بعث قرار إقرار مادة اللياقة البدنية للطالبات شكوك البعض وخوفهم من تجاوز "خطوط حمراء" كانوا قد اعتادوا عليها من قبل, فليس من الغريب أن يقابل أي قرار جديد بنوع من الانتقادات والاتفاقات بين أطياف المجتمع المختلفة. وتفاءل العديد من هذا القرار الذي سيخفف أمراض عدة ويطرح وظائف جديدة بالمدارس وبين الفتيات, حيث لا يمكن الحكم عليها بالنظر إلى أحد جوانبها وإغفال الآخر. وفي خضم الجدل المحتدم حول أهمية الرياضة للفتيات في المدارس أن يتم تناولها من جوانب طبية ونفسية فقد أشار الأخصائيون أن عدم ممارسة الرياضة ليستأحد مسببات السمنة الرئيسية مقارنةً مع الأولاد, ولكن تخفف من حدوثها وتغير الحالة النفسية. وبهذا الخصوص نذكر ماجاء في فتوى الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز الرياضة تختلف فهي كلمة مجملة، فالرياضة بين البنات بأشياء لا تخالف الشرع المطهر، بمشي كثير في محل خاص بهن، لا يخالطهن فيه الرجال، ولا يطلع عليهن الرجال، أو بسباحة عندهن في بيتهن أو في مدرستهن خاصة لا يراها الرجال ولا يتصل بها الرجال، لا يضر ذلك. أما رياضة يحصل بها الاختلاط بين الرجال والنساء، أو يراها الرجال أو تسبب شراً على المسلمين فلا تجوز، فلا بد من التفصيل، فالرياضية التي تخص النساء ولا يكون فيها محذور شرعاً وليس فيها اختلاط بالرجال في محل مستور ومحل بعيد عن الخلطة فلا بأس بذلك، سواء كانت بالمشي أو بالسباحة ونحوها، وهكذا المسابقة بينهن. وهذا ماتوافق مبدئياً مع ما أقره مجلس الشورى في جلسته الأخيرة التي ناقش فيها التوصية التي تقدمت بها اللجنة التعليمية في المجلس بشأن دراسة إضافة برامج اللياقة البدينة والصحية بمدارس البنات بمايتوافق مع طبيعتهن ووفق الضوابط الشرعية والتنسيق مع وزارة التعليم العالي لوضع برامج التأهيل المناسب للمعلمات . من جهته قال الشيخ عبد العزيز الطريفي :" إذا كانت المرأة ذهبت للمشاركة في أولمبياد لندن في السباق وغيره باسم (الضوابط الشرعية) فما بقي من تلك الضوابط الشرعية لرياضتها في المدارس !, إذا كانت الضوابط الشرعية لا تُحترم عند من يطبقها فلا يجوز للعالِم أن يفتي بتشريع شيء لا تحترم ضوابطه، أَفسِدوا ولكن لا تفعلوه باسم الشريعة!". ومن ناحية أخرى تهكم الشيخ عادل الكلباني قائلاً:" مجلس الشورى ورياضة النساء ، ما أدري هم يعرفون وضع كثير من المدارس وإلا يحسبونها مثل مدارس بناتهم ؟". ومن الجهة العملية والمجتمعية تزايدت الأمراض التي من أهم أسبابها البدانة بين السعوديات وفق إحصاءات رسمية ,وارتفعت نسبة البدانة بين الطالبات والنساء بشكل عام نتيجة قلة ممارسة الرياضة إذا أمكن القول, حيث تفاءل العديد أن يكون هذا القرار مفيداً بدرجة كبيرة من تخفيف نسبة البدانة, وتقليل الضغوط النفسية على الطالبات في المدارس. ويعتبر أمر الاختلاط من المستحيلات في المدارس, فمن المعروف أن كل مدارس المملكة تمنع الاختلاط منعاً باتاً في كافة الأوجه والأنشطة والتي سيكون من بينها الرياضة أو مادة اللياقة البدنية. واعتقد البعض بأن الرياضة التي تمارس ستكون مناسبة للفتاة وليست كرياضة الأولاد "القاسية", وأشاروا بأنها ليست إضافة ولكن هي جزء أساسي ومهم في تكوين الطالبة وتنمية لياقتها البدنيّة والذّهنية, وطالبوا بأن يصمم صالات متكاملة وفيها كافة وسائل السلامة. ومن ناحية الرفض ,قال احد المعلقين على القرار :" لن أسمح ولن ارضى بأن تخلع ابنتي لباسها في غير غرفتها ", وأضاف آخر برأيه بأن الرياضة ليست شيء مهم وإنما يجب أن يتعلمن شيء يفيد "زوج المستقبل". وبنهاية الأمر أشار البعض بأنه ليس هناك ما يمنع من تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة بحسب ضوابط الشريعة، ومن المؤكد أن معظم الفتيات يحرصن على تطبيق هذه الضوابط، وإذا تحقق ذلك فلن يختلف أبناء مجتمعنا وستتحقق مصالح الرياضة في الوقت نفسه. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بن باز عن رياضة البنات : «لابأس بالسباحة والمشي»..والكلباني: «يحسبونها مثل مدارس بناتهم»