يقال ان المدرسة دار للتربية قبل ان تكون مكانا لطلب العلم وهو كذلك في الكثير من الدول المتقدمة التي تحتوي مدارسها على مزايا متعددة للطلاب الى جانب رسالة التعليم. فهناك حصص للنشاط وحصص مطولة للرياضة بل ومباريات وبطولات برعاية المدرسة نفسها وكأنها ناد كبير يضم العديد من الزوايا المهمة لبناء المجتمع ببناء شخصية افراده. وهناك العديد من المميزات التي توجد في مدارس كثيرة في الخارج وتفتقدها معظم المدارس في مجتمعنا ولعل مدارس البنات هي اكثر من تعاني اليوم من قلة تلك المميزات التي من شأنها منح طالباتها ثقة اكبر في النفس والقدرات وراحة نفسية من جميع الجوانب ومن هذه المميزات الموجودة في جميع مدارس البنات في الخارج والتي وتفتقدها مدارس البنات في مجتمعنا حصص الرياضة ورغم ان الرياضة جزء من التربية ووسيلة لتقوية الطالبات جسديا وذهنيا ورغم كونها دافعا لمزيد من النشاط الا انها ممنوعة منعا باتا.. فلماذا؟!.. وما هو رأي البعض في هذا المنع. الرياضة للشباب فقط الاجابة لجميع التساؤلات وجدتها (اليوم) بعد حوار سريع مع عدد من افراد المجتمع وكانت البداية مع (ع.س) معلمة من الرياض تعارض فكرة حصص الرياضة في مدارس البنات قائلة: اولا انا لا ارى ان الرياضة مهمة للبنات حتى يمارسنها في المدارس فهن فتيات لا يحتجن للرياضة عكس الشباب الذين يحتاجون لها لزيادة اللياقة البدنية وقوتهم الجسمانية. وتضيف: صحيح ان الرياضة غير محرمة شرعا ولكن هناك امور محرمة قد تحدث بسبب ممارسة البنات للرياضة كأن ترتدي البنت البنطلون وهو تشبه بالرجال وايضا قد تتذمر احداهن من اللباس الرياضي بحجة انه يشعرها بالحر او يضايقها فترتدي فانيلة بلا اكمام وشيئا فشيئا سترتدي الملابس التي تظهر البطن.. وهكذا.. شيئ يجر شيئا؟! اما (ريم الفوزان) طالبة جامعية فتجد ان ممارسة الفتاة للرياضة صعب وغير مستحب قائلة: صعبة ان تتنطط البنت نظرا لتركيبة جسمها التي تختلف عن تركيبة جسم الرجل ومهما كانت رشيقة فاعتقد ان هذا الشيء متعب لها جدا وسيمنعها الارهاق من استيعاب الدروس التي هي اهم من الرياضة. وتستطرد قائلة: هذا هو رأيي الشخصي لكن من ترى ان الرياضة مهمة فلتمارسها في البيت احسن لها. اعطوا الفتيات فرصة وتعارضها في الرأي (نهاد الحربي) موظفة قائلة: الرياضة مهمة جدا للجنس اللطيف وخصوصا في مرحلة المراهقة والشباب لانها تقوي العظام وبالتالي تحميها من الاصابة بهشاشة العظام في المستقبل الى جانب تقوية العظام فهي تمنح شعورا بالرضا والراحة النفسية وتقوي الثقة بالنفس وهذه جميعها دافع للفتاة لتقدم المزيد من الجهد والنشاط وهناك فوائد عديدة للرياضة لا يسعني ذكرها.. ولكن المهم ان يكون هناك من يقدر هذه الفوائد ويمنح فتياتنا جزءا من الحقوق التي تعود عليهن بالنفع كتعليمهن الرياضة على اصولها. اما (عبير المنصور) طالبة جامعية فتقول بلهجة ساخرة: في المدارس الاهلية هناك مساحات من الوقت لممارسة الرياضة واذكر انني عندما كنت طالبة في الصف الاول الابتدائي كنت اقوم بتمارين رياضية كل صباح.. ولكنها تمارين سخيفة!! وتضيف قائلة: اطالب بمنح الفتيات فرصة لممارسة الرياضة في المدارس لانعدام النوادي الرياضية للاناث في مجتمعنا وارى ان الرياضة مهمة للغاية للنساء والفتيات السعوديات لان معظمهن يعانين من السمنة والاجسام غير المتناسقة. لا نريد حصصا إضافية ويتساءل (فيصل العتيبي) موظف قائلا: لماذا يمارسن الرياضة؟؟ يعني هل تتوقعون مثلا ان تسمعوا في يوم من الايام عن فريق المنتخب الاول للنساء السعوديات؟؟! ويضيف قائلا: لا ارى فائدة من ممارسة البنت للرياضة ولا اقول ذلك تحاملا ولكنها الحقيقة. وتشارك الرأي (مها) موظفة قائلة: الرياضة لاتفيد البنت كما هي بعض الحصص الاضافية من خياطة وتدبير منزلي. بينما تقول (ف.الصقعبي) معلمة في احدى المدارس الاهلية: لا ارى اي خطأ في ممارسة البنت للرياضة سواء في المدرسة او البيت او اي مكان آخر طالما انها متلزمة بدينها وتحافظ على فروضها الاخرى المهمة وطالما انها ترتدي ماهو محتشم ولكن اعتقد ان حصص الرياضة قد تزيد العبء على الطالبات فتزيد ساعات وجودهن في المدرسة وقد يؤثر ذلك على تقبلهن للحصص التي تلي حصص الرياضة ومن جهة اخرى قد ترغب بعض الطالبات في ممارسة الرياضة لذا فقد تزيد حالات غياب الطالبات وقد تحدث امور سلبية اخرى لا نعلم بها. اما الدكتور محمد جعفر آل حسن جامعة الملك سعود فيلقي باللوم على الادارة العامة لتعليم البنات قائلا: ان الادارة العامة لتعليم البنات بها من المشاكل الكثير وتخالف ابسط قواعد العمل المتعارف عليها واهمها المساواة بين المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم ومنشأهم واسمائهم ومكان ميلادهم وهذا ما تعمل به جميع المؤسسات الحكومية شاملا ذلك وزارة المعارف فوزارة المعارف تفتح ابوابها للنقد وتعتقد جازمة بان النقد البناء في صالح العملية التعليمية اضافة الى عمل الوزارة على تطوير مناهجها مثل ادخال مادة الحاسب في المدارس على عكس مدارس البنات والتي لا تقوم بتدريس مادة الحاسب ولا مادة التربية البدنية وكأن التربية البدنية للبنات شيء مخل بالدين وتمنعه في مدارسها وتمنع المدارس الخاصة التي تشرف عليها من تدريسها في الوقت الذي يزداد فيه الوعي العام باهمية الرياضة وعلاقتها المباشرة بالصحة البدنية والنفسية ولكن لا يبدو ان ادارة تعليم البنات تسمعني ؟!! وهذا نص من مقالة نشرت في الزميلة صحيفة الوطن يقول كاتبها وهو من المهتمين بهذه القضية: بالنسبة للرياضة في مدارس البنات هل هو ضرورة ام لا في رأيي ان الفيصل في ذلك هو رأي الاطباء المختصين من رجال العلم فاذا قرر هؤلاء انه ضرورة فعلا فلابد ان نرضخ لرأيهم وننفذه وهذا حدث اي انهم قرروا ذلك فعلا في كل دول العالم منذ عشرات السنين واصبحت الرياضة البدنية مادة اساسية في جميع مراحل الدراسة في اوروبا والولايات المتحدة وربما بعض الدول العربية يدرسها الذكور والاناث على حد سواء بل ان بعض انواع الرياضة كالسباحة يعتبر تعلمها فريضة لانها تعني الحياة والموت فالام التي لا تجيد السباحة لا تستطيع ان تنقذ نفسها او طفلها اذا تعرض للغرق وهذا يشكل جناية على نفسها وعلى طفلها قد لا تقل عن جناية قتل النفس كما ان المشي والقيام ببعض الحركات والتمرينات السويدية نوع من العلاج الذي قد يفرضه الاطباء على المرضى ذكورا او اناثا فهل خضوع المرأة للعلاج يتنافي مع الدين حتى لو كان العلاج تدليكا او (مساجا) لاجزاء من جسمها تعتبر عورة كحوض الفخذ اذا قامت به ممرضة ثم ان ديننا امرنا بان نعلم اولادنا السباحة والرماية وركوب الخيل فهل هذا الامر يقتصر على الذكور فقط او انه من قبيل التكاليف الواجبة على الجنسين اما عن رايي الشخصي في هذا الموضوع فقد كنت مشرفا على مدارس الرياض الخاصة قبل سبعة وعشرين عاما وكان من اوائل الاشياء التي اقدمت على تنفيذها انشاء ملعب لكرة السلة في مدرسة البنات وكنت اريد ان انشيء ملعبا للسباحة ولكن الزمن لم يسعفني ولا ادري هل انشىء بعد ذلك ام لا.. ولا ادري ايضا متى ننتهي من مناقشة المواضيع التي فرغ منها العالم وتجاوزها التاريخ ونسيها الزمن؟!!