في الوقت الذي كان محمود عباس )ابو مازن( يقسم اليمين القانونية أمام المجلس التشريعي الفلسطيني يوم أمس السبت، ليصبح الرئيس الرسمي للسلطة الوطنية الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات، شهد قطاع غزة تصعيداً إسرائيلياً ملحوظاً وأحداثاً ساخنة في عدة مناطق حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة تضاف الى سجل جرائمها الوحشية بحق الفلسطينيين العزل في الأراضي المحتلة، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، أربعة منهم بنيران الاحتلال في حي الزيتون شرق مدينة غزة خلال عملية عسكرية جديدة ومتواصلة شنتها قوات الاحتلال ظهر أمس على المنطقة، فيما استشهد شابان آخران بقذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية على المواطنين في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح. وكانت قوات الاحتلال قد توغلت تدعمها جرافات وآليات الاحتلال في منطقة المسلخ وسط إطلاق نار كثيف، وتجريف واسع لأراضي المواطنين الزراعية. ومن جهتها حذرت قوات الأمن الفلسطينية من قيام قوات الاحتلال بتنفيذ عملية اجتياح واسعة شرق وجنوب مدينة غزة في سياق حرب الإبادة الشاملة التي تشنها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وخلال توغلها قصفت قوات الاحتلال بقذائف الدبابات ونيران الرشاشات الثقيلة من الطائرات والصواريخ تجمعات الأهالي والمنازل السكنية في حي الزيتون شرقي مدينة غزة. وذكرت مصادر طبية في غزة أن أربعة فلسطينيين استشهدوا قرب دوار ملكة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة جراء قيام قوات الاحتلال بفتح نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه تجمعات الأهالي والمنازل السكنية. والشهداء هم: عيسى كشكو (20 عاما) من حي الزيتون ويحي أبو محيسن (25 عاماً)، محمد فاروق بظاظو (21 عاماً)، عبد الرحمن السوسي (19 عاما)، وأصيب الشهيد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرأس والصدر، فيما أصيب ستة مواطنين آخرين بجراح خطيرة. وأوضحت المصادر الطبية بأن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول لنقل الجرحى المتواجدين حتى مساء امس في المنطقة. وأشارت إلى أن جيش الاحتلال أطلق النيران على ضباط الإسعاف وسيارات الإسعاف المتواجدة في المنطقة. وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، استشهد مواطنان فلسطينيان بعد ظهر أمس وأصيب أحد عشر مواطناً بجراح مختلفة، بشظايا قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية. وأفاد الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة، أن قوات الاحتلال أطلقت قذيفة دبابة تجاه تجمع للمواطنين في منطقة بوابة صلاح الدين الحدودية، مما أدى إلى استشهاد مواطنين وهما: نضال أبو طيور (22 عاما)، والشهيد حازم طلعت الحوت (19 عاما) واستشهدا نتيجة إصابتهما بقذيفة دبابة أدت الى وفاتهما على الفور بعد أن مزقت أجسادهما حيث وصل جثماني الشهيدين الى المستشفى مشوهة المعالم يصعب التعرف عليهما، إضافة إلى إصابة أحد عشر مواطناً بجراح مختلفة. وكان وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز أعلن في أعقاب جلسته التشاورية مع رئيس هيئة الأركان العامة موشيه يعلون إغلاق جميع المعابر في قطاع غزة حتى إشعار آخر، في إجراء عقابي ردا على العملية الفدائية (زلزلة الحصون)، والتي أسفرت عن مقتل ستة جنود إسرائيليين وإصابة خمسة آخرين في معبر كارني. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موفاز قوله: الفلسطينيون يبذلون كل ما في وسعهم من أجل تحطيم فرص تحقيق واقع جديد وقد تقرر إغلاق جميع المعابر في قطاع غزة (إيرز وكارني ورفح) حتى يتخذ الفلسطينيون خطوات مناسبة لتوفير الأمن في المعابر. وفي وقت لاحق أمس استشهد فلسطيني سابع وأصيب ثلاثة آخرون بينهم الطفلة سجود الخور في قصف جوي عشوائي على منازل المواطنين في غزة. والشهيد السابع هو هيثم فايز أبونقيرة. كما استشهد مسلح فلسطيني مساء امس السبت في قطاع غزة بعد ان اطلق النار على عسكريين اسرائيليين كما افادت مصادر طبية، ما يرفع الى ثمانية عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران الجيش امس. واستشهد عبد الرؤوف ابو ناموس (20 عاما) الناشط في حركة الجهاد الاسلامي بعد ان فتح النار على عسكريين اسرائيليين على الطريق الى معبر كيسوفيم المؤدي الى وسط قطاع غزة. واكد الجيش وقوع الاشتباك مشيرا الى ان المسلح اصيب بنيران الجنود فيما تمكن مسلح اخر من الفرار.