لقد فرض على المرأة في بعض المجتمعات (الجاهلة بحقوقها) ان تكون الجانب السلبي في العلاقة الزوجية واصبح الرجل هو المسيطر والمخطط والامر والناهي وهو المدرب والسيد والقائد وفي حالات كثيرة هو الديكتاتور الذي لا يعصى له امر وان كلمته لاتنزل الارض ولا يحق لاحد في المنزل التفوه بكلمة اثناء تواجد (سي السيد) في المنزل. وتحركت عجلة الزمن.. واصبح للمرأة في بعض المجتمعات (الجاهلة ايضا بدور المرأة) التحرك السريع في السيطرة على مقاليد القوة العائلية واصبحت هي (المرأة الحديدية) التي تضرب بيدها النارية على كل اعراف وقوانين العلاقة الزوجية السعيدة. وبدأ الجميع من رجال ونساء (معتدلون) يشعرون ان المرأة التي تسيء مفهوهم ايجابية دورها في الحياة امرأة شقية بل لاتحس زهوا او سعادة بانتصارها وتحقيق اهدافها السلطوية.. لان الصورة السوية للعلاقة الزوجية هي ايجابية الطرفين وليست انتقال الايجابية من الرجل الى المرأة ليصبح الرجل سلبيا. اذ كانت المرأة فيما مضى قد عانت الكثير من العذاب لوصفها السلبي في الحياة من سيطرة الرجل وتفوقه عليها وكلمته كانت حكما نافذا المفعول وما كان عليها الا الرضوخ.. فاننا نستطيع ان نؤكد ان المرأة التي تسيء فهم ايجابية دورها في الحياة الا بعد ان تغيرت الصورة تماما في وقتنا الحالي فهي ايضا لاتحس فخرا بهذا الانجاز العظيم او انتصارا او سعادة.. لان بينها وبين نفسها تضيق اشد الضيق وتعاني امس المعاناة بظهور هذه المشكلة الجديدة التي طرأت علي حياتها واصبحت سائدة في مجتمعاتنا العربية باسم التحرر الا وهي (سلبية الرجل) فالمرأة في لهفتها واندفاعها لاثبات وجودها وربما بدافع الرغبة اللاشعورية في الانتقام من الرجل الذي سيطر اجيالا عديدة على المرأة وتحكم بها فقد خلطت المرأة بين المشاركة والسيطرة وتاهت وهي تطلب المساواة مع الرجل والحرية في حياتها. ونحن نعلم ان المشاركة لها طرفان ايجابيان والسيطرة لها طرف ايجابي في مواجهة اخر سلبي والصورة السوية للعلاقة الزوجية المتطورة والهادفة الى النجاح والسعادة هي ايجابية الطرفين بدون شك واقتناعهما التام لهذه الايجابية كطريق الى التفاهم والرضا.. وليست ابدا انتقال صفة الايجابية من الرجل الى المرأة وتجرده منها تماما ليصبح هو الطرف السلبي.. وللحديث بقية,,, د. محسن الشيخ آل حسان