلاث قنابل يدوية اطلقت من مسجد لكن الجنود لم يردوا بسبب الطابع الديني للمبنى مؤكدا ان اي عسكري اسرائيلي لم يصب في العملية التي انتهت بانسحاب القوات الاسرائيلية. وحذر من ان الجيش الاسرائيلي سيواصل العمل ضد البنى التحتية للارهاب في قطاع غزة. واكد مصدر امني فلسطيني ان دبابات اسرائيلية من محيط مستوطنة دوغيت شمال قطاع غزة اطلقت عدة قذائف مدفعية تجاه بلدة بيت لاهيا دون اي سبب سوى استمرار العدوان. واوضح ان الجرافات العسكرية تواصل أعمال التجريف في اراضي المواطنين في البلدة. وكان الجيش الاسرائيلي قد دمر في الاشهر الاخيرة عددا من ورشات الحدادة والخراطة مؤكدا ان الفلسطينيين يستخدمونها لانتائج قذائف هاون او صواريخ قسام التي يطلقونها بعد ذلك على الاراضي الاسرائيلية. وقتل الجيش الاسرائيلي منذ الاحد الماضي ثمانية من ناشطي حماس بينهم سبعة في قطاع غزة. وادانت القيادة الفلسطينية بشدة العدوان الاسرائيلى الذى نفذته القوات الاسرائيلية بدعم الدبابات والمروحيات على الاحياء السكنية فى غزة . وعبرت فى بيان لها صباح امس عن اعتقادها ان ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى استهدف بهذا العدوان افشال اى جهد لوضع حد لدائرة العنف والتوصل لتسوية عادلة0 جاءت هذه الغارات الليلية على الرغم من محادثات اجراها الجانبان بشأن وقف لاطلاق النار وذلك في حملة انتقامية على ما يبدو من جانب اسرائيل بعد ان فجر لغم ارضي زرعته حركة حماس دبابة اسرائيلية وقتل طاقمها المؤلف من اربعة جنود يوم السبت الماضي. وفي حي الشجاعية الذي يقع الى الشرق من مدينة غزة ويعد من معاقل الجهاد الاسلامي اطلق مقاتلون يرتدون اقنعة سوداء وثيابا مموهة قذائف صاروخية بدائية الصنع ونيران بنادقهم على القوات الاسرائيلية. وقالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان احد رجالها نسف نفسه بالقرب من طابور مدرعات اسرائيلي وهو ما ايده شهود عيان. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز قد توعد بعد تفجير الدبابة يوم السبت الماضي (بالضرب بشدة على حماس). وعقب ذلك قتلت القوات الاسرائيلية عضوا رفيعا في حماس ودمرت منزل عضو آخر في حماس تقول انه دبر هجوما يوم السبت الماضي في شمال قطاع غزة. واتهمت حماس ايضا المخابرات الاسرائيلية بقتل ستة من النشطاء في انفجار غامض يوم الاحد. وقال عبد العزيز الرنتيسي المسؤول البارز في حركة حماس إن المعارك في غزة تنبئ بخير لكل الفلسطينيين بأن العدو سيفشل في فرض حلوله علينا وسيفشل في الفوز باستسلامنا. و عقد مسؤولون اسرائيليون رغم استمرار العنف عدة اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين هذا الشهر لبحث وقف محتمل لاطلاق النار قد يقود الى انسحاب اسرائيلي من مدن الضفة الغربية التي اعيد احتلالها في يونيو الماضي بعد سلسلة من الهجمات الانتحارية. واجتمع وسطاء من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة مع وفد اسرائيلي وفلسطيني في لندن يوم امس الاول لبحث (خارطة الطريق) لانهاء العنف. غير ان مسؤولا فلسطينيا رفيعا قال ان عمليات اسرائيل في غزة ستقوض اي تقدم تحقق في جهود السلام. وقال صائب عريقات إن الحكومة الاسرائيلية وحدها مسؤولة عن عواقب اعتداءاتها. تشييع جثمان شهيد من شهداء مجزرة أمس شهيدان موشحان بأعلام حماس