هل عدم اعتذار الزوج للزوجة أنانية أم كبرياء؟. في معترك الحياة وزحمة الاحتكاك اليومية بين البشر قد يخطئ البعض منا على الآخر بكلمة أو تصرف ما فلا يجد سوى الاعتذار الذي يعتبر الطريق الوحيد للتراضي، إلا ان البعض يصر على عدم الاعتذار حتى لو افقده ذلك من يحب أو يصادق، والزوجات أكثر من يعاني من هذا الموقف السلبي من أزواجهن الذين يرفضون الاعتذار بسبب كبريائهم أو خوفا من أن يفقده اعتذاره لشخصيته القوية أمام الزوجة. "الرياض"استمعت لعدد من الشكاوى النسائية لعدم اعتذارالزوج وناقشت أهمية الاعتذار وطرقه في الحياة الزوجية. الاعتذار الصامت في البداية تقول هدى البلوي:الاعتذار فن جميل لايعيه ولايفهمه إلا من بادر به وخاصة في هذا الزمن، إلا ان هناك بعض الأزواج من يقلل من شأنه ويعتبره شيئا هامشيا بل ويجهل أثره العالي لمجرد انه يعتقد بأنه ضعف وانكسار أمام الزوجة بعكس المرأة التي تكون اكثر إقبالا على الاعتذار مباشرة بعد صدور الخطأ منها، لأنها تدرك بان التأخر في الاعتذار سبب رئيسي في اتساع دائرة الخلاف بين الأزواج، فإذا كانت العلاقة الزوجية قائمه على المحبة والتفاهم والمودة ورغبة قوية في استمرار تلك العلاقة فانه لا فارق فيمن يبدأ بالاعتذار أو من يعترف بالخطأ، وباعتقادي ان من يدرك انه اخطأ ويحاول ان يعترف بالخطأ أفضل ممن يتجاهل خطأه ولايفكر بالاعتذار لزوجته، والسبب انه شخص أناني ولا يحترم مشاعرها ويريد منها ان تسامحه دون ان يأخذ بما في خاطرها ويرضيها ولو بكلمة، وهذا ما يحدث معي فزوجي لايفكر مطلقا بان يبادر بقول كلمة "أنا آسف"، وينتظر حتى أعاتبه ليعتذر لي بطريقة جافة لا اشعر معها بأنه نادم على غلطته، والسبب كما يتضح لي غطرسته وأنانيته ولا يخفى على الجميع بان هذا الأسلوب يشعرني بالتجريح ويزيد من الفجوة بين الأزواج. وترى إيمان بان اعتذار الزوج لزوجته لايقلل من احترامه أو ينقص من قدره لان الاعتراف بالخطأ فضيلة ونوع من المصارحة والمكاشفة بالعيوب، وبالنسبة لزوجي لم يلجأ طوال حياتنا الزوجية لقول كلمة "آسف"، لكنه يعتذر بطرق غير مباشرة، فهو كباقي الرجال الشرقيين الذين يفضلون الاعتذار الصامت أي الفعل دون الكلام كتقديم هدية أو مفاجأة ما وهذا بتصوري فعل ايجابي كونه أدرك انه مخطئ ويقرر الاعتذار بالطريقة التي يراها مناسبة وهذا أفضل ممن لايدرك انه اخطأ وان عليه الاعتذار. وتضيف عبير قائلة: من الصعب على زوجي أن يعتذر لسبب واحد فقط وهو الكبرياء والعناد، وغالبا لايحب قول كلمة آسف، مع انه يشترط أن أقولها له حرفيا إذا صدر مني أي خطأ، ففي الوقت الذي اعتبر فيه الاعتذار حقا له يعتبر هو انه ضعف وانهزام يفقده السيطرة والهيبة وهذا حال اغلب الرجال مع زوجاتهم، واذكر ان زوجي في احد الأيام رفض ان يعتذر لي بقول كلمة آسف، لأنه يقول بأنها ثقيلة على نفسه وقد أمهلته يومين ولم يعتذر عن خطأه الكبير فذهبت إلى أهلي غاضبه وكنت أكثر عنادا منه، حيث اشترطت عليه قول كلمة آسف أمام والدي واخوتي فكان موقفاً صعباً بالنسبة له، وما ذلك إلا بسبب تزايد العناد بيننا ومن بعد ذلك الموقف أصبح يسارع بالاعتذار لي قبل أن تتصاعد الخلافات وتصل إلى الأهل. وتذكر نهلة الحجيري بأنها لاتقبل اعتذار زوجها لها مالم يكن مصحوبا بهدية ثمينة، فهذا أسلوب يردع الأزواج عن الخطأ في حق زوجاتهم، فكلما اختارت الزوجة طريقة اعتذار صعبة على الزوج، كلما ضمنت منه الحذر في عدم الخطأ عليها. وتؤكد أم عبدا لله على أن المرأة أكثر عاطفية من الرجل لهذا نجدها دائما تبادر بالصلح والاعتذار حتى لو لم تكن مخطئة، وأيضا لاتتحمل خصام الزوج منها فتحاول ان تجد وسيله لإنهاء الموقف المتوتر؛ غير أن بعض الأزواج يجدوا معاناة في الاعتذار، أما عن نفسي فانه يكفيني تصرفات زوجي التي يعبر بها عن آسفة لذلك لا انتظره ان يبوح لي بكلمة آسف مع انه يختار ألفاظا تدل على الأسف مثل قوله (سامحيني –ماكان قصدي –حقك علي )وذلك لأنه لم يعتد على قولها. فن الاعتذارالزوجي من جهة أخرى أوضحت شيرين احمد –أخصائية في الطب النفسي- أهمية الاعتذار الزوجي قائلة:الاعتذار مهارة من مهارات التواصل الاجتماعي وظاهرة صحية في الوقت نفسه ولكن هناك الكثير من الأزواج تحديدا لايفضلون الاعتذار للزوجة وربما للآخرين، وهذا من أكثر الأمور التي تفاقم المشاكل الزوجية فالزوج يعتقد بان المشكلة ستنتهي بالصمت والتجاهل والمرأة في نهاية المطاف تحكم عقلها رغبة للحفاظ على حياتهما الزوجية وتتغاضى عن اعتذاره لها مع ان هذا يسبب لها جرحا آخر وهو بذلك ينسى أنها إنسانة حساسة للغاية وان المشاكل المتراكمة تؤثر على المدى البعيد. وتشير الاخصائية شيرين إلى ان هناك طرقا عدة للاعتذار منها ماهو مباشر ومنها ماهو غير مباشر، فالاعتذار المباشر لايقتصر فقط على كلمة آسف، وإنما هناك عبارات أخرى مثل سامحيني، وعموما هذه الكلمات ليست صعبة ولاتعني ان صاحبها قد قلل من قدره أو قدم تنازلا كبيرا وانتصارا للطرف الآخر. كما تقدم الاخصائية شيرين احمد بعض النصائح ليتبعها الزوجان في حالة نشوب أي خلاف بينهما أهمها عدم العناد والاصرارعلى الرأي لأنه ببعض التنازلات نجعل الأمور تسير بشكل أفضل، وإبعاد فكرة أن الاعتذار اهانة، بل انه اقصر الطرق لاذابة جليد الخصام، ومن المهم ان يلجأ الزوجان إلى الحوار والتفاهم، كما انه يجب عليهما ان يدركا بان الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة يدخلانها بإرادتهما وعليهما بذل المستحيل لنجاح تلك الشراكة.